وداعا بودولسكي...
بودولسكي يودع المانشافت بقبلة العاشق
ما أكثر قبلات العشاق في رحلتهم وما أكثر نظراتهم وما تحمله من ذكريات جمعتهما سويا ، العاشق المتيم قد ينسي كل ما جمعه بمعشوقته من تفاصيل كبيرها وصغيرها ، سينسى اللقاء الأول وأحلامهما التي رسموها سويا وطريق العشق المفروش بالورود ووعود البقاء سويا مهما حدث.
وحين يخطو القلب خطوته الأخيرة نحو إتمام النسيان سيقف عاجزا أمام قبلة الوداع التي حملت كل المشاعر المتضاربة التي توجد في هذا العالم ، دموع ضاحكة أو ابتسامة منكسرة ونظرة صامتة تغلف كلاما يعجز اللسان عن النطق به وإشارة وداع تختتم كل هذه الأحاسيس المختلطة .
بودولسكي أمن بذلك فنظر على القميص الأبيض قبل أن يخلعه للأبد ، أراد أن يلخص رحلته بتفاصيلها في قبلة يضعها بيسراه على الكرة فتتوجه حيث أراد قلبه لا قدمه وينطلق كالطفل المجنون وكأن سنوات عمره التي مرت لم تمر !
بودولوسكي يودع المانشافت بقبلة العاشق وصرخة الطفل وابتسامة البطل ويسارية متقنة جسدت ملامح مسيرة رصعت بالذهب تارات وغرقت في بحر المظاليم تارات أخرى