يورو 2016: غريزمان يشعل منطقة المشجعين مرتين
أشعل لاعب أتلتيكو مدريد منطقة المشجعين في باريس مرتين ليقود بلاده إلى ربع نهائي يورو 2016.
باريس – إيلي المندلق
تصوير: سامر الرجال
لم تختلف مباراة فرنسا اليوم أمام جمهورية إيرلندا عن سابقاتها في البطولة من حيث طريقة الفوز إذ كان لا بد لمئة ألف مشجع في منطقة المشجعين (فان زون) من أن يقضموا أظافرهم طوال 57 دقيقة قبل أن يثلج أنطوان غريزمان صدورهم بإحرازه هدف التعادل لتشتعل بعدها منطقة المشجعين فرحاً بعد نجاح اللاعب نفسه في تسجيل الهدف الثاني وقيادة فرنسا لربع نهائي يورو 2016.
المباراة أمام إيرلندا التي احتشد من أجل مشاهدتها 100 ألف مشجع في "فان زون برج إيفيل" في منطقة شان دو مارس في باريس، جاءت بدايتها كارثية على الفرنسيين بعد أن افتتح الإيرلنديون التسجيل من ركلة جزاء في الدقيقة الثانية ما وضع المنتخب المضيف في حالة ضياع حتى نهاية الشوط الأول.
حال الجماهير لم تكن أفضل على الإطلاق إذ قالت إحدى طالبات الصحافة وتدعى ليا بياتر " إن ما يحدث أشبه بكابوس، لم نتوقع أبداً أن تتقدم إيرلندا في الشوط الأول، نأمل في تسجيل الأهداف في الشوط الثاني". في المقابل قال روبي مووي أحد المشجعين الإيرلنديين المتحمسين "سنفوز! فرنسا لا تلعب جيداً وبإمكاننا إضافة الهدف الثاني والتأهل إلى ربع النهائي".
أما أغنية "Will Grigg on fire" التي يملك حقوقها جيرانهم من إيرلندا الشمالية فسيطرت على المكان وسط سخط الفرنسيين الذين انشغلوا بالكشف عن أسباب إخفاق فريقهم لمدة 45 دقيقة.
علت صيحات المشجعين عندما ظهر لاعبو المنتخبين على الشاشة العملاقة البالغة مساحتها أكثر من 400 متر مربع، واستهل الفرنسيون تشجيعاتهم مرددين عبارتهم الشهيرة "Alles les bleus"وبفعل ساحر تحسن أداء "الزرق" الذين اندفعوا إلى الأمام وتوالت الفرص حتى اهتزت الشباك الإيرلندية برأسية لغريزمان فجرّت فرحة عارمة في المساحة الممتدة على 130 ألف متر مربع خلف برج إيفيل الشهير.
لم تمض دقائق قليلة على الهدف حتى نجح غريزمان مجدداً في هز الشباك للمرة الثانية لتهتز الأرض تحت أقدام المشجعين ويتحول المكان إلى ساحة احتفال، أما غريزمان فتحول إلى بطل قومي بعيون المشجعين إذ قالت الطالبة تيفاني فيريرا إن الفوز ما كان ليتحقق لولا غريزمان وهو نفس رأي زميلتها أوسييان لوتريشيه التي امتدحت هداف المباراة مضيفة " إنه أفضل لاعب، ومن الآن وصاعداً سآتي إلى هذا المكان لتشجيع المنتخب الوطني".
ورأى الطالب أليكسندر غيو أن المباراة كانت معقدة في الشوط الأول وتغير الأداء كثيراً في الشوط الثاني مضيفاً: "لم نكن متميزين في الهجوم وحسب إنما في الدفاع أيضاً".
وبعد خسارة إيرلندا الشمالية يوم أمس أمام ويلز ومغادرتها البطولة، كان الأمل يحدو كثيرين في أن تتمكن إيرلندا من مواصلة المشوار من أجل حمل راية التشجيع ومواصلة الاحتفالات، لكن كما قال جون ماثيو "كرة القدم هي هكذا، من يلعب أفضل يفوز، الجميع في فرنسا استمتع بهذا الجو التشجيعي الاستثنائي"، مضيفاً: "نحن نحب كرة القدم ومنافسينا أيضاً، أتمنى لفرنسا الذهاب بعيداً".
ولم تظهر علامات الحزن على معظم وجوه الإيرلنديين الذين أقروا بتفوق فرنسا فقال برايان بيو "لعبنا أمام فرنسا بأسلوبنا المعهود واستهلينا المباراة بقوة لكن فرنسا كانت أفضل في القسم الثاني. من المؤسف أننا تلقينا هدفين في خلال خمس دقائق".
من جهتها قالت زميلته كاساندرا مورفي "الخسارة مخيبة جداً لكن ما العمل؟ لن أعود إلى إيرلندا وسأبقى هنا لمتابعة المباريات".
يذكر أنه قبل المباراة بنحو ساعتين، شهدت الشوارع المحيطة بمنطقة المشجعين تدفق عشرات الآلاف من المشجعين، الذين احتشدوا أمام بوابات الدخول وسط تعزيزات أمنية كبيرة استقدمتها الشرطة إلى المكان وقدّر عدد المشجعين الحاضرين في الفان زون 100 ألف مشجع تقريباً وهو الرقم الأعلى منذ بداية البطولة، مع العلم أن منطقة المشجعين في باريس قادرة على استيعاب نحو 91 ألف مشجع تقريباً.