هل يعود ليستر وفاردي إلى أرض الواقع؟
يتصدّر ليستر سيتي جدول الترتيب في الدوري الممتاز، فهل هي ثورة مؤقتة أم حلم يتحقّق يوماً بعد يوم.
يبدو ترتيب الدوري الإنكليزي لكرة لقدم مفاجئاً مع تربع ليسر سيتي "الدخيل" على صدارة البرمييرليغ متفوقاً على قطبي مانشستر وتشيلسي وآرسنال وليفربول.
ليستر المدينة السادسة عشرة من حيث عدد السكان في إنكلترا، لم تنجب فريق كرة قدم نجح في فرض نفسه على الساحة، فباستثناء الحارس الأسطوري غوردون بانكس والهداف غاري لينيكر وثلاثة ألقاب في كأس الرابطة، تأرجح الفريق الأزرق بين الدرجتين الأولى والثانية منذ تأسيسه عام 1884.
أفلت ليستر الموسم الماضي من الهبوط مجدداً وتخلى عن مدربه المثير للجدل نايجل بيرسون بسبب "اختلافات جوهرية"، لكن بعد 13 مرحلة على انطلاق الموسم الحالي مع المدرب الإيطالي المخضرم كلاويدو رانييري، بزغ فجر المهاجمين جيمي فاردي والجزائري الدولي رياض محرز، وبتحقيقه فوزه الأخير على نيوكاسل 3-صفر وهو الرابع له على التوالي، انفرد بالصدارة بفارق نقطة عن مانشستر يونايتد واثنتين عن مانشستر سيتي وأرسنال.
فعلى ملعب سانت جيمس بارك السبت الماضي، سجل فاردي هدف الافتتاح مدركاً طريق الشباك للمباراة العاشرة على التوالي، أولها في مرمى بورنموث في 29 آب/أغسطس، فعادل بذلك الرقم القياسي في البرمير ليغ (انطلق موسم 1992-93) المسجل باسم الهولندي رود فان نيستلروي (مانشستر يونايتد)، لكن الأخير سجل أهدافه في موسمين بين 22 آذار/مارس و23 آب/أغسطس 2003.
فاردي: سكيلاتشي الجديد؟
قدم فاردي (28 عاماً) شكره للجهاز الطبي الذي ضمن مشاركته في المباراة بعد غيابه عن مباريات إنكلترا الودية الأخيرة والذي بدأ بحمل ألوانها متأخراً في أيار/مايو الماضي (4 مباريات دولية): "لقد عادلت رقم فان نستلروي وحققنا الفوز بشباك نظيفة. لقد قام المعالجون الفيزيائيون بعمل كبير وأصبحنا ندرك أنه يمكننا ازعاج الفرق الكبرى".
صلب البنية، سريع، قوي في الكرات الهوائية، أصبح فاردي الذي يحمل ألوان ليستر منذ 2012، نجم الموسم الجديد ومتصدر ترتيب هدافيه (13 حتى الآن مقابل 4 في كامل الموسم الماضي)، ما دفع بايان رايت هداف أرسنال السابق إلى وصفه بالإيطالي سالفاتوري سكيلاتشي الذي أحرز لقب هداف مونديال 1990 بعدما كان بديلاً.
ستكون الفرصة متاحة لفاردي، للتسجيل للمباراة الـ11 على التوالي والانفراد بالرقم القياسي، لكن ضيف ملعب "كينغ باور ستاديوم" لن يكون سوى فريق فان نيستلروي السابق مانشستر يونايتد الذي يخوض معركة قوية لاستعادة هيبته وأحراز اللقب.
موقعة قد تحرمه من الوصول إلى الرقم القياسي الذي يحمله الراحل جيمي دان (شيفيلد يونايتد) الذي سجل في 12 مباراة على التوالي في موسم 1931-1932 في دوري الدرجة الأولى القديم.
كما أن ستان مورتنسن سجل في 15 مباراة متتالية له مع بلاكبول في موسم 1950-1951، لكنها لم تكن متتالية لفريقه، إذ غاب لفترتين ضمن سلسلته بسبب الإصابة.
واللافت أن اهداف فاردي الـ13 بعد 13 مرحلة عادلت رقم طوني كوتي لأكبر عدد من الأهداف في موسم كامل مع ليستر في البرمير ليغ (1999-2000).
العودة إلى أرض الواقع
لم يكن قدوم رانييري يبشر بالخير لمشجعي "الذئاب"، فقد أقيل بعد فترة قصيرة من تسلمه مهام تدريب منتخب اليونان ولخسارة مذلة أمام جزر فارو، لكن الإيطالي العائد إلى البرمييرليغ بعد 11 عاماً إثر مروره في تشيلسي (2000-2004)، وجد التوازن محترماً طريقة لعب الفريق التقليدية، التي تعتمد على القوة البدنية والتقدم نحو مرمى الخصم، ما جعله صاحب أقوى هجوم في الدوري (28 هدفاً) لكن في الوقت عينه صاحب أسوأ دفاع بين الـ14 الأوائل في الترتيب.
قدم ليستر إلى الجماهير الثنائي فاردي-رياض محرز، فالدولي الجزائري يلعب دور الهداف (7) والممرر (6) من خلال مراوغاته التي تفوقت هذا الموسم على أمثال البلجيكي إدين هازار (تشيلسي) والتشيلي أليكسيس سانشيس (أرسنال).
بدا رانييري واقعياً عندما تحدث عن نجاح حقيقي في نيسان/أبريل وليس قبل انتهاء دور الذهاب، خصوصاً وأن المواجهتين الجديتين لليستر كانتا أمام أرسنال (2-5) وتوتنهام (1-1).
الأسابيع القليلة المقبلة ستظهر حقيقة إمكانات الفريق هذا الموسم، لأن مرمى الحارس الدنماركي كاسبر شمايكل، سيتعرض لامتحانات جيدة أمام يونايتد السبت ثم تشيلسي (14 كانون الأول/ديسمبر)، إيفرتون (19 كانون الاول/ديسمبر)، ليفربول (26 كانون الأول/ديسمبر) ومانشستر سيتي (29 كانون الأول/ديسمبر).
بعد هذه السلسلة سيتبين المعدن الحقيقي لفريق سرق الأضواء في أحدى أبرز البطولات الكبرى ولا يزال يحلم بلقبه الأول، أم أن الحقيقة المرة قد تعيده إلى ارض الواقع!.