البرازيل الممتعة...المنتظرة لم تأتِ بعد
خيّبت البرازيل آمال عشاقها متعثرةً بالتعادل الإيجابي 1-1 مع سويسرا، وذلك في الظهور الأول لها في مونديال روسيا 2018.
هُمام كدر
ولم تكن النتيجة فقط هي المحزنة لعشاق السامبا، بل الصورة المقلقة التي بدا عليها لاعبو المدرب تيتي، بعد كل التطمينات المنطقية التي قدمها "برازيل ما بعد دونغا" بالتصفيات وفي أغلب الوديات.
وباستثناء هدف كوتينيو الذي جاء بقوة تسديد معروفة لدى لاعب برشلونة، وبعض اللمحات الفردية القليلة، لم يقدم لاعبو السيليساو اللوحات البرازيلية المنتظرة، ولا حتى لَعبوا بفعاليّة "تجارية" للفوز في المباراة بأي شكل.
مع العلم أن هدف سويسرا الذي سجله ستيفان زوبير اعترض عليه لاعبو البرازيل بسبب وجود دفع من مسجل الهدف على مدافع البرازيل ميراندا.
وعاب الأداء البرازيلي نقاطاً عِدة، ليس أولها الدخول البطيء في أجواء المباراة، وليس آخرها عدم رفع نسق اللعب، عندما دعت الحاجة لذلك.
وبالانتقال إلى حديث الأرقام؛ لم يسدد المنتخب البرازيلي سوى 4 مرات داخل الأخشاب (33% نسبة الدقة من التسديد ككل)، ضعف ما فعلت سويسرا لا أكثر، وهذا ليس بفارق يدل على الفارق الكبير بين ثِقل المنتخبين... فارق النجوم والإمكانيات...
وأنهت البرازيل المباراة بنسبة سيطرة بلغت 54%، ما يعني أنها لم تكن قادرة في كثير من الأحيان على فرض أسلوبها وحرمان منافستها من الكرة.
وربما سُئِل المدرب تيتي عن استعانته بلاعبي ارتكاز بدلاً من لاعبين بنفس المركز تقريباً، هما ريناتو أغوستو بدلاً من باولينيو، وفيرناندينيو بدلاً من كاسميرو.
وإذا كان إنذار متوسط ميدان ريال مدريد الدفاعي هو السبب الأول في إخراجه خوفاً من خسارته بالحمراء، فإن إخراج لاعب يملك خاصيّة التهديف مثل باولينيو، وإدخال لاعب سيتي المميز بمهام قطع الكرات وإعادتها للاعبي الوسط الهجومي يبدو أكثر غرابةً.
فقد انتظرت الجماهير دخول دوغلاس كوستا على سبيل المثال أو تايسون لفتح جيوب مغلقة في الدفاع السويسري، عدا عن التأخر بالزج بفيرمينو حتى الدقيقة 79.
تفرد نيمار لا تميزه
وكل أداء لاعبي البرازيل بكفة وأداء نيمار ملهم ونجم المنتخب بكفة أخرى، الأنظار بطبيعة الحال تتركز على النجوم، وإذا ما تناولنا ما فعله لاعب باريس سان جيرمان فهو صرف طاقته الذهنية والمهارية في أماكن غير خطرة وبفردية واضحة في كثير من الأحيان، صحيح أنه تعرّض لتدخلات كثيرة (10 أخطاء على نيمار من أصل 19 خطأً ارتكبت على لاعبي البرازيل)، بعضها خشن للغاية وغير مبرر، لكنه أي نيمار، أيضاً لم يكن على قدر المسؤولية في تدوير اللعب، تنويع مصادر الخطر، والبحث عن حلول جديدة.
للمباريات الأولى بالنسبة للمنتخبات الكبيرة صعوبة متوقعة، خصوصاً أمام المنتخبات المتوسطة والصغيرة ذات الأهداف المحدودة، لكن البرازيل تحديداً كانت تخطف الفوز حتى مع أداء متوسط في مثل هذا النوع من المباريات، أما اليوم فلم تفعل الكثير لذلك، إلا اللهم في الدقائق الأخيرة عندما أصبح التعادل حقيقة تقترب رويداً رويداً.
لسويسرا حقُ
تناوُلنا للأداء البرازيلي لا ينفي ما فعلته سويسرا على مستوى إبعاد الخطورة في أغلب الوقت عن الحارس يان سومير (3 تصديات) وما كانت على وشك فعله أكثر، في بعض المرتدات.
خسرت ألمانيا حاملة اللقب اليوم، تعذّب المرشحون للقب؛ إسبانيا والبرازيل والأرجنتين، هو مونديال الصعوبات للكبار، صحيح، لكن كل شيء قابل للتغيّر، خصوصاً إذا ما عَلمنا أن أغلب أبطال العالم في المونديالات القريبة الماضية لم تدخل قوية في مبارياتها الأولى.