هل حسم فيرستابن صراع الفوز بلقب بطولة العالم؟

Reuters

"الطريق ما زال طويلاً. صحيح يبدو أننا على المسار الصحيح ولكن كل شيء يمكن أن يتغيّر بسرعة"، ذكّر "ماد ماكس" عشاق الفئة الاولى عقب فوزه بسباق جائزة المكسيك الكبرى الأحد، محققاً انتصاره الثاني توالياً والتاسع هذا العام مقابل 5 "للسير" هاميلتون.

فاجأ فريق مرسيدس الجميع بهيمنته على التجارب التأهيلية في مكسيكو، مع تسجيل الفنلندي فالتيري بوتاس التوقيت الأسرع في "امتحان" يوم السبت أمام زميله، غير أن فوز فيرستابن بالمرحلة الـ 18 من البطولة العالمية كان متوقعاً ولم يشكّل أي مفاجأة نظراً لتفوّق ريد بول على حلبة الشقيقين رودريغيس في الأعوام الاخيرة.

رأى مدير مرسيدس النمساوي توتو وولف أن المركز الثاني لسائقه هاميلتون هو أشبه بفوز، نظراً لقوة الحظيرة النمساوية في المكسيك، معتبراً أن "المركز الثالث (خلف سيارتي ريد بول) هو المرتبة الأقرب لنا". 

وتابع متحدثاً عما ينتظر فريقه في المراحل المقبلة "أنا واقعي ولكني أحبّ رياضة السيارات لأن كلّ شيء يمكن أن يحدث. لا أحد منّا سيغادر الحلبة وهو يعتقد أن الأمور تفلت من بين يدينا" وانه "ما زال أمامنا أربعة سباقات، أربعة انتصارات لتحقيقها، أربعة انسحابات مفترضة وسوف نتابع الصراع".
                  
هاميلتون يقر بصعوبة موقفه

من جانبه أقرّ هاميلتون أن "19 نقطة، هي كثيرة"، واضعاً خطته الهجومية لخوض معركة متكافئة، لذا يتابع الساعي خلف لقبه الثامن العالمي لفض الشراكة مع الأسطورة ميكايل شوماخر قائلاً: "واقعياً، يتوجب عليّ الفوز بكل سباق لأننا نحتاج هذه النقاط من أجل أن نحاول العودة".

وأردف وصيف فيرستابن في الترتيب (312.50 مقابل 293.50) "كانت هذه الحال في عطلة نهاية الأسبوع هذا وخلال الجوائز الكبرى السابقة"، قبل أن يستسلم أمام واقع تفوق ريد بول قائلاً: "ولكن... هم سريعون جداً".

وأضاف: "أبذل قصارى جهدي ولكن ذلك لم يكن كافياً حتّى الآن، في حال حافظوا على سرعتهم في السباقات المقبلة، سنكون في موقف صعب".
جولة مهمة في البرازيل

ومرّة أخرى، تُعتبر الجولة المقبلة في البرازيل على حلبة إنترلاغوس هذا الاسبوع محطة مهمة في نجاح ريد بول، والبرهان على ذلك يتأتى من واقع أن الفائز الأخير على هذه الحلبة هو الهولندي فيرستابن حيث حقق هذا الإنجاز عام 2019 قبل أن يغيب السباق العام الماضي عن الروزنامة العالمية بسبب تداعيات فيروس كورونا.
                  
مرسيدس لن تستسلم 

ويرفض مدير مرسيدس وولف الاستسلام، لذا يقول: "نغادر في المكسيك حلبة نعتبرها من بين الأسوأ بالنسبة لنا. لم يصبّ سباق البرازيل في صالحنا في الماضي ولكن أعتقد أنه بإمكاننا أن نحصل على سيارة صلبة هناك، أن نكون أقرب إليهم".

ومن المهم جداً بالنسبة للصانع الألماني أن يتمكّن من حصد النقاط مجدداً وتحديداً في صراعه على لقب الصانعين حيث تقلص الفارق بينه وبين وريد بول من 23 نقطة إلى نقطة يتيمة مع نهاية سباق المكسيك (478.50 مقابل 477.50).

يسير مرسيدس بدوره على المسار الصحيح، فهو تمكن من إيجاد الحلول لمشكلة الموثوقية التي لازمت محرّك سيارته منذ أيلول/سبتمبر الماضي، لذا يؤكّد المدير النمسوي "نحن على المسار الصحيح".

وتشكّل جائزة البرازيل تحدياً إضافياً للفرق والسائقين، فهي المحطة الثالثة الأخيرة التي تتضمن سباقاً سريعاً تأهيلياً (سبرينت) السبت لتحديد مراكز شبكة انطلاق السباق الرئيسي الاحد، كما يحصل الثلاثة الأوائل على نقاط.

ولكن ماذا بشأن المراحل المتبقية؟ هي غوص في المجهول حيث ستزور الفرق حلبتين للمرة الأولى بعد ادراجهما في الروزنامة هذا العام، هما قطر في 21 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل والمملكة العربية السعودية في 5 كانون الأوّل/ديسمبر، قبل اسدال الستار على المنافسات مع السباق الاعتيادي على حلبة مرسى ياس في أبوظبي في 12 منه حيث نجح فيرستابن في الفوز على مرسيدس للمرة الاولى في العام الماضي.

فهل دق هذا الانتصار من دون أن يدري أحدهم حينها، ناقوس نهاية حقبة هيمنة فريق "الأسهم الفضيّة" والسير" هاميلتون؟
 


>