أحمد النفيلي

انتهت مواجهات ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا على وقع نتائج بالغة الإثارة وصادمة في الوقت ذاته لجماهير وعشاق الساحرة المستديرة حيث حقق يوفنتوس الإيطالي انتصاراً تاريخيا وثأرياً على برشلونة الإسباني بثلاثة أهداف نظيفة بينما سقط بروسيا دورتموند في معقله ملعب سيغنال إيدونا بارك المرعب للزوار أمام الضيف الفرنسي موناكو (2-3)، فيما نجح ريال مدريد حامل اللقب في إلحاق الهزيمة بمضيفه العملاق البافاري بايرن ميونيخ بهدفين مقابل هدف، وانتهت مواجهة أتلتيكو مدريد مع ضيفه الإنكليزي ليستر سيتي بفوز الفريق الإسباني بهدف نظيف.

وخلفت تلك المواجهات المثيرة والممتعة العديد من الدروس المستفادة والملاحظات الواضحة نجملها في النقاط التالية.

1 - سيطرة يوفنتوس ليست بسبب ضعف الكالتشيو .. لم يعد هناك أي مجال للشك أن السيطرة الواضحة لفريق يوفنتوس على كرة القدم الإيطالية مبعثها أن الفريق هو أحد أقوى فرق كرة القدم على الصعيد العالمي حالياً وأنه يعد من الفرق المتكاملة بحق ويقف على العارضة الفنية فيه أحد أفضل المدربين المحنكين على الصعيد العالمي، وهو الرائع ماسيميليانو أليغري.

أليغري صنع فريقاً قادراً على تخطي أقوى وأعتى فرق البطولة ليس فقط بسبب قوته الهجومية الواضحة ولكن بسبب الصرامة الدفاعية حتى أنه أصبح أفضل وأقوى فرق ربع النهائي دفاعياً على الإطلاق وهذا السر الحقيقي لتفوق السيدة العجوز فالفريق الذي سجل 17 هدفاً في 9 مباريات "السابع على لائحة أقوى الفرق هجومياً" يعد هو الأقوى دفاعياً بدون منازع بعد أن اهتزت شباكه مرتين فقط في 9 مباريات محققاً متوسطاً قد يكون تاريخياً "0.22" هدفاً في المباراة الواحدة.

"البيانكونيري" بدت أرقامه الدفاعية مساء الثلاثاء لافتة جداً في مواجهة ثلاثي الـ"MSN" ومحاولاته المتواصلة لتعديل النتيجة أو تسجيل هدف على الأقل حيث تعرض أصحاب الأرض لضغط متواصل ووصلت نسبة استحواذ برشلونة 66% أدت إلى 15 فرصة حقيقية شتت دفاع اليوفي 8 فرص قبل أن تصل إلى منطقة الخطورة داخل منطقة الجزاء ونجحوا في استخلاص 62 كرة من لاعبي برشلونة وشتتوا منها فقط 20 كرة وهو ما يؤكد أن جميع هجمات يوفنتوس يقف خلفها دفاع منظم قادر على استخلاص الكرة وبناء هجمات خاطفة بالغة التنظيم.

2 - بوفون رجل المواجهات الكبرى .. بالأمس خلال المؤتمر الصحفي لأليغري أشاد بلاعبيه ولكنه تحدث بشكل خاص عن حارسه التاريخي بوفون مؤكداً أن تصدياته شكلت الحدث الأهم في اللقاء ومنحت فريقه أفضلية واضحة، حديث مدرب يوفنتوس كان صحيحاً تماماً فمن 11 تسديدة على المرمى تصدى بوفون لثلاث محاولات للاعبي برشلونة أبرزها كانت فرصة إنييستا في الشوط الأول وانفراد سواريز في الشوط الثاني، تسجيل أي منهما كان بالتأكيد سيعيد العملاق الكتالوني إلى أحداث اللقاء بل ويضعه على أعتاب التأهل للمربع الذهبي .. بوفون في دوري الأبطال الحالي خاض 720 دقيقة وقام ب12 تصدي وبلغت دقة ركلات المرمى التي قام بها والتمريرات الأرضية 90% ( 197/218).

3 - موناكو هجوم كاسح ودفاع مهتز .. يُذهل فريق موناكو الفرنسي جميع متابعيه في النسخة الحالية من بطولة دوري أبطال أوروبا بقوته الهجومية الضاربة وبأسلحته الفتاكة في مقدمتها الشاب الواعد كيليان مبابي والنمر الكولومبي راداميل فالكاو الذي استعاد خطورته الهجومية في الموسم الحالي، فريق الإمارة الفرنسية يعد من أكثر الفرق الأوروبية تسجيلاً للأهداف في الموسم الحالي إذ سجل في مسابقتي الدوري الفرنسي ودوري الأبطال مجتمعتين 106 هدفاً بواقع 18 في دوري الأبطال و88 في المسابقة المحلية .. ولكن هل يكفي ذلك ليواصل الفريