استاد خليفة .. من التأسيس حتى مونديال قطر 2022
استاد خليفة الدولي فخر الرياضة القطرية، وأولى الأيقونات الجاهزة لمنافسات مونديال 2022.
أنيس معط الله
تمثّل ملاعب كرة القدم جزءاً من هوية الرياضة في أي بلد في العالم، كذلك هو استاد خليفة بقطر، إذ يعتبر أحد أهم مكونات الرياضة القطرية، بفعل عراقته وتاريخه الطويل مع أبرز الأحداث الرياضية الإقليمية والقارية والعالمية.
التأسيس والاستعداد للمونديال
استعدت قطر لاستضافة بطولة كأس الخليج الرابعة عام 1976 ببناء ملعب جديد سيصبح بعد ذلك بيتاً للرياضة القطرية خاصة والآسيوية والعالمية عامة، وتستعد الآن لافتتاح الملعب ذاته في حلته المونديالية بمواجهة الريان والسد في نهائي كأس أمير قطر.
في هذا العام افتتحت قطر ملعبها الكبير لتستقبل المنتخبات الخليجية في منافسة مفتوحة على بطولة كأس الخليج التي اختارت الكويت في المباراة النهائية على حساب العراق في واحدة من أفضل المواجهات في تاريخ البطولة، إذ بقيت عالقة في الاذهان بفعل التنافس الشديد بين المنتخبين اللذان سجّلا 6 أهداف، وانتهت النتيجة بتفوق الكويت 4-2 وفوزها باللقب الرابع توالياً.
في عام الافتتاح (1976) كان ملعب خليفة يتسع لـ 20 ألف متفرج، قبل أن تتم عملية التوسعة في عام 2005 لتزداد مقاعده إلى قرابة الـ 30 ألف متفرج بمناسبة دورة الألعاب الآسيوية الدوحة 2006، لكن بعد فوز قطر بشرف تنظيم كأس العالم 2022 شهد الملعب تغييرات جذرية انطلقت عام 2014 لتنتهي هذا العام بزيادة في عدد المقاعد لتصل إلى 40 ألف متفرج، مع استعمال أحدث تقنيات الاضاءة والرفاهية في العالم، إضافة إلى بناء متحف للرياضة القطرية داخل أروقة الملعب العريق.
أهم الأحداث التي احتضنها استاد خليفة
يعتبر استاد خليفة الدولي أحد أهم الملاعب في المنطقة العربية وآسيا، إذ احتضن العديد من الأحداث الرياضية الضخمة والنهائيات الكبرى، فبعد بطولة كأس الخليج عام 1976، استضاف الملعب بطولتين لكأس الخليج عامي 1992 و2004 ويستعد الآن لبطولة خليجية جديدة تستضيفها قطر في أواخر العام الحالي حيث سيستضيف الملعب المباراة الافتتاحية والنهائي.
في عام 2006، استضاف الملعب منافسات الألعاب الآسيوية والتي بقيت راسخة في الأذهان بفضل ذلك التنظيم المميز والافتتاح المبهر، فإضاءة شعلة الألعاب لن تمح من ذاكرة الآسيويين والعرب بل إنها تفوّقت في جمالها على افتتاح دورات الألعاب الأولمبية.
في عام 2011، احتضن استاد خليفة حدثين مهمين هما كأس أمم آسيا ودورة الألعاب العربية، الأولى كانت في مستهل السنة والثانية في ختامها، وبات الملعب الآن على أتم الاستعداد لاستضافة مباريات كأس العالم، لكن قبل ذلك سيكون مسرحاً لمنافسات أم الألعاب (ألعاب القوى) من خلال بطولة العالم عام 2019.
كما استضاف الملعب بعض مباريات كأس العالم للشباب عام 1995.
مباريات خالدة على استاد خليفة
لا يمكن أن يخلو السجل الذهبي لملعب خليفة الدولي من مباريات بطولة كأس الخليج عام 1992، والتي فاز بها المنتخب القطري للمرة الأولى في تاريخه بعد تصدره جدول الترتيب حين أقيمت المنافسات بنظام البطولة بمجموعة واحدة ضمت كل المنتخبات المشاركة.
أما أبرز المواجهات العالمية التي احتضنها الملعب التاريخي، فقد كانت البداية بمواجهة البرازيل مع إنكلترا بكامل نجومهما في المباراة التي انتهت بتفوق "راقصي السامبا" بهدف نظيف، قبل أن يشهد موقعة "السوبر كلاسيكو" بين البرازيل والأرجنتيني والتي انتهت بفوز الأخيرة بهدف نظيف سجله نجم برشلونة الإسباني حالياً ليونيل ميسي.
في عام 2013، نزل بطل العالم، آنذاك، منتخب إسبانيا ضيفاً على قطر ليخوض مباراة ودية أمام أوروغواي ويحسمها لمصلحته 3-1 بحضور كل نجومه الذين قادوه لعرش كرة القدم عام 2010 بجنوب إفريقيا.
آخر المباريات الودية التي احتضنها ملعب خليفة، جمعت باريس سان جيرمان الفرنسي وريال مدريد الإسباني في يناير/كانون الثاني 2014 وانتهت بفوز النادي الملكي بهدف نظيف أمام جماهير غفيرة لم تجبرها الأمطار الغزيرة على مغادرة الملعب وانتظرت حتى النهائية.