هل طوى المنتخب السويدي صفحة زلاتان إبراهيموفيتش نهائياً ؟
كذّب المنتخب السويدي كل التكهّنات التي كانت تصب في خانة الفشل في تحقيق إنجاز يذكر دون نجمه الأول زلاتان إبراهيموفيتش المعتزل دولياً.
محمد أنور قلمامي - موسكو
حجز المنتخب السويدي بطاقته إلى ربع نهائي كأس العالم روسيا FIFA 2018 عقب فوزه الغالي على نظيره السويسري بهدف دون رد اليوم الثلاثاء على ملعب سانت بطرسبيرغ ضمن الدور ثمن النهائي من المسابقة الأهم على البسيطة.
ولفت المنتخب الأوروبي الأنظار بفضل انضباطه التكتيكي وحسن انتشار لاعبيه على الميدان فضلاً عن واقعيته المذهلة التي رافقت أداء كتيبة المدرب يان أندرسون.
وحامت الشكوك حول قدرة السويد على التعامل مع غياب العملاق زلاتان إبراهيموفيتش المعتزل منذ فترة والذي لمّح قبل المونديال عن احتمال عودته لمنتخب بلاده إذا ما أراد ذلك بيد أن المدرب أندرسون لم يعر كلام "إبرا" أي اهتمام وخيّر التعويل على معظم المجموعة التي قادت المنتخب السويدي نحو كأس العالم روسيا FIFA 2018.
مشوار رائع
كانت مسيرة السويد موفقة للغاية منذ بداية كأس العالم روسيا FIFA 2018 إذ تأهلت إلى الدور الثاني عن جدارة بعد تصدّرها للمجموعة السادسة على حساب منتخبات كبيرة على غرار ألمانيا بطلة العالم والمكسيك العنيدة فضلاً عن كوريا الجنوبية الطموحة.
واستهل المنتخب السويدي المونديال بفوز ثمين على نظيره الكوري الجنوبي بهدف نظيف ثم تعرّض لخسارة قاسية أمام ألمانيا بفضل مهارة طوني كروس في الوقت القاتل (1-2) قبل أن يختتم الدور الأول بانتصار باهر على المكسيك بثلاثية نظيفة.
وواصلت كتيبة المدرب يان أندرسون تألقها اليوم بعبورها إلى ربع النهائي على حساب سويسرا بفضل هدف إيميل فورسبيرغ الحاسم.
ووقّعت السويد إلى حد الآن ستة أهداف في حين استقبلت شباكها هدفين فقط وهو معدّل جد إيجابي للمنتخب الأوروبي.
شبح زلاتان
عدّ زلاتان المعروف بتصريحاته الجدلية مونديال روسيا بغير المهم في ظل غيابه عن منافساته قائلاً : "مونديال من دون زلاتان لايستحق المشاهدة".
في المقابل، اتسم كأس العالم روسيا FIFA 2018 بالإثارة وكان بحق استثنائياً بكل ما في الكلمة من معنى إذ تساقط المرشحون للتتويج باللقب واحدآً تلو الآخر على غرار ألمانيا وإسبانيا والبرتغال وبرزت منتخبات أخرى طموحة مثل السويد وكرواتيا وروسيا…
ودحض الفريق السويدي كل الشكوك التي كانت تحوم حوله وأظهر وجهاً مشرفاً ربما كان أفضل من نسخة "منتخب زلاتان".
وأكدت السويد حسن استعدادها للمونديال الروسي وألجمت أفواه المشككين في أحقيتها بخوض غمار البطولة العالمية عقب انتزاعها آخر البطاقات من المنتخب الإيطالي العريق.
بالتالي نستطيع القول أن المنتخب السويدي قد أغلق نهائياً صفحة زلاتان إبراهيموفيتش بفضل حنكة الجهاز التدريبي وجاهزية جل لاعبي أحد أبرز ممثلي القارة الأوروبية.
يذكر أن قصة "إبرا" مع منتخب بلاده لم تكن في غاية النجاح إذ عجزت السويد بحضور زلاتان عن تجاوز ثمن نهائي المونديال عامي 2002 و2006 في حين فشلت تماماً في التأهل لكأس العالم في نسختي 2010 و2014.