فورمولا وان: هل تستمر مرسيدس في الهيمنة؟
يستعد عشاق سباقات فورمولا وان لانطلاق موسم جديد يتضمن المزيد من السباقات والفرق وثلاثة سائقين جدد وبعض القوانين المعقدة لكن مع بعض التساؤلات المألوفة ونفس المشاكل التي فرضت نفسها في الموسمين الماضيين وأبرزها هيمنة فريق مرسيدس.
ومن أبرز التساؤلات التي تفرض نفسها عشية الانطلاق التقليدي من حلبة ملبورن الأسترالية، مدى اندفاع حامل اللقب البريطاني لويس هاميلتون نحو تتويج ثالث على التوالي ورابع في مسيرته.
ويستند هذا التساؤل على ما شهده نهاية الموسم الماضي من تراجع في أداء هاميلتون ما سمح للسائق الثاني في مرسيدس الألماني نيكو روزبرغ بالفوز في السباقات الثلاثة الأخيرة لكن ذلك لم يؤثر على النتيجة النهائية لأن اللقب قد حسم قبل هذه السباقات لمصلحة زميله البريطاني.
ما هو مؤكد، أن فريق مرسيدس لا يزال الرقم الأصعب على الاطلاق لكن من المرجح أن تكون المنافسة بين سائقين أقوى بكثير من الموسمين الماضيين مع امكانية دخول فريق فيراري على الخط استناداً إلى جولتي التجارب الشتويتين حيث كان السائقان الألماني سيباستيان فيتل والفنلندي كيمي رايكونن الأسرع، فيما ركز ثنائي مرسيدس على مسألة الاعتمادية من خلال خوض أكبر عدد من اللفات.
ويبقى السؤال الأهم كيف سيتعامل فريق مرسيدس مع المنافسة الشرسة بين سائقيه، خصوصاً أن العلاقة بين هاميلتون وروزبرغ لم تكن في أفضل حالاتها الموسم الماضي.
وفي ظل التفوق المتوقع لفريق مرسيدس والمنافسة المحتملة من فيراري، يبرز وليامس-مرسيدس وريد بول-تاغ هيوير اللذان لم يدخلا أي تعديل على سائقيهما، كمنافسين على المركز الثالث.
عودة أميركية لحلبة السباق
وتشهد بطولة 2016 عودة الأميركيين الى الحلبة للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود مع فريق هاس الذي سيعتمد على محرك فيراري 059/5 ومع السائقين الفرنسي رومان غروجان والمكسيكي استيبان غوتييريس.
ومن المتوقع أن يكون هذا الفريق منافساً للصانع الفرنسي رينو الذي قرر استعادة فريقه من لوتوس والمشاركة بكامل قوته معتمدا على الدنماركي كيفن ماغنوسون والوافد الجديد البريطاني جوليون بالمر عوضاً عن غروجان المنتقل إلى هاس والفنزويلي باستور مالدوناندو الذي أصبح خارج اللعبة بعد انتهاء حقبة لوتوس.
ويبقى معرفة أين سيكون موقع فريق ماكلارين الذي اختبر موسماً مخيباً في 2015 مع محركات هوندا رغم تواجد بطلين سابقين في صفوفه بشخص الاسباني فرناندو ألونسو والبريطاني جنسون باتون.
معضلة المحركات
ان معضلة المحركات بالنسبة للفرق المستقلة التي تكتفي بتصنيع الهيكل وحسب، كبيرة جداً وحتى أن فريق مثل ريد بول الذي توج باللقب العالمي مع فيتل في أربعة مواسم متتالية قبل أن يكتفي بثلاثة انتصارات في 2014 ثم بالصعود إلى منصة التتويج في ثلاث مناسبات فقط خلال موسم 2015، لم يجد محركاً للموسم الجديد بعد قرار فض الشراكة مع رينو، وذلك لأن مرسيدس ترفض التعامل معه وفيراري تقترح عليه محركات الموسم الحالي ورينو تصب تركيزها على استعادة فريقها من لوتوس وهو الأمر الذي نجحت به.
وفي ظل هذه المعضلة قرر القيمون على ريد بول استخدام محرك رينو لكن دون تسميته كشريك في الفريق الذي سيحمل اسم ريد بول تاغ هيوير.
وكان مدير ريد بول كريستيان هورنر يمني نفسه باقناع الصانع الألماني فولكسفاغن بتزويده بالمحرك لكن فضيحة الأخير في الولايات المتحدة وغشه في مسألة الانبعاثات الناجمة عن محركات الديزل شكل ضربة قاتلة لهذه المحاولة.
ودخل الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" على الخط من أجل اقناع مرسيدس وفيراري بتخفيض سعرهما وبيع المحرك للفرق المستقلة مقابل 12 مليون يورو سنوياً، فيما طالب الطرفان بمبلغ يتراوح بين 18 و20 مليون يورو.
