العراق الأولمبي: فرحة متجددة لجرح لم يندمل
تضرب كرة العراق دائماً المثال الرائع في الإنجازات التي تخرج من رحم الأحزان، وليس بلوغ المنتخب الأولمبي نصف نهائي آسيا الأولمبية، إلا صيحة أسد رافدي يريد رسم الفرحة لشعبه في الوطن والمهجر.
أمام أبناء العراق خطوة واحدة فقط قبل بلوغ أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، عندما يواجهون منافساً عملاقاً اسمه منتخب اليابان في نصف نهائي بطولة آسيا تحت 23 عاماً المُقامة حالياً في قطر.
حامل اللقب في النسخة الماضية من البطولة، يدرك أن احتلال أحد المراكز الـ3 الأولى في نسخة 2016، يعني السير على نهج الأسلاف العراقيين، الذين مثّلوا البلاد أولمبياً من قبل في دورات موسكو 1980 ولوس أنجليس 1984 وسيول 1988 وأثينا 2004.
وبالتأكيد سيذكّر مسؤولو المنتخب العراقي أبنائهم في الفريق الحالي بإنجازات يونس محمود وجيله في أولمبياد أثينا 2004 عندما بلغوا نصف نهائي مسابقة كرة القدم، قبل أن يجلبوا إلى بغداد أهم كأس في تاريخهم الكروي آسيا 2007.
ويقود الحلم العراقي الحالي لاعبون أثبتوا جدارة كبيرة في مباريات الدور الأول الذي ختموه بلا هزيمة، ومن ثم ربع النهائي أمام الإمارات حين أنهوا الوقتين الأصلي والإضافي بالانتصار 3-1.
واعتمد عبد الغني شهد مدرب العراق في هذه البطولة على اللاعبين المتواجدين في الدوري العراقي رغم كل الظروف التي تعيشها البلاد.
لمسات مدرب
حتى شهد نفسه -البالغ من العمر 47 عاماً- لم يكن له أي تجربة تدريبية خارج بلاد الرافدين، فقد جاء لتسلّم دفة قيادة هؤلاء الشبان في آب/ أغسطس الماضي، بعد أن درّب أندية نفط الوسط (حقق معه الدوري 2014-2015) والنجف وكربلاء والطلبة.
ورغم الفوز المؤزر على الإمارات في ربع النهائي، إلا أن المدرب نسى سريعاً بهجة الفوز وتحدث عن قادم المنافسين بالقول؛ "الآن في المرحلة المقبلة سنحاول التأهل للمباراة النهائية، وسيكون خصمنا منتخب اليابان الذي نعرفه وندرك تميزه".
ولن تكون مهمة أمجد كاظم وزملائه سهلة أبداً عندما يواجهون اليابان التي تخطت إيران في ربع النهائي بثلاثية نظيفة؛ يقول المدرب: "سوف نقوم بدراسة أسلوب لعب اليابان وسنضع الطريقة المناسبة لمواجهتهم، من الممكن أن نقوم ببعض التغييرات في المباراة المقبلة، وهذا أمر طبيعي في البطولات، ولكن جميع اللاعبين معتادون على اللعب كأساسيين".
تطور مستمر
بعد الانتصار على اليمن في المباراة الافتتاحية 2-0 وجد العراقيون صعوبة بتخطي أوزبكستان 3-2 في الظهور الثاني، ثم تعادلوا بهدف لهدف أمام كوريا الجنوبية في ختام الدور الأول؛ يتحدث المدرب عن مستوى فريقه في المباريات الماضية فيقول: "نحن نتطور من مباراة لأخرى، الآن تركيزنا على المباراة المقبلة التي ستكون الأهم، هدفنا الرئيسي هو التأهل إلى ريو، هذا طموحنا، ولكننا ندرك أنه يجب التفكير بالنهائي أيضاً، حيث نطمح للفوز باللقب".
المنتخب العراقي الوصيف الوحيد من دور المجموعات الباقي في المربع الذهبي سيقاتل يوم الثلاثاء لهزم الساموراي الياباني، كذلك سيفعل شقيقه العنابي القطري عندما يواجه كوريا الجنوبية في نصف النهائي الآخر، ليكون نهائياً عربياً خليجياً خالصاً، وتالياً ضمان تواجد 3 منتخبات عربية بعد بلوغ الجزائر ممثلة عن عرب أفريقيا.