روكتس يفسّر معنى التألق وفق معجم هاردن
فريق "الإبداع الأحادي".. لقب لبسه هيوستن روكتس، الذي بات ضحية لتوهّج نجم فاقت إبداعاته وما تزال، كل التوقعات.
باسم السالمي
بات عنوان التألق في هيوستن مرادفاً لنجم واحد في صفوفه، وهو ليس إلاّ جايمس هاردن اللاعب المميزّ، لا بموهبته فحسب بل وبلحيته الطويلة التي تعطيه رونقاً خاصاً جداً في مستطيل السلة.
إذا برز هاردن فاز الروكتس وإذا أفل نجمه فلا مجال للحديث عن الفوز.. معادلة الـ"وان مان شو" هذه فرضها جهد غزير وعطاءات مبهرة من ابن مدينة لوس أنجلوس، الذي ما انفك يصنع ربيع هيوستن في ظل خريف النجوم الذي يعيشه، بعد خروج آخر العنقود، دوايت هاوارد باتجاه أتلانتا هوكس.
محطة أوكلاهوما دون المأمول رغم الإيجابيات
على الرغم من أنّ أوكلاهما سيتي ثاندر كان النادي الأكثر اقتناعاً بقدرات هاردن، عندما اختاره من "سلّة المواهب" أو ما يعبّر عنه بالـ" NBA DRAFT " في عام 2009، غير أنّ المواسم الثلاثة (من 2009-2010 وحتى 2011-2012) التي قضّاها الفتى الأسمر تحت إشراف المدرب سكوت بروكس، لم تبرز هويته كنجم مميز يمتلك الشخصية القيادية التي يحظى بها اليوم في هيوستن.
وتؤكد أرقامه في هذه المواسم الثلاثة، أنّه لم ينجح بالشكل الكافي في تثبيت قدميه في تشكيلة تضمّ أسماء رنّانة على غرار كيفن دورانت (غولدن ستايت ووريرز حالياً) وكارل وستبروك وسيرج إيباكا وغيرهم.
220 مباراة في الدوري المنتظم و43 في الـ"بلاي أوف" مع معدلات قصوى هي في الحقيقة متدنّية، على مستوى: دقائق اللعب (31.6 دقيقة للمباراة)، والكرات المستردة (5.4 للمباراة)، والتمريرات الحاسمة (3.7 للمباراة) وكذلك في الافتكاك (1.6 للمباراة).
باستثناء هذه الأرقام المخيّبة اجتهد هاردن بالمقابل في إبراز نقطة قوته الأساسية ألا وهي التسديد على السلة التي حقق فيها مع أوكلاهوما أعلى النسب المسجّلة في مسيرته حتى الآن، ولا سيما على مستوى التسديد من داخل المنطقة أي النقطتين (49.1%) والرميات الثلاثية (39%) والرميات الحرة (84.6%).
انفجار في بيت روكتس
منذ توقيعها معه في 2012، بدت إدارة مالك هيوستن روكتس، ليسلي ألكسندر، ومدير الفريق داريل موراي، مقتنعة بقيمة الإضافة التي سيقدّمها، حامل ذهبية أولمبياد لندن 2012 وبطل العالم في 2014 مع فريق الأحلام الأميركي، لنادي الجنوب الغربي، وكان ذلك واضحاً من خلال حرص القائمين عليه على إشعار الإسم الجديد بنجوميته وحاجة الفريق إليه، وهي معطيات ذهنية ونفسية بالأساس، فشل أوكلاهوما في فهمها قبل التفريط في خدمات هاردن.
ظنون إدارة الروكتس لم تخب، وهو ما أكدته المنجزات التي حصلت بعد التعاقد مع الجوهرة السمراء، ومن أهمها انتظام هيوستن في بلوغ مرحلة الـ"بلاي أوف" لـ4 مواسم متتالية بعد أن عجز عن ذلك لثلاثة مواسم سبقت وصول هاردن للفريق.
هاردن الذي قلب وجه النادي بأرقامه الاستثنائية وعروضه الرائعة، أسهم في استعادة روح هيوستن روكتس بالرغم من غياب الأسماء الثقيلة فنياً، وعلى الرغم من الخروج من الدور الأول لتصفيات الـ"بلاي أوف" في 3 مواسم، نجح الفريق بقيادة ملهمه "الملتحي" في الوصول إلى نهائي المنطقة الغربية في موسم 2014-2015 لكنّ الاصطدام ببطل في حجم العملاق غولدن ستايت ووريرز حتّم على الفريق رمي المنديل في النهاية بالخسارة (4-1)، بيد أنّ ذلك لم يلغ الموسم الاستثنائي الذي استمتع به جمهور "تويوتا سنتر".
نضج مستمر ومتسارع
ما ميّز هاردن في موسمه الرابع مع هيوستن نضجه الكبير وتطوّره "الصاروخي" على جميع الأصعدة الفنية، ويكفي أن نقارن بين أقصى معدلاته في أوكلاهوما بأقصى معدلاته اليوم في هيوستن ضمن منافسات الدوري المنتظم، حتى نعي التأثير الكبير لصاحب الـ27 ربيعاً على أداء خماسي المدرب مايك دانتوني، هذا الأخير الذي يعتبر هاردن "الرحى التي تدور حولها البقية".
وقع الطفرة الفنية الذي يعيشها مستوى جايمس هاردن موسماً بعد آخر، لا يمر مر الكرام على شكل هيوستن في الـ"NBA"، والدليل انتظام نتائجه الجيدة منذ قدومه إلى صفوفه، حيث أصبح خوض الـ"بلاي أوف" تقليداً راسخاً، وهو سيناريو من المنتظر أن يتكرر هذا الموسم أيضاً مع استمرار "روكتس" في السير على النهج الصحيح حتى الآن بحلوله رابعاً في ترتيب المنطقة الغربية مع 12 انتصاراً آخرها ضد العملاق والمتصدر غولدن ستايت في معقله "أوراكل سنتر" بالذات وبنتيجة (127-132)، مقابل تكبّده لـ 7 هزائم.
من الواضح أنّ رهان إدارة الروكتس على نجومية هاردن كان رهاناً ذكياً وفي محلّه، وعليه من الطبيعي أن يسعى الفريق الأحمر لتأمين جوهرته لسنوات مقبلة، وهو ما حدث فعلاً في التاسع من يوليو/تموز الماضي، حيث أكّد هاردن بقاءه بتمديد عقده لـ4 سنوات إضافية بقيمة بلغت 118 مليون دولار أميركي.