تنحي الحكيم...حكمة أم إقالة أم استقالة؟ النتيجة مزيد من التخبط
مالذي غيّر إيمان الاتحاد السوري لكرة القدم بمدرب المنتخب الأول أيمن الحكيم بين عشية وضحاها، من الثقة المطلقة حتى آسيا 2019 إلى الحديث عن مدرب أجنبي بعد أداء سيء في مباراة ودية؟
همام كدر
إقالة أم استقالة؛ اختلفت التسميات والنتيجة واحدة، هي تنحي أيمن الحكيم مدرب منتخب سوريا الأول عن منصبه على خلفية تصريحات رئيس الاتحاد السوري للعبة صلاح رمضان حول رغبة الأخير بالتعاقد مع مدرب أجنبي.
تصريحات جاءت عقب واحدة من أسوأ المباريات لنسور قاسيون ربما منذ أكثر من عامين، حين خرجوا بتعادل مع منتخب العراق 1-1 في ودية أريدَ منها دعم العراق بتجاه رفع الحظر عن ملاعبه.
الرجل الأشيب البالغ من العمر 57 عاماً الذي قاد سوريا إلى الملحق الآسيوي المؤهل إلى مونديال روسيا 2018، لم يتوانَ عن تقديم استقالته، رداً على هذا التصريح المتناقض مع كل كلمات المديح التي ما أنفك مسؤولو كرة القدم في البلاد عن وصف الحكيم بها طيلة المغامرة السورية في التصفيات.
فهل في تغيير الحكيم حكمة من المسؤوليين الكرويين، وإذا كان ذلك صحيحاً هل هذه هي الطريقة التي يقال بها شكراً لمدرب أوصل المنتخب إلى أعتاب المونديال؟ أم هي حكمة من المدرب نفسه، فلا يمكن لأحد أن يعمل مع من يقول له سنغيّرك.
مديح انتهى بغضب
تسلّم أيمن الحكيم مهمة تدريب المنتخب السوري خلفاً للمحلي أيضاً فجر إبراهيم في الشهر الخامس من عام 2016، في ذلك الوقت لم يكن يتحدث أحد عن تأهل النسور إلى المونديال لأول مرة في تاريخهم، بل حول أفضل أداء ممكن بين كبار القارة.
مع النتائج الجيدة، وتراجع مستويات المنافسين، كَبُرَ الحلم السوري، وبدأ المدرب يتحدث عن أمنيات ليست مستحيلة، مقابل ذلك؛ صحيح أن الشارع الكروي السوري -الذي زاد تأثيره في ظل الإعلام الحديث- كان ينتقد أداء المنتخب الدفاعي بشكل واضح، إلا أن التوافق على الحكيم كانت نسبته كبيرة بين المسؤولين والخبراء وحتى الجماهير.
مع عودة الخطيب والسومة، تطور أداء المنتخب السوري وكان على بعد خطوة واحدة فقط من بلوغ روسيا في مباراة إيران إياب الدور الثالث (2-2)،
الشارع الكروي السوري لم يُشفَ بعد من حكاية مخاطبة الاتحاد لجوزيه مورينيو قبل تعيين الحكيم، فكيف له أن يتطلع لرؤية مدرب كبير في دفة القيادة؟
اللاعبون بدورهم ومن شدة تأثرهم بالتفاف الشارع الرياضي حول إنجازهم، تمنّوا لو أنهم جلبوا كأس آسيا بعد نحو عام في الإمارات، وتورطوا بالوعد في ذلك لرد الدين لهؤلاء العشاق.
ولكن كم من المعسكرات والتحضيرات والتخطيط يجب أن يكون لتحقيق مثل هكذا طموح، لا يبدو مستحيلاً بالنظر إلى إمكانيات اللاعبين ولكنه يحتاج لكادر تدريبي على أعلى المستويات، كادرٌ لا يعتمد فقط على التوفيق وضعف المنافسين، ويقبل العمل في ظل الحرب السوريّة، وإمكانية عدم دفع مستحقاته كاملة وفي وقتها، بسبب تجميد أموال الاتحاد من قبل الفيفا.