جويل إمبييد.. شمعة في عتمة فيلادلفيا
خلطة ملفتة، أبرز مكوناتها العزيمة والإصرار على البروز.. ذلك هو جويل إمبييد، الذي يجذّف عكس تيار فيلادلفيا المحبط.
باسم السالمي
على الرغم من معاناته من بلاء الإصابات المتلاحقة التي حجبته عن أول موسمين له بقميص فيلادلفيا سيفنتي سيكسرز منذ اختياره بين نخبة "درافت ان بي ايه" في 2014، لم يستنكف جويل إمبييد ليكون نجماً متوهّجاً يشق الدرب المظلم الذي يسلكه الـ"سيكسرز" منذ بداية الموسم.
حصد سيفنتي سيكسرز حتى الآن، حصيلة كارثية قوامها 18 هزيمة و5 انتصارات فقط كان آخرها ضد نيو أورليانز بيليكانز (99-88)، هذا الانتصار الذي جاء بعد سلسلة من الكبوات دامت 8 مباريات، لم يمكّن الفريق من مغادرة ذيل الترتيب في المعسكر الشرقي.
حصاد قاتم، لم يمنع إمبييد (22 عاماً)، ابن العاصمة الكاميرونية ياوندي، الذي انتقل للولايات المتحدة لتطوير مستواه، من خط رسم بياني بعيد عن المنحنى التنازلي الذي اتخذه سيفنتي سيكسرز منذ بداية هذا الموسم، وذلك بعد أن فرض نفسه النجم الأول في تشكيلة المدرب بريت براون بجملة من الأرقام المميزة، منها أنه صاحب أعلى معدل لتسجيل النقاط في مباراة واحدة (18.2 نقطة) كما أنّه يمتلك معدلاً جيداً في استرداد الكرات (ريباوند) وهو الأبرز في فيلادلفيا (7.6 ريباوند).
الإصابة أخّرت تحويل الحلم إلى واقع
توهّج إمبييد في بداية هذا الموسم، يجرّنا للحديث عن أبرز الخصائص الفنية التي تميّزه، وهي منقسمة دفاعاً وهجوماً، ففي الخط الخلفي يعوّل ابن جامعة كانساس سابقاً على مؤهلاته البدنية العريضة، والتي تتمثل في طول فارع (2.13 متر) ونمط بدني ملفت (113 كيلوغرماً)، أمّا في الهجوم فحركية الفتى الأفريقي تمنحه أفضلية للتسديد والدوران والتموقع تحت السلة.
المتمعن في مشوار إمبييد لا يمكن أن يغض الطرف عن معرقل أساسي اسمه الإصابة، ساهم بتأخير موعد بروزه إلى موسم 2016-2017 على الرغم من انضمامه إلى سيفنتي سيكسرز في 2014، بسبب مشاكل أساسية متعلقة بالظهر ومن ثم القدم اليمنى ما استدعى خضوعه لعملية جراحية أجبرته على الركون إلى الراحة طيلة الموسم الماضي.
بين أولاجون ودنكن جديد
من جهة أخرى، قد يكون التألق الملفت لإمبييد بداية هذا الموسم، أمراً لا يبشّر بخير، ولهذا سبب وجيه، وهو إمكانية تكرّر الإصابة جرّاء الجهد الكبير الذي يثقل كاهل اللاعب في كل مباراة، وعليه فإنّ باقي أفراد سفينة فيلادلفيا يجب أن يدركوا بأنّ الربّان يحتاج دوماً لمساعدة طاقمه للوصول إلى بر الآمان، وحتى الآن لا يبدو - من خلال المعدلات المسجّلة – أنّ الرسالة وصلت لباقي لاعبي الفريق باستثناء التركي إرسان إيليانوف (13 نقطة و6.2 ريباوند كمعدل للمباراة الواحدة) الذي يساعد إمبييد في حمل كاهل الفريق أحياناً.
سيحاول إمبييد تجنّب حدوث أي إصابة أخرى لا سيما في هذا الوقت، لكي يقدّم موسماً استثنائياً قد يذكّر الكثيرين في العام 2014، حين اختير ضمن أفضل 12 لاعباً دفاعياً في الموسم، ما دفع البعض لتشبيهه بالنجمين حكيم أولاجون وتيم دنكن.