ريال مدريد أكبرعقبات هاينكس نحو الثلاثية
يوب هاينكس يسعى لتجاوز ريال مدريد الاسباني أكبر العقبات نحو تكرار الفوز بثلاثية ثانية مع بايرن ميونيخ.
يخطط مدرب بايرن ميونيخ الألماني يوب هاينكس لتحقيق نتيجة إيجابية أمام فريقه السابق ريال مدريد الإسباني غداً الأربعاء في ذهاب الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، وبالتالي قطع شوط كبير نحو بلوغ المباراة النهائية في سعيه إلى توديع النادي البافاري بثلاثية جديدة.
وقاد هاينكس (72 عاماً) الفريقين إلى التتويج بلقب المسابقة القارية العريقة، فكانت البداية مع النادي الملكي عام 1998 عندما مكنه من معانقة الكأس ذات الأذنين الكبيرتين للمرة الأولى بعد 32 عاماً، والنهاية مع النادي البافاري عام 2013 عندما قاده إلى الثلاثية التاريخية (الدوري والكأس المحليان ودوري الابطال).
واعتزل هاينكس التدريب عقب ثلاثية 2013، وفي الوقت الذي كان يستمتع فيه بتقاعده في غرب البلاد على بعد 650 كلم من ميونيخ، لبى نداء النادي الأحب إلى قلبه وعدل عن اعتزاله ليقود جهازه الفني للمرة الرابعة في تاريخه عقب إقالة الإيطالي كارلو أنشيلوتي، ليجد نفسه اليوم تحت ضغوطات كبيرة عشية مواجهة النادي الملكي.
وعلق هاينكس عقب القرعة قائلاً: "إنها مواجهة قوية - مواجهة عملاقة بالمعنى الإيجابي"، مضيفاً: "هذان الفريقان لهما تقاليد عريقة في كرة القدم الأوروبية، يلعبان ويعشقان كرة القدم الجذابة. إنها قرعة صعبة لكلا الفريقين".
وبايرن ميونيخ هو النادي الوحيد المتبقي في المسابقة القارية الأم الذي لا يزال بإمكانه تحقيق الثلاثية. وقد حسم لقب البوندسليغا قبل ثلاثة أسابيع للمرة السادسة على التوالي، وسيلاقي أينتراخت فرانكفورت في المباراة النهائية لمسابقة الكأس المحلية في 19 أيار/مايو المقبل.
وفي حال توج بايرن ميونيخ بلقب دوري أبطال أوروبا في كييف في 26 أيار/مايو المقبل، فإن هاينكس الذي سيبلغ الثالثة والسبعين في 9 أيار/مايو، سيدخل التاريخ حيث سيصبح أكبر مدرب يفوز بكأس المسابقة، وسيمحو الرقم القياسي الموجود بحوزة المدرب البلجيكي رايمون غوثالز الذي قاد مرسيليا الفرنسي إلى لقب المسابقة عام 1993 في ميونيخ وعمره 71 عاماً و231 يوماً.
وسيكون التتويج بلقب المسابقة للمرة الثالثة في مسيرته كمدرب هدية رحيله عن بايرن ميونيخ قبل أن يخلفه الكرواتي نيكو كوفاتش الموسم المقبل.
محطم الارقام القياسية
وعزز هاينكس رقماً قياسياً جديداً في الدور ربع النهائي عقب فوزه على إشبيلية الإسباني 2-1 ذهاباً في الأندلس، فكان الثاني عشر على التوالي له في المسابقة بعد إن حطم رقمه القياسي السابق (10 انتصارات متتالية) الذي سجله موسم 2012-2013.
وهناك مدربان آخران حقق كل منهما 10 انتصارات متتالية في المسابقة الأوروبية هما الهولندي لويس فان غال (مع برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ في الفترة بين أيار/مايو 2000 وأيلول/سبتمبر 2009) وأنشيلوتي (مع ريال مدريد في الفترة بين نيسان/أبريل 2014 وشباط/فبراير 2015).
وبغض النظر عن النتيجة ضد ريال مدريد، أظهر هاينكس براعته في انتشال الفريق البافاري من فترة نتائج متعثرة محلياً وقارياً، إلى توهج في مختلف المسابقات.
ففي أشهر قليلة، نقل هاينكس بايرن ميونيخ من فترة تخبط امتدت بين بداية الموسم في آب/أغسطس وحتى إقالة سلفه أنشيلوتي في أواخر أيلول/سبتمبر، إلى ملك عائد لعرش كرة القدم الألمانية بتتويجه بلقب سادس تواليا وبلوغه نهائي مسابقة الكأس المحلية ونصف نهائي دوري الأبطال.
كانت المسابقة الأخيرة القشة التي قصمت ظهر البعير لجهة صبر بايرن حيال أنشيلوتي. بعد الخسارة القاسية أمام باريس سان جيرمان الفرنسي (صفر-3) في دور المجموعات، أقيل الإيطالي الخبير من منصبه، ولم يجد بايرن سبيلاً سوى "إعادة" هاينكس من تقاعده، وتكليفه في تشرين الأول/أكتوبر بمهمة إعادة ضخ الدماء في عروق البافاريين.
كيف لا وهو كان آخر من قاد بايرن ميونيخ إلى لقب دوري الأبطال في 2013، العام الذي شهد أيضاً تتويجه بثلاثية تاريخية مع الدوري والكأس المحليين، قبل أن يسلم المهمة إلى الإسباني جوسيب غوارديولا.
وعندما قرر العودة لقيادة النادي البافاري، كان الأخير يتخلف بفارق 5 نقاط عن بوروسيا دورتموند المتصدر حينذاك، فرض هاينكس الانضباط وكثف التدريبات ووزع وقت اللعب بشكل متساو بين نجوم الفريق، فكان التأثير فورياً حيث فاز بايرن في 23 مباراة من أصل 24 مباراة.
وقال هاينكس: "عليك أن تنظر إلى الوراء إلى تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لم نكن نعتقد أننا سنكون أبطالاً قبل خمس مراحل من نهاية الموسم وأن نكون في الدور نصف النهائي (لمسابقة دوري ابطال أوروبا)".
وأضاف "أشعر وكأنني وصلت (إلى اللاعبين). نعمل معاً بأقصى جهد ممكن ودون أنانية".
وعلى الرغم من إنجازاته المذهلة مع بايرن هذا الموسم، يبقى هاينكس متواضعاً. وقال مؤخراً: "دخلت المصعد هذا الصباح في فندقي مع زوجين عجوزين. كنت أحمل حقيبة بايرن ميونيخ، لذا سألتني السيدة "أوه، هل أنت من مشجعي بايرن ميونيخ؟ فأجبتها، نعم، بالتأكيد".
عدم معرفتها لم تكن مشكلة، ولكن هاينكس علق على المسألة بموقف ساخر من لاعب خط وسط بايرن السابق باستيان شفاينشتايغر، الذي يلعب الآن في صفوف فريق شيكاغو فاير الأميركي.
وقال هاينكس "كانوا بالتأكيد أمريكيين، على الرغم من أن شفاينشتايغر قال لي، أوه يا مدرب، الجميع يعرفك هنا في أميركا.
وأضاف هاينكس بابتسامة: "إنهما بالتأكيد ليسا أميركيين".