لماذا فراس الخطيب؟
قليلة هي المرات التي انتفض فيها الشارع السوري الكروي للمطالبة بلاعب، مثلما يحدث الآن حيال نجم كرة البلاد فراس الخطيب المستبعد عن نسور قاسيون.
هُمام كدر
الجماهير السورية في أغلبها، ترى أن وجود الخطيب حاجة ملحة فنياً أولاً، ونفسياً ثانياً، كواحد من أكثر الداعمين المعنويين لزملائه اللاعبين في الميدان ولو كان احتياطياً لهم.
ليست الجماهير وحدها بل زملاء الخطيب في المنتخب وفي موقف نادر أعلنوا بشكل صريح مطالبتهم بزميلهم الخبير، مثلما كتب أفضل لاعب في آسيا 2017 عمر خريبين: "فراس الخطيب أثبت نجوميته خلال سنوات عدة، خدم خلالها منتخبنا الوطني، ومعامتله بالتقدير والاحترام الذي يستحقه تعني لنا الكثير كلاعبي منتخب، نأمل أن يتم احترامنا عندما نصل لسن الخطيب ومكانته، عودة فراس إلى المنتخب خلال تصفيات كأس العالم بثت روحاً جديدة فينا، ووجوده في كأس آسيا سيكون حافزا كبيرا لنا لتقديم أفضل ما لدينا".
حجتا مدرب النسور، الألماني بيرند شتانغه لعدم ضم الخطيب (35 عاماً) بأن الأخير، تقدّم في العمر، ولا يلائم استراتيجيته وأنه لم يلتحق بمعسكر النمسا الذي أقيم قبل 4 أشهر من نهائيات كأس آسيا المقررة في الإمارات مطلع العام المقبل.
لكن ذلك لا يبدو مقنعاً أبداً لجماهير المنتخب السوري العطشى لإنجاز في آسيا، مستشهدين بالإضافة الفنية والمعنوية لعودة الخطيب إلى المنتخب في تصفيات كأس العالم 2018. وبلاعبين كبار أدوا أدواراً مهمة في منتخبات بلادهم بعمر يفوق الخطيب، أمثال تيم كاهيل الذي كان له اليد العليا في تأهيل أستراليا على حساب سوريا نفسها في الملحق الأخير من تصفيات مونديال روسيا.
هناك إجماع على إمكانيات فراس الخطيب الفنية، وهناك مجموعة كبيرة من الفنيين والخبراء ترى أن ابن نادي الكرامة الحمصي أحد أفضل اللاعبين السوريين عبر التاريخ.
الخطيب يملك خبرات هائلة ومتراكمة سواء في منتخب سوريا فهو لاعب أساسي فيه منذ مطلع الألفية الثالثة (سجل كل أهدافه الدولية ضد منتخبات آسيوية ما عدا هدف واحد)، أو في الملاعب العربية وميادين القارة الصفراء، (الكويت وقطر والصين)، لذا فإن أمم آسيا هي بطولة الخطيب بامتياز وهي حتماً المشاركة الدولية الأخيرة له كلاعب.
يتأهب المنتخب السوري لملاقاة عُمان والكويت ودياً بدون الخطيب وقد أوضح المدرب سبب استبعاد اللاعب الموهوب ممهداً ربما لاستبعاد نهائي عن كأس آسيا.
مهنية ولكن...
لطالما كان منصب المدرب لمنتخب سوريا محط انتقاد لدى السوريين، قبل وسائل التواصل فكيف الآن، كما أنه من المعروف أن رجال هذه المهمة (أي التدريب) بالكاد وصلوا إلى عامين مستمرين في المنصب، منهم من تسلم لمباراة واحدة أو اثنتين أو ثلاث...
إضافة لذلك كان الشارع السوري يطالب في كل مرة بمدرب أجنبي صاحب شخصية قوية لا يرضى التدخل بعمله أو فرض أسماء عليه، فقد حيكت العديد من اللوحات التلفزيونية التي تتحدث عن "الواسطة" في المنتخب الأول.
منذ عام 1949 لعب المنتخب السوري 487 مباراة حصة الخطيب منها 62 مباراة سجل فيها 29 هدفاً.
اليوم يبدو أن المدرب الألماني العجوز رقم 33 في تاريخ التدريب السوري، يمارس هذه المهنية ومع ذلك نفس الذين طالبوا بمدرب أجنبي قوي يطالبونه الآن بعدم تجاهل الخطيب في كأس آسيا ربما بسبب إيمانهم بأن اللاعب جوهرة لا تعوض...