كأس العالم خسرت البرازيل لكنها ربحت بلجيكا
من المحزن بالنسبة لعشاق البرازيل أن يخرج هذا الجيل خاسراً من ربع النهائي، ولكن من الرائع بالنسبة للفرجة في كأس العالم، أن نرى إبداعاً بلجيكياً لجيل بات أنضج من أي وقت مضى للظفر بالألقاب.
هُمام كدر
أن تفوز على البرازيل فأنت بحاجة لأساسيات عديدة، مجموعة قوية مبدعة وقتال فدائي لا ينتهي، وهذا ما ملكته بلجيكا أمس إضافة لأحد العوامل الحاسمة في كرة القدم وهو التوفيق.
ربما جانب التوفيق بلجيكا بالتقدم بهدف مبكر من هدف عكسي، لكن فريق المدرب مارتينيز (ومساعدة تيري هنري) كان وفياً لهذا التقدم وعمل بجد ليضاعفه، ولعل طريقة صناعة الهدف الثاني من خلال انطلاقة لوكاكو المدمرة، وتمريره إلى دي بروين التمريرة الحاسمة الأولى له في المونديال.
الهدف الثاني على البرازيل كان على الطريقة البلجيكية التي اعتادوا تنفيذها في هذه البطولة، وهو الهدف الثالث من بناء هجمة مرتدة مثالية بعد هدف لوكاكو على بنما وهدف الشاذلي على اليابان (أحد أجمل الأهداف في هذه البطولة).
لوكاكو الذي اعتاد لعب رأس الحربة رسمت له أدوار جديدة في المباراة ضد البرازيل، فقد عاد مراراً وتكراراً إلى وسط الميدان ليستفيد من قوته الجسمانية ولياقته العالية.
كل هذا النضج في الهجوم يعطي الحق لنجم فرنسا السابق الذي لسع البرازيل بالذات 2006، هنري أن يُكنّى المنتخب باسمه أيضاً مثلما يُكنّى بمنتخب مارتينيز. لهذا الحد وصل دور المدربين المساعدين في المنتخب.
بلجيكا سجلت 3 أهداف بواسطة الهجمات المرتدة، بعدما قامت بـ7 منها في المونديال- أكثر فريق سجل من الهجمات المرتدة.
فازت بلجيكا على البرازيل لأنها استثمرت جيلها بالكامل هازارد ( فاز بـ7 أخطاء على حساب البرازيل)، دي بروين (سجل هدفاً)، لوكاكو (صنع هدفاً خارقاً) إضافة لناصر الشاذلي ومروان فلايني اللذان كان لهما تأثيراً هائلاً على صناعة الفارق في الوسط والوسط الدفاع والجهة اليسرى.
هذا كله إلى جانب كورتوا الذي تصدى لـ9 كرات برازيلية نصف ما تصدى له في المونديال ككل.
بلجيكا لم تأتِ إلى روسيا لتبني مستقبل كروي لها، بل لتحصد ما بنته في 2014 وفي يورو 2016، اليوم باتت الأسماء تعرف كيف تعود من التأخر 2-0، وتعرف كيف تتفوق وتجر لصالحك الحظ أمام البرازيل.
البرازيل للبناء على هذا الجيل
كان واضحاً منذ البداية أنه مونديال اللعب الجماعي والعمل المشترك (كرواتيا، بلجيكا، فرنسا) لا مونديال النجم الأوحد ولو كان ميسي أو رونالدو أو نيمار.
البارحة خسر نيمار موهبته الفذة لصالح الاستمرار بمحاولة الحصول على ركلة جزاء، وفازت الضغوطات على مهارة كوتينيو ورغم محاولات المدرب تيتي لرأب الصدع بإشراك دوغلاس كوستا وريناتو أوغستو إلا أن ذلك جاء متأخراً ولم يكف أمام منتخب بحجم وثقل بلجيكا.
أول هزيمة للبرازيل في جميع المسابقات منذ 9 يونيو 2017 في مباراة ودية ضد الأرجنتين
غياب كاسميرو، عدم قدرة فيرناندينو على مجاراة قوة وسرعة الإيقاع في الوسط، غياب مارسيلو عن أدواره الدفاعية في الشوط الأول، التأخّر بإشراك كوستا، إخراج جيزوس عندما بدأ يجد المساحات، مقابل الصبر على باولينيو لنحو ربع ساعة إضافية مقارنة بجيزوس، كلها عوامل نضيف عليها بشكل حاسم عدم التوفيق (تسديدتا ريناتو وكوتينيو) ساهمت بخسارة البرازيل.
ربما ليس من العدل أن نصف منتخب البرازيل 2018 بالفاشل، لأنه كان رائعاً في التصفيات ومقنعاً إلى حد كبير في مونديال روسيا، ولذلك أمام البرازيل فرصة للحاق بأوروبا فيما لو أعطت لمدربها الحالي المزيد من الثقة، أسوةً بمنتخبات أوروبية عديدة أولها ألمانيا لوف...