وسجل لاعب الوسط المدافع للمنتخب السويسري دينس زكريا هدف المنتخب الإسباني الأول بالخطأ في مرماه في الدقيقة الثامنة.

وهذا هو الهدف العكسي العاشر في بطولة أمم أوروبا الحالية وهو أكثر من مجموع كل الأهداف العكسية في النسخ الـ15 السابقة والتي شهدت 9 أهداف سجلها اللاعبون بالخطأ في مرماهم.

وفي الدقيقة 68 تمكن شيردان شاكيري من تسجيل هدف التعادل لسويسرا، وهو التعادل الذي استمر حتى نهاية الشوط الإضافي الثاني فلجأ المنتخبان إلى ركلات الترجيح.

وتصدى الحارس الإسباني أوناي سيمون لركلتي فابيان شار ومانويل أكانجي، فيما علت تسديدة روبن فارغاس العارضة قبل ان يحسم ميكيل اورياسابال الفوز، في مباراة تألق فيها ايضًا حارس سويسرا يان سومر الذي قام بعشرة تصديات في المباراة (رقم قياسي في نسخة هذا العام)، وأبعد الركلة الترجيحية لرودري.

وتلتقي اسبانيا في الدور المقبل مع إيطاليا التي تغلبت في إطار الدور ذاته على بلجيكا بهدفين مقابل هدف.

وخاضت سويسرا الدور ربع النهائي للبطولة القارية للمرة الأولى في تاريخها، والأولى في بطولة كبرى منذ 67 عامًا، بعد إقصائها فرنسا بطلة العالم في أكبر مفاجآت الدور ثمن النهائي.

وحافظت إسبانيا على سجلها مثالياً ضد سويسرا، إذ سقطت امامها مرة يتيمة في 23 مباراة، كانت في دور المجموعات من مونديال جنوب إفريقيا 2010 بهدف نظيف، أشعلت رغبة منتخب "لا روخا" بالتعويض ليمضي ويحصد لقبه الوحيد في تاريخه في كأس العالم.
وكانت هذه المرة الاولى التي يلتقي فيها المنتخبان في بطولة أوروبا.

وفشلت سويسرا في فك عقدة ربع النهائي في بطولة كبرى، إذ انتهى مشوارها عند هذا الدور للمرة الرابعة بعد كأس العالم 1934، 1938 و1954 عندما خسرت أمام النمسا 5-7 في أعلى مباراة تهديفية في تاريخ المونديال.

وكان المنتخبان تأهلا الى الدور ربع النهائي الاثنين في يوم دراماتيكي الأكثر إثارة في البطولة القارية.

وافتقدت سويسرا في مباراة اليوم لأحد أبرز عناصر تشكيلتها، لاعب الوسط غرانيت تشاكا الذي حصل على جائزة "رجل المباراة" ضد فرنسا، بسبب الإيقاف.

وأجرى المدرب لويس إنريكي الذي سجل أول أهدافه الدولية في فوز اسبانيا (3-صفر) على سويسرا بالذات في الدور ثمن النهائي  لمونديال 1994، تغييرين على التشكيلة التي بدأت ضد كرواتيا، كلاهما في خط الدفاع، حيث دفع بباو توريس بدلا من إريك غارسيا، فيما عاد ظهير ايسر برشلونة جوردي ألبا بدلا من خوسيه لويس غايا.

أما التغيير الوحيد على تشكيلة سويسرا فكان اضراريا للاعب وسط بوروسيا مونشنغلادباخ الالماني زكريا بدلا من تشاكا.

سومر يؤجل تأهل إسبانيا

وأمام 20 الف متفرج في ملعب "غازبروم أرينا"، افتتحت إسبانيا بطلة 1964، 2008 و2012 التسجيل عندما وصلت الكرة الى ألبا إثر ركنية من كوكي، تابعها "على الطائر" منخفضة بيسراه من خارج المنطقة، حاول زكريا تشتيتها الا انها تابعت طريقها الى المرمى (8).

وهذا الهدف العكسي العاشر في نسخة هذا العام، علمًا انه في النسخ الـ15 جميعها سابقًا، سجلت تسعة أهداف عكسية.

ولم يشكل المنتخبان خطورة كبيرة على المرمى في الشوط الأول في ظل أفضلية اسبانية كانت ابرزها ضربة حرة لكوكي علت العارضة (17)، ورأسية لسيسار أسبيليكويتا إثر ركنية من كوكي تصدى لها سومر (25)، كانت التسديدة الوحيدة بين الخشبات الثلاث في الشوط الاول، في حين لم تحقق سويسرا اي منها.

وكاد زكريا أن يعوّض خطأه عندما تابع برأسه الكرة من ركنية مرت قريبة من القائم الأيمن (56).

وانتظرت سويسرا حتى الدقيقة 64 لتسدّد للمرة الاولى على المرمى بعد تبادل مميز للكرة بين البديل فارغاس وستيفن تسوبر، وصلت إلى الأخير داخل المنطقة تابعها من زاوية ضيقة قرب القائم الايمن تصدى لها سيمون (64).واستفاد فرويلر من سوء تفاهم بين قلبي دفاع اسبانيا أيميريك لابورت وباو توريس ليقتنص الكرة ويمررها خالصة الى شاكيري اسكنها على يمين سيمون (68)، ليصبح أفضل هداف لمنتخب بلاده في تاريخ البطولة القارية (4 اهداف).

وتلقت سويسرا ضربة موجعة بطرد فرويلر (77) لتدخل على مورينو الذي دخل بديلا لموراتا بعد عشر دقائق من انطلاق الشوط الثاني.
وكاد مورينو ان يخطف هدف الفوز عندما سدد كرة قوية على المرمى تصدى لها سومر (84) ليحتكم الفريقان الى التمديد.

وأهدر مورينو فرصة محققة مع انطلاق الشوط الاضافي الاول عندما وصلته عرضية متقفنة من ألبا على باب المرمى تابعها قريبة من القائم (92).

وفرض سومر نفسه بطلا للشوط الاضافي الاول بعد أن أنقذ مرماه من فرص خطيرة اولها لألبا الذي وصلته كرة من اورياسابال فوق المدافعين، نكزها نحو الشباك حولها السويسري الى ركنية ليتصدى مجددًا لرأسية ماركوس يورنتي عن الكرة الناتجة عنها (96)، قبل ان يبعد تسديدة أخرى من مورينو (101) ومحاولة قوية من اورياسابال بيسراه من داخل المنطقة (104).

واستمر الضغط الاسباني في الشوط الاضافي الثاني عبر البديل داني أولمو بعد ان تابع كرة "على الطائر" اثر تمريرة من ألبا استقرت بين يدي سومر (111)، قبل ان تعلو كرته العارضة من مسافة قريبة (112).

وكان ماريو غافرانوفيتش اللاعب السويسري الوحيد الذي سجل ركلته الترجيحية، فيما ارتدت كرة قائد اسبانيا سيرجيو بوسكتس من القائم وتصدى سومر لكرة رودري الذي أدخله إنريكي في الدقيقة الاخيرة من الشوط الاضافي الثاني، في حين سجل أولمو ومورينو محاولتيهما.