محمد صلاح أفضل لاعب أفريقي: أسرار حان وقت الإفصاح عنها
أفضل لاعب أفريقي لقب سيصبح بعد ساعات من الماضي بالنسبة للفرعون محمد صلاح، الآن يجب أن ننظر للخطوة الأكبر والأكثر تعقيداً.
مازن الريس
وقف محمد صلاح قبل الإعلان عن الجائزة يتحدث مع نفسه قائلاً ما كلّ هذه التحليلات؟ كيف ستكون الاستعدادات لنتائج جائزة أفضل لاعب أفريقي؟ ماذا سيقولون إذا لم أحصل على الجائزة، الأصوات ترتفع في كل مكان، هل هي بداية النهاية؟
انعزل محمد صلاح "ذو الشعر المجعد" مع نفسه مخاطباً سنة 2017 بحلوها ومرها وقراراتها المصيرية: "واصلت نجاح تجربتي مع روما، واجهت من شكك بي في إنكلترا بأفضل طريقة، بلغنا المجد مع مصر للوصول إلى المونديال، وكنا على بعد دقائق من لقب أفريقيا، ما الذي يريدونه بعد كي أربح الجائزة؟".
عرف صلاح (25 عاماً) أنّه لو لم يفز هذه السنة بجائزة أفضل لاعب أفريقي فهو قد لا يحققها في حياته، لا شيء مناسب للتتويج أكثر من الوصول للمونديال وقيادة مصر لنهائي أفريقيا وتصدر هدافي الدوري الممتاز في الكثير من المراحل قبل التمركز في الوصافة، يخرج صوت المنطق ليزف له الخبر السعيد: "الآن هو وقتك يا صلاح، ستفوز بالجائزة التي لم يحصل على نسختها الجديدة أحد من بلدك فيما مضى".
كرأي شخصي أرى أنّ صلاح هو من صنع شعبيته، هو من جعل نفسه مثالاً يحتذى به بأخلاقه وتواضعه وقربه من الناس، هو من فرض على الإعلاميين الحديث عنه بأدائه وتطوره، وليس الجمهور من صنع صلاح، بل إنّ المقولة الأدق: "الجمهور ساعد في بروز صلاح لكنه لم يصنعه"
يتلقى "مومو" صوت إعلان فوزه بالجائزة بهدوء شديد مصاحب لابتسامة لبقة، يتذكر للحظات من انتقد شخصيته المتزنة التي قالوا إنها لن توصله للألقاب، ثم يمر على شريط البدايات المعقدة التي تغلب عليها بإصراره وكافأه عليها الله بتوفيقه.
يتذكر متابعته لمباريات أبطال أوروبا وتقليد رونالدو البرازيلي وزيدان وتوتي حينما لعب في الشارع مع أصدقائه، ولا ينسى ثقة صديقه المقرب بأنه سيصبح لاعب كرة قدم كبير يوما ما.
يمر شريط الذكريات على عقده الاحترافي الأول بسن الـ14عاماً، مغادرته المدرسة مبكراً للحاق بالتدريب، خوضه رحلة بسيون للقاهرة خمسة أيام كل أسبوع لمدة ثلاث أو أربع سنوات، ركوب ثلاث حافلات أو أربع وأحيانا خمس من أجل الوصول للتدريب والعودة للمنزل.
يتسلم صلاح الجائزة ويعود إلى مكانه مسترجعاً ما قاله عنه صديقه الملهم محمد أبو تريكة: "صلاح لن يقف هنا، سيصعد سلم النجاح خطوة بخطوة، بعد أفضل لاعب أفريقي لديه دخول قائمة العشرة الأوائل لأفضل لاعب في العالم، وهكذا...".
يدرك صلاح في داخله أنّ فوزه بجائزة أفضل لاعب أفريقي حجر أساس لطموحاته المستقبلية نظراً لعدم إسهام الجماهير بها بشكل فعّال، لكنه لا يتكبر على صفحات التراس محمد صلاح عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبقية المصريين ممن كانوا سنداً له في جوائز أخرى.
أهمية فوز صلاح بجائزة أفضل لاعب أفريقي أنها لا تعود لتصويت الجماهير بنسبة مئة بالمئة كما هو الحال بالنسبة للعديد من الجوائز، علماً أن ذلك لا يقلل من أحقيته في الفوز بمعظم تلك الجوائز
محمد صلاح لن يفرح بجائزة أفضل لاعب أفريقي لأكثر من 24 ساعة، ولن يقبل العيش على أمجادها، هو يعرف أن المهم أنجز ولكن الأهم يحتاج لمجهود مضاعف.
لقراءة المزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا