"الدون" رونالدو.. "فوق القمر"
بأداء مثالي أمام البايرن زيّنه بثلاثية لامعة ورقم قياسي تخطّى به عتبة هدفه الأوروبي الـ100.. "الدون كريستيانو" يلامس عنان السماء.
"أشعر وكأنني فوق القمر"، تعبير يؤكد الغبطة التي يشعر بها البرتغالي كريستيانو رونالدو بعد تسجيله ثلاثية منحت فريقه ريال مدريد بطاقة العبور إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب بايرن ميونيخ، وجعلت منه أول لاعب يبلغ عتبة المئة هدف في المسابقة.
بدأ الفصل الأخير من رحلة الأهداف المئة من إقليم بافاريا ذهاباً الأسبوع الماضي، عندما قلب "الدون" (32 عاماً) تخلف فريقه إلى فوز ثمين 2-1 بثنائية رشحت حامل اللقب لمتابعة مشواره نحو تعزيز رقمه القياسي والتتويج للمرة الثانية عشرة.
وكما في الذهاب، بقي رونالدو متحفظاً في الشوط الأول لمباراة الإياب الثلاثاء على ملعب سانتياغو برنابيو في مدريد، إذ كان التعادل أو حتى الخسارة صفر-1 سيمنحان متصدر الدوري الإسباني بطاقة العبور على حساب متصدر الدوري الألماني وحامل لقبه.
في الشوط الثاني، انقلبت كل السيناريوهات: تقدم بايرن من ركلة جزاء، فعادل رونالدو برأسية، قبل أن يسجل قائد ريال سيرخيو راموس هدف التقدم لبايرن بنيران عكسية، ما دفع المباراة إلى شوطين إضافيين خاضهما بايرن بعشرة لاعبين إثر طرد لاعبه التشيلي أرتورو فيدال في الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي لنيله بطاقة صفراء ثانية.
في الوقت الإضافي، عمل "محرك" رونالدو بكامل طاقته، فسجل هدف التعادل وأتبعه بهدف ثالث، قبل أن يقضي البديل ماركو أسينيسو على "معلم" ريال مدريد السابق والمدرب الحالي لبايرن الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
إلا أنّ المباراة شهدت اعتراضات عدة على قرارات الحكم المجري فيكتور كاساي، لاسيما من قبل بايرن على خلفية الهدف الثاني لرونالدو، والذي أظهرت لقطات الإعادة التلفزيونية أنه كان متسللاً، غير أنّ ذلك لم يحل دون إظهار النجم البرتغالي فرحته العارمة.
وقال: "أنا محظوظ لتسجيل ثلاثة أهداف مهمة وأشعر كأنني فوق القمر"، لاسيما وأنّ أهدافه ساهمت في حجز فريقه بطاقة نصف النهائي للمرة سابعة على التوالي، في سعيه لأن يصبح أول فريق منذ ميلان الإيطالي عام 1990 يحتفظ بلقبه في المسابقة القارية الأم.
ولدى الحديث عن رونالدو، يقول مدربه الفرنسي زين الدين زيدان أنّ أفضل لاعب في العالم أربع مرات لا يقارن بغيره.
ويوضح: "لا أعرف إذا يمكن تصنيفه ضمن فئة معينة. ما يقوم به كريستيانو مذهل. الأهداف، الطريقة التي يسجل بها في مباريات حاسمة كهذه"، مضيفاً "يعرف دائماً متى تأتي الفرص الخطرة. قليل من اللاعبين في مقدورهم صناعة ما قام به رونالدو... كلنا يعرف ذلك".
10 أعوام و100 هدف
مع هدفه الثاني في مرمى بايرن الثلاثاء، رفع رونالدو رصيده الى 100 هدف في دوري الأبطال، من ضمنها هدف سجله في الدور التمهيدي الثالث في مرمى ديبريتسين المجري عام 2005.
ولدى تحقيقه الثلاثية، أعلن موقع الاتحاد الأوروبي الذي يعتمد في إحصاءاته على المباريات من دور المجموعات وصولاً إلى النهائي، بلوغ رونالدو عتبة المئة هدف ليصبح أول لاعب يحظى بهذا الشرف.
ويقول نجم المباراة المدريدية: "قلت بعد مباراة الذهاب أنني أعد نفسي لأبلغ نهاية الموسم بلياقة بدنية جيدة. هذا أمر عانيته في السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة. لكن الأهم أني أشعر بالراحة على أرض الملعب وأنّ فريقي يلعب جيداً".
ولرونالدو خبرة واسعة في دوري الأبطال، إذ توّج بلقب المسابقة مع فريقه السابق مانشستر يونايتد الإنكليزي في 2008، ثم مرتين مع ريال مدريد في 2014 و2016.
وبدأ عدّاد ابن ماديرا البرتغالية القاري في 10 نيسان/أبريل 2007 خلال فوز يونايتد على روما الإيطالي 7-1، واحتاج إلى 10 أعوام و137 مباراة للوصول إلى المئوية.
يتقدم راهناً على غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة) صاحب 94 هدفاً. كما سجل ثنائية على الأقل في 28 مناسبة في دوري الأبطال و6 ثلاثيات، وانتظر حتى مباراته الـ30 ليسجّل هدفه الأول.
سجّل رونالدو أول 15 هدفاً تحت ألوان يونايتد الذي حمل ألوانه بين 2003 و2009، ثم الأهداف الـ85 المتبقية مع ريال مدريد.
ومن أهدافه المئة، ترك رونالدو بصمته 9 مرات في شباك بايرن (كلها في مرمى الحارس مانويل نوير) و23 مرة في فرق ألمانية.
رد رونالدو بقوة على منتقديه ومشجعي فريقه في آن واحد، والذين اعتبروا أنه لا يجتهد كثيراً للحصول على الكرة، قائلاً "لا أطلب منهم السكوت، أبداً، أطلب منهم فقط عدم إطلاق صافرات الاستهجان".