تفوّق ليفربول يعيد مانشستر سيتي إلى الواقع
بعد أسابيع من التفوق والزهو، أعاد ليفربول منافسه مانشستر سيتي إلى أرض الواقع حين أثخن مرماه بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، دون أن يتخلى ليفربول عن عاداته في تلقي الأهداف رغم براعته بتسجيلها.
هُمام كدر
علو كعب ليفربول في هذا المباراة جاء لأسباب عديدة؛ لعل أهمها قِتال أغلب لاعبي المدرب يورغن كلوب على كل كرة وفي كل سنتميتر من عشب الأنفيلد (أبرزهم تشامبرلين وفيرمينو..) مقابل ضعف واضح في المردود الفني والبدني لعدد من اللاعبين في سيتي (أغويرو، غوندوغان...)
وأعتقد البعض أن سيتي بإنهائه الشوط الأول متعادلاً (1-1) لن يترك لمنافسه فرصة الأفضلية في الثاني، لكن الريدز رغم بدايتهم المهزوزة في ثانِ الحصص، أَبوا إلا أن يُظهروا بأفضل صورة، أمام جماهيرهم. وسجلوا ثلاثة أهداف متلاحقة في أقل من عشر دقائق تاركين منافسهم في حوالي ربع ساعة من السقوط المدوي.
هذه الهزيمة الأولى لسيتي في 23 مباراة هذا الموسم لكنه ما زال يتفوق بفارق 15 نقطة على مانشستر يونايتد وليفربول وتشيلسي.
وبدا هجوم ليفربول في أفضل أحواله مستغلاً ضعف ظهيري منافسه وقلبي دفاعه وارتكابهم الخطأ تلو الآخر، سواء من ناحية سوء التغطية أو التمريرات السلبية.
حقيقةً لم يظهر تأثير غياب الإسباني ديفيد سيلفا نجم سيتي مثلما ظهر في مباراة اليوم، فلم يكن في قلب الفريق السماوي ذاك اللاعب الذي يطلب الكرة بثقة ويمررها بأفضل مما استلمها.
لم يفز سيتي على ليفربول في "أنفيلد" في 15 مباراة متتالية، وتحديداً منذ أيار/مايو 2003 عندما هزمه 2-1. كما حقق الحمر الفوز الرابع توالياً، وهم لم يخسروا منذ تشرين الأول/اكتوبر (1-4 أمام توتنهام).
رغم كل هذا العلو الأحمر كان من الممكن أن يسقط كلوب متعادلاً، ربما لو كان هناك متسع من الوقت، كما حدث لمرات هذا الموسم، وذلك لأن فريق غوارديولا عاد بثنائية كاد أن يلحقها بثالث، إلا أن الأمور مرت بسلام في الثواني الأخيرة على مرمى لوريس كاريوس.
في المحصلة لم يقلص هذا الفوز الهوة بين سيتي ومنافسيه من ناحية النقاط، بقدر ما قلصها من ناحية التفوق الذهني والنفسي الذي بدا عليه دي بروين وساني والبقية في معظم مبارزاتهم هذا الموسم، وبدا أن سيتي بالإمكان إسقاطه، مع مزيد من العمل والتحضير قبل مواجهته.
المدربان يقولان:
"مباراة اليوم تاريخية وستتحدثون عنها بعد 20 عاماً، لأنه يبدو أن سيتي لن يخسر مباراة أخرى هذه السنة، الناس تابعوا هذه المباراة في كل أنحاء العالم، ولهذا يقدم اللاعبون كل ما لديهم على أرض الملعب (...) سببنا لهم (سيتي) مشاكل كبيرة".
يورغن كلوب - مدرب ليفربول
"أهنئ ليفربول على الفوز. المباراة كانت بين أيدينا عندما كانت النتيجة 1-1 لكن لمستنا الأخيرة لم تكن جيدة وفجأة تأخرنا 4-1. يجب أن تواجه مثل هذه المواقف في الموسم. الحقيقة أننا خسرنا المباراة وأمامنا أسبوع للتعافي والاستعداد لمواجهة نيوكاسل. كل الإشادة للمنافس كنا نعلم صعوبة مواجهة فريق يدربه يورغن كلوب لأنه شرس جداً في أنفيلد. قدمنا أداء جيداً باستثناء عدة دقائق، في كل مؤتمر صحفي في الأشهر الماضية كنتم تقولون إن الدوري حُسم بالفعل وكنت دائما أقول لا. سندافع عن مركزنا مباراة بمباراة".
بيب غوارديولا - مدرب مانشستر سيتي