قصص ملفتة في تاريخ كأس العالم 2 من 10
لطالما تشكّلت بعض القصص الطريفة والملفتة حول قمصان منتخبات كأس العالم، فمثلاً الألوان التقليدية التي نعرفها اليوم عن المنتخبات الكبيرة كإيطاليا والبرازيل، لم تكن كذلك قبل عقود من الزمن.
إعداد: هُمام كدر
نتابع في هذا المقال العودة إلى تاريخ المونديال، مختارين قصصاً لها علاقة بقمصان منتخبي إيطاليا والبرازيل، بالاستناد إلى الكاتب الأرجنتيني لوثيانو بيرنيكي في كتابه "أغرب الحكايات في تاريخ المونديال" والذي نُقل إلى العربية بواسطة المترجم محمد الفولي ونُشر عن طريق دار مسعى:
مونديال 1938 فرنسا
لَعِبَ منتخب إيطاليا (البطل) والمعروف باللون الأزرق، لمرة واحدة في تاريخه بالقميص الأسود، وذلك في مونديال 1938، في المباراة ضد منتخب الدولة المضيفة فرنسا ضمن ربع النهائي.
ومن المعروف أن فرنسا وإيطاليا لونهما الأزرق، وكنتيجة لغياب التنسيق المتّبع الآن مع مراقب المباراة، دخل المنتخبان أرض الملعب بذات اللون، ما اضطر حكم المباراة البلجيكي لوي بيرت لاستدعاء قائد فرنسا إتيان ماتلر و نظيره الإيطالي جوسيبي مياتزا، لإجراء القرعة. ففازت فرنسا بشرف المحافظة على لونها، في حين إيطاليا كان عليها أن تجد بديلاً؛ فكان لوناً ربما لم ولن ترتديه إلا مرة واحدة في تاريخها.
استعان لاعبو الأتزوري بقمصان سوداء لم يسبق لهم استخدامها، ولكن اتخاذ هذا القرار "التاريخي" لم يكن بالأمر الهين، فقد أجرت إدارة اتحاد الكرة الإيطالي، مكالمة هاتفية مع موسيليني، وبعد المشاورات وافق الأخير على الأمر. ليلعب منتخب إيطاليا بهذا اللون ولينتصر على نظيره الفرنسي 3-1 بالغاً نصف نهائي البطولة.
مع العلم أن إيطاليا اختارت الأزرق منذ مباراتها الدولية الأولى عام 1910، وللمفارقة كانت ضد فرنسا؛ رغم أن عَلَمَ البلاد لا يحوي هذا اللون، وذلك لأن الأزرق كان لون عائلة سابويا الحاكمة في ذلك الوقت.
مونديال 1950 البرازيل
وفي الحديث عن القمصان أيضاً، من المعروف أن المنتخب البرازيلي كان يرتدي الزي الأبيض الكامل مع مسحة من الأزرق، وكان من نتائج خسارة البرازيل على أرضها للنهائي "الكارثي" ضد أوروغواي 1-2 مونديال 1950، أن الأولى بحثت في شتى الوسائل التي تبعد الحظ السيء عن السيليساو ومنها ما انتشر كخرافة أن اللون الأبيض لا يليق بالأداء البرازيلي.
فما كان من اتحاد كرة القدم إلا أن يغيّر ألوان قمصان المنتخب، ففُتحت الأبواب أمام تصاميم جديدة، وذلك من خلال مسابقة أُعلن عنها بشرط واحد؛ أن يتخلل الزي كل ألوان العلم البرازيلي الأربعة (الأصفر، الأخضر، الأزرق، الأخضر، والأبيض).
وصل إلى الاتحاد أكثر من 300 تصميم. لكن شاباً واحداً بالكاد بلغ الـ19 من العمر، هو من فاز اقتراحه، ليصبح أحد رموز كرة القدم ككل وليس في كأس العالم فحسب.
ألدير غارسيا سكلي ابن مدينة حدودية مع الأوروغواي، والذي كان يشق طريقه الصحافي في إحدى جرائد ريو هو مصمم القميص الأول لمنتخب البرازيل بالألوان الحالية.
وقد لعب السيليساو أول مباراة له بهذا اللون عام 1954 ثم عرف القميص بـ "فيردي أماريلا" (Verde e amarelo) أي الأخضر والأصفر وهو أحد ألقاب منتخب البرازيل.
المدهش ليس ذلك أبداً، بل تصريح "الصحفي المُصمم" نفسه، الذي فاجأ بلاده أنه بسبب نشأته على الحدود مع الأورغواي كان فَرِحاً ولو "بخجل" بعد فوزها في مونديال 1950 !!!