نهوض مايكل فيلبس... قصة ملهمة 1 من 2
قلةٌ فقط يعلمون بأن السبّاح الأسطوري مايكل فيلبس؛ وقبل أن يزين صدره بمزيد من الذهبيات في ريو، عانى ظروفاً قاسية جداً فكّر فيها جدياً بالانتحار، لكنه ما لبث أن نهض وواصل سباحته نحو جزر المعدن النفيس.
هُمام كدر
قبل نحو عامين من انطلاق أولمبياد ريو 2016، كان من الممكن أن نسمع خبراً حزيناً، ليس فقط غياب مايكل فيلبس عن العرس الرياضي، بل ربما غيابه عن الحياة أيضاً.
البداية ...هجر الوالد
خلال حياته المهنية في السباحة كان مايكل فيلبس (31 عاماً)، يجسّد صورة الرياضي الكامل، فلاعب واحد يحقق 27 ميدالية أولمبية، بينهم 22 ذهبية (4 في مياه ريو)، هذا أمر قد لا يحدث إلا كل قرن من الزمن.
لكن ما كان يطفو فوق الماء ويراه الكثيرون مجداً، غير ما يغوص تحتها، فعلاقة فيلبس المعقدة والمتوترة مع والده "فريد فيلبس" المنفصل عن والدته منذ أن كان السباح العالمي في عمر التسع سنوات، كانت مصدر إزعاج دائم بالنسبة له.
يقول البطل الأميركي عن علاقته مع والده "شعرت بأنه قد هجرني، وشعرت بأني لا أريد أن أُعطي أي طاقة بعد رحيله".
أما "هيلاري" شقيقة مايكل فتقول: "والدي ومايكل متشابهان بكل شيء، كلاهما قوي، متزمتان بآرائهما، ينطقان بما يفكران، وعندما يكون هناك أشخاص أقوياء بهذا الشكل ويطرحون ما يجول في بالهم، غالباً ما يتحول ذلك إلى صدام".
وبما أن مايكل ووالده، كانا على قطيعة لـ20 عاماً، كان لا بد أن يحلّ أحد في المكان الفارغ لوالد فيلبس، فكان بوب بومون -مدربه منذ سن الـ11-، والذي حمل على عاتقه توجيه فيلبس ليس فقط في أحواض السباحة بل في تقويم ومتابعة شخصيته المعقّدة.
صورة فيلبس مع مدربه بوب بومون
بومان يتحدث عن ذلك بالقول: "عندما يقوم بتدريبات المرونة للعضلات، وتكون الأمور على خير ما يرام، أو عندما يكون متعباً، ولديه بعض ردات الفعل العاطفية، وإذا حاولتُ التحدث معه حول كل هذه الأشياء،غالباً ما كان يعود النقاش إلى أشياء لها علاقة بوالده".
الصورة الأكثر إحباطاً
8 ذهبيات في بكين لم تساعد فيلبس على انتزاع شعور الإحباط منه.
في ريو ظهرت خطيبة فيلبس، نيكول جونسون وعلى يديها طفلهما الصغير روبيرت، وهو حصيلة علاقة الحب التي استمرت لسنوات وتكللت بالزواج، ولكن قبل أن تصبح هذه الفتاة زوجة مايكل، مرت بظروف صعبة جداً إلى جانب بطلها، تقول عن ذلك: "كان من المخيف أنك تريد إنقاذ هذا الشخص لأنك تحبه، وهو لا يريد أن يساعد نفسه".
بعد 6 أشهر من أولمبياد بكين، تسرّبت صورة تعاطيه للماريغوانا، إثر ذلك لم يعد فيلبس يثق في أحد، سوى مدربه ووالدته واثنان آخران، كان قلقاً من كل شيء، ومع إنهاء مشاركته في أولمبياد لندن 2012، وإحرازه لـ4 ذهبيات فيها، قرر فيلبس الاعتزال بعد أن احتفى به العالم وهو على قمة المجد، "بعد 2012، لم يعد لدي ما أقدمه للرياضة، قررت التنحي".
الاعتزال منح فيلبس الحرية التي لم يعرفها على الاطلاق، فمارس هواياته...وانتشرت صور له في المقاهي وأماكن السهر واللهو، وأخرى يلعب فيها الغولف، لكن الأهم والأخطر أنه بدأ بشروب الكحول بكثافة، "كان ذلك ممتعاً للغاية فعلتُ كل ما أردت فعله يوماً ما، لكني كنتُ غبياً".
يتحدث مدربه عن وصوله إلى هذا الحال فيقول: "مايكل كان لديه من المال، والأصدقاء خارج أحواض السباحة، ما يكفي، كان عملياً يعزل نفسه عنّا وعن التعامل معنا، كنت أظن أنه يمضي في اتجاه خاطئ وأن شيئاً سيئاً ينتظره في النهاية".
اعتزال فيلبس قاده إلى الملل، فطلب من مدربه العودة، لمشاركة أخيرة في الأولمبياد في ريو 2016، لكن المدرب رفض ذلك قطعياً...
فمالذي حلّ بالبطل الأسطوري؟؟