دورانت يضيف لغولدن ستايت بريقاً إلى بريقه
على الرغم من الصخب الذي رافق مسألة انتقاله من أوكلاهوما إلى غولدن ستايت.. دورانت يسيل العرق البارد لمنتقديه بوجه مشرق مع فريقه الجديد.
باسم السالمي
قد يكون التساؤل عمّا سيضيفه عملاق أوكلاهوما سيتي ثاندر السابق، كيفن دورانت لفريقه الجديد غولدن ستايت ووريرز على قدر قليل من الوجاهة، لا سيما أنّ أفضل لاعب في الـ"NBA" موسم 2013-2014 قدّم أوراق اعتماده مبكراً جداً كحجر أساس ثالث بالإضافة إلى الثنائي المرعب ستيفن كوري وكلاي تومسون.
في المواجهات الخمس الأولى لووريرز في هذا الموسم، بما في ذلك الخسارة الإفتتاحية الصادمة أمام الضيف سان أنتونيو سبيرز، قال دورانت كلمته بفضل مساهمة فردية فارقة وثّقتها الأرقام، التي سنأتي على قراءة تأثيرها تباعاً.
مسلسل الإنتقادات يستهلّ مبكراً
مازال كثير من المتابعين والمحللين وحتى اللاعبين في الـ"NBA" لم يستسغ تغيير دورانت لألوان انتمائه، بل وذهب بعضهم لانتقاد ذلك على غرار بول بيرس لاعب لوس أنجليس كليبرز الذي قال: "لا يتعين عليك الانضمام إلى فريق أطاح بأحلامك"، وفي ذلك إشارة صريحة لانتقال دورانت إلى الفريق الذي عجز عن هزمه في نهائي القسم الغربي الموسم الماضي.
وخلق انتقاد بيرس تفاعلات كثيرة في محيط دوري المحترفين، حيث ردّ زميل دورانت في الـ"ووريرز" دريموند غرين، مدافعاً: "دورانت هو دورانت، سيقوم بما يحلو له، أرادوا الفوز عليه بأيّ ثمن وهو أيضاً".
بداية متعثرة ودورانت يقود قطار الاستفاقة
حظي غولدن ستايت قبل بداية الدوري بكمّ هائل من الترشيحات، التي قدّمته كمتراهن قوي لاستعادة اللقب الذي خسره الموسم الماضي أمام عملاق المعسكر الشرقي كليفلاند كافالييرز بقيادة نجمه ليبرون جيمس، غير أنّ هذا التصوّر تلطّخ مع البداية الكارثية للفريق على أرضية ميدانه أمام سان أنطونيو سبيرز، حين انقاد إلى هزيمة قاسية (100-129).
وعلى الرغم من السقوط الحر لفريق المدرب ستيف كير، جذّف دورانت، الوافد الجديد بصفقة بلغت 54.3 مليون دولار، عكس تيار زملائه حيث سجّل أعلى معدّل في 37 دقيقة خاضها بتوقيعه 27 نقطة مع 10 متابعات، ليكون الأفضل في صفوف غولدن ستايت في رسالة مبكرة وواضحة من أيقونة ثاندر السابقة.
ومع استعادة ووريرز لتوازنه بسرعة في الجولة الثانية بفوز على مضيفه نيو أورليانز بيليكانز 122-114، عاد دورانت ليلعب دوراً محورياً في هذه الاستفاقة ببصمه على أحد أفضل معدّلاته عندما وقّع 30 نقطة مع 17 متابعة.
وواصل قطار ووريرز مشواره بقيادة دورانت، وهزم فينيكس صنز بصعوبة (106-100) وبفضل 37 نقطة كاملة دوّنها دورات في سلّة خصمه، وتابع ابن مدينة واشنطن نهمه وسجّل 21 نقطة في أول مباراة له على أرض غولدن ستايت ليقوده إلى فوز جديد على لوس أنجليس كليبرز 120-75.
دورانت يردّ بقسوة
في خامس مباراة له بقميص فريقه الجديد وأول مواجهة ضد فريقه السابق، ضرب كيفن دورانت بقوة وسجّل 39 نقطة كاملة سمحت لغولدن ستايت ووريرز بكبح جماح ضيفه أوكلاهوما سيتي ثاندر (122-96).
على ملعب "أوراكل أرينا"، انتظرت الجماهير سيناريو المواجهة بين دورانت وزميله السابق راسل وستبروك، بيد أنّ الأول سرعان ما قتل نكهة الصراع بفضل حضور قوي ترجمه بـ 7 ثلاثيات و7 متابعات، ليعرقل سلسلة دامت 4 انتصارات متتالية لفريقه السابق الذي أمضى بين أحضانه 9 مواسم كاملة (2008-2016).
رسائل مبطنة
في خضمّ كل هذا الألق، لم يترك دورانت الوضع هادئاً حول ما يتعلّق بموضوع انتقاله من أوكلاهوما إلى غولدن ستايت، حيث يمرّر من حين إلى آخر بعض الرسائل المبطنة في تصريحاته لوسائل الإعلام التي تعشق هذا النوع من الإثارة، ومثال ذلك تصريحه الذي سبق مواجهة أوكلاهوما في الأسبوع المنقضي، عندما قال: "يعجّ غولدن ستايت باللاعبين الذي يغلّبون مصلحة الفريق على أنفسهم".
ورأى بعض النقّاد والمحللين في هذا التصريح رسالة تحمل في طياتها انتقاداً مبطّناً لزملاء سابقين له في ثاندر، لا سيما وأنّ صاحب الـ28 ربيعاً قد غادر الفريق بشكل حر.
كما بدا تجاهله لمواجهته الشخصية مع زميله السابق كارل وستبروك بعد انتهاء مباراة أوكلاهوما واضحاً حين قال: "أفكّر الآن فقط بمباراتنا المقبلة ضد لوس أنجليس ليكرز".
برغم عدم استساغة الكثيرين من محللي الـ"NBA"، للطريقة التي غادر بها دورانت أوكلاهوما باتجاه غولدن ستايت، حيث شبّهوها بقضية انتقال ليبرون جيمس من كيلفلاند كافالييرز إلى ميامي هيت في 2010، فإنّ ذلك لم يغيّر شيئاً في حال كيفن دورانت، بل منحه حافزاً أكبر لمواصلة إبراز اسمه على السطح كما تعوّد، ولكن هذه المرة، مع اختلاف الألوان.