اختتام فعاليات "أسباير فور سبورت" في برلين
تلاقى عدد من نجوم الزمن الجميل في كرة القدم في العاصمة الألمانية برلين في مؤتمر ومعرض أسباير فور سبورت.
اختتمت اليوم فعاليات النسخة السادسة من معرض "أسباير فور سبورت" والنسخة الثانية من قمة أسباير العالمية لعلوم كرة القدم وتطوير الأداء الرياضي والتي أقيمت لمدة يومين في العاصمة الألمانية برلين.
وحظيت فعاليات هذا العام بمشاركة كبيرة من ممثلي ومسؤولي أكثر من 19 جهة حكومية ومؤسسة قطرية إلى جانب 149 وفداً تمثل كبريات الأندية العالمية والاتحادات ونخبة من نجوم كرة القدم العالمية.
كأس العالم للمعتزلين
وشهد اليوم الأخير من الحدث العالمي عدة أحداث مهمة من بينها دردشة النجوم وحديث النجم الهولندي الأسبق يوهان كرويف، حيث خطف الأسطورة الأضواء أثناء حديثه عن تجاربه ونصائحه .. كما تم توقيع عقد لإقامة كأس العالم للمعتزلين بحضور النجم الأرجنتيني السابق فيرون، إلى جانب عقد عدد من ورش العمل الخاصة بتطوير كرة القدم.
وتحدث المدرب الهولندي المعروف فرانك ريكارد في الدردشة الأولى وكان المحور الأول للنقاش عن منافسة بلاده لألمانيا وقال: "علينا أن نتذكر أننا بلدٌ صغير، على عكس ألمانيا التي تمتلك أسماءً كبيرة في عالم كرة القدم وتاريخاً حافلاً بالإنجازات الرياضية المشرّفة ونتيجة مبارياتنا مع الألمان تمثل تحدياً كبيراً لنا، فهزيمتنا لهم تعني قدرتنا على المنافسة في أقوى بطولات كرة القدم على مستوى العالم".
وعن كأس أمم أوروبا عام 1988 قال ريكارد:" كان لدينا فريق جيد، ومدرب رائع، وكان الحظ حليفًا لنا وليس أدلّ على ذلك من هدفنا القاتل الذي أحرزناه في إيرلندا.. وأتذكر أن اللاعبين كانوا يتمتعون بعقلية كروية فريدة".
ريكارد يتحدث عن رموز برشلونة
وحول ليونيل ميّسي، أشار ريكارد: "عندما انضممت لبرشلونة، كانت الألقاب غائبة عن النادي منذ 5 سنوات، وكان هدفنا إحراز أحد الألقاب، وكنا في ذلك الوقت قادرين على تحقيق ذلك، فالفريق كان يضم بين صفوفه لاعبين مميزين مثل رونالدينيو الذي منح الأمل للجميع، فانضمامه للفريق ساعدنا كثيراً. وكان ميسي حينها في السادسة أو السابعة عشرة من عمره، ولكنه كان يتمتع بموهبة وذكاء شديدين تسهل ملاحظتهما. وبصراحة ميسي يمنحني البهجة كلما شاهدته في الملعب على شاشة التلفاز".
أما عن اللاعب إنييستا، فيقول ريكارد: "عندما ترى لاعب مثل إنييستا، تدرك على الفور حجم قدراته الفذة على تغيير سير المباراة، فلديه عقلية متميزة. وعلينا أن نشيد بالموهبة ونهيئ له فرص النجاح".
وتحدث ريكارد عن دور أكاديمية أسباير قائلاً: " نعم زرت أسباير. وأرى أن وجود هذه المؤسسة قبل انطلاق كأس العالم في قطر 2022 مهم للغاية. فالنجاح يلزمه العمل والاستعداد، وتطوير قدرات الشباب أفضل ما يمكن البدء به".
وحول تجربته التدريبية في السعودية، أشار ريكارد:" كان التدريب في السعودية تجربةً رائعة، وبما أن السعودية على مقربة من قطر، فقد مكنني ذلك من السفر للدوحة وزيارة أسباير. إنهم يستعدون حالياً للحدث الأكبر وهو بطولة كأس العالم، وأتمنى أن تسير الأمور معهم على خير ما يُرام.
وفي ختام حديثه رفض الهولندي فكرة العودة للتدريب قائلاً: "لا أفكر بالأمر حالياً وربما في وقت لاحق".
ماتيوس يسترجع الذكريات
أما اللاعب الألماني المعروف لوثر ماتيوس وفي حديثه عن بطولة كأس العالم عام 1990، قال: "الألمان عيونهم على إحراز الألقاب دائمًا، ويمكن ملاحظة ذلك في بطولات كأس العالم الماضية، ومن ضمنها بالطبع بطولة عام 1990وكانت بدايتنا في هذه البطولة ضد المنتخب اليوغسلافي بداية موفقة للغاية، ولعبنا بعد ذلك ضد هولندا، وخلال هذه المباراة أظهرنا قوتنا، وبات واضحاً للجميع أننا قادرون على اكتساح الجميع، ولم ننس وقتها مباراتنا ضد هولندا قبل عامين في بطولة أوروبا عام 1988، إذ لم ترضنا نتيجتها ولكننا تعاملنا معها على أي حال. وفي كأس العام 1990 استطاع المدرب بكنباور أن يفهم اللاعبين، ومن ثم قدمنا أداءً مميزاً مقارنة بجميع بطولات كأس العالم التي خضنا منافساتها".
وأضاف ماتيوس" أعتقد أن 7 أو 8 من أعضاء الفريق كان يلعبون في إيطاليا وقتها ولذا كنا محظوظين لإقامة هذه البطولة في إيطاليا وقد استطعنا حصد لقبها ولا يمكن مقارنة هذا الجيل بالفريق الذي فاز في بطولة كأس العالم 2014، فهذا غير عادل لأن كرة القدم عرضة للتغيير المستمر، لكن أهم ما يميّز الفريق الألماني هو قوة الإرادة وحسن التفكير والتعاون".
وعن تطوير مهارات جيل الشباب في ألمانيا ذكر ماتيوس:" الفرصة متاحة أمام الشباب الألماني لممارسة كرة القدم. في إنكلترا على سبيل المثال يستثمرون أموالهم في استقدام لاعبين من الخارج، ولكننا في ألمانيا نصنع لاعبينا ونحافظ عليهم، ولذا هناك اختلاف، ففي إنكلترا يجد الشباب صعوبة للانتقال لفرق كبيرة، ولكن في ألمانيا الأمر أسهل بكثير".
وحول اكتشاف المواهب، قال اللاعب الألماني: "يمكن اكتشافهم في الصغر، ولكنك لا تستطيع أن تتنبأ ماذا سيحدث لهم بعد عشرة أعوام. فعندما تعمل في مجال كرة القدم وتكون على صلة بهذا المجال لفترة طويلة، يمكنك بسهولة اكتشاف المواهب، ولكن الموهبة لوحدها لا تكفي، فالقوة والانضباط يعتبران عاملين مهمين إلى جانب الموهبة".
وبالنسبة للمال، قال ماتيوس:" يمنحك المال الخيارات، ولكنه لا يمنحك الفوز، فالأندية الإنكليزية تمتلك أسماء كبيرة بفضل المال، ولكن عليهم أن يكون لديهم ما هو أكثر من ذلك .. وتهيمن إنكلترا اليوم على عالم كرة القدم، على نحو يشبه الهيمنة الإيطالية قبل 25 عاماً، ولكن وجود فرق مثل بايرن ميونخ وريال مدريد يعني وجود منافسات ممتعة في دوري الأبطال والدوري الأوروبي.
وحول اللعب في إيطاليا، اختتم حديثه قائلاً: "لعبت في فريق بايرن ميونخ لمدة 12 عاماً، ولكني أحب فترة لعبي في إيطاليا بشكل أكبر، فكرة القدم هناك كان لها سحرها الخاص، فهم يتنفسون كرة القدم ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة فقد كانت فترة رائعة حقاً"