و لا يبدو أن أياً من الصانعين كان بحاجة ماسة إلى أموال ريد بول لأن الطلب على محركيهما مرتفع جداً، اذ أن محرك مرسيدس سيتواجد مع أربعة فرق الموسم المقبل هي، إلى جانب أبطال العالم، وليامس وفورس أنديا والوافد الجديد مانور جي بي الذي سيعتمد على سائقين جديدين هما الألماني باسكال فيهرلين والأندونيسي ريو هاريانتو والمدير الرياضي السابق لماكلارين النيوزيلندي دايف راين والمهندسين التقنيين السابقين لفيراري الانكليزي بات فراي واليوناني نيكولاس تومبازيس.
والأمر ذاته بالنسبة لفيراري الذي سيزود فرق ساوبر والوافد الجديد هاس وتورو روسو الذي تخلى عن محرك رينو.
وفي ظل هذه الوقائع، ستنحصر مشاركة الصانع الياباني هوندا بتزويد ماكلارين بالمحرك خلال الموسم المقبل، علماً بأن الشراكة بين الطرفين كانت كارثية في 2015 اذ اكتفى الفريق البريطاني بالمركز التاسع في بطولة الصانعين فيما حل باتون وألونسو في المركزين السادس عشر والسابع عشر على التوالي (لم يكملا في ما بينهما 13 سباقاً من أصل 19).
ومع عودة رينو إلى بطولة العالم والمشاركة باسمه الخاص دون تزويد أي فريق بمحركه باستثناء ريد بول (دون دعم رسمي)، فسيكون هناك اختلال في الموازين في ظل مواجهة عملاقين كبيرين مثل مرسيدس وفيراري.
حلبة باكو تدخل الروزنامة
وسيكون موسم 2016 قياسياً من حيث عدد السباقات التي ارتفعت إلى 21 مع دخول حلبة باكو الأذربيجانية إلى الروزنامة للمرة الأولى وستكون حاضنة لجائزة اوروبا الكبرى، فيما عادت ألمانيا إلى البطولة مجدداً بعد غيابها الموسم الماضي بسبب مشكلة التناوب بين حلبتي نوربورغرينغ وهوكنهايمرينغ التي تستضيف هذا الموسم الجولة الثانية عشرة من البطولة.
أما في ما يخص التعديلات التقنية على السيارات فستكون محدودة في 2016 وبينها تعديل جهاز العادم الذي سيجعل السباقات أكثر "ضجة" في الموسم الجديد، والاطارات التي ستؤمنها بيريلي.
وستقدم الشركة الايطالية ثلاث نوعيات (عوضاً عن نوعين) من أصل خمس نوعيات من اطارات المسار الجاف متاحة في كل مرحلة من مراحل البطولة، كما ستؤمن اطاراً ليناً جداً لحلبات الشوارع.
ومن المفترض أن يتسبب هذا التعديل بوجود تنوع في استراتيجيات الفرق.
كما سيعتمد نظام جديد للتجارب التأهيلية حيث تم الاحتفاظ بالأقسام الثلاثة للتجارب لكن مع تعديل نظام التأهل إلى الحصة التالية.
وبقيت مدة التجارب لـ60 دقيقة لكن مع اقصاء أبطأ سيارة خلال فواصل زمنية مدتها 90 ثانية في النصف الثاني من كل قسم.
ويمتد القسم الأول من التجارب لـ16 دقيقة وسيتم اقصاء السائق الأبطأ بعد مضي 7 دقائق ثم يليه سائق أخر بعد 90 ثانية وهكذا دواليك حتى تبقى أفضل 16 سيارة ثم يقصى السائق صاحب المركز 16 في الترتيب النهائي وتتأهل بذلك 15 سيارة إلى القسم الثاني الذي سيمتد لـ15 دقيقة.
ويبدأ اقصاء السابق الأبطأ بعد مرور 6 دقائق ثم يليه أخر كل 90 ثانية حتى تبقى 9 سيارات.
ومع اكمال القسم الثاني ووضع الترتيب النهائي للسائقين، سيتم اقصاء السائق الأبطأ ليتأهل 8 سائقين إلى القسم الثالث الأخير الذي سيمتد لـ14 دقيقة.
ويتم اقصاء السائق الأبطأ بعد 5 دقائق ثم يليه اخر بعد 90 ثانية وصولاً إلى بقاء سيارتين تتنافسان على المركز الأول.
لكن ومثل الكثير من التغييرات، ما سيطبق في 2016 يعتبر "تجميلياً" وحسب ولكن يضع حداً للجدل بشأن مستقبل هذه الرياضة وبنيتها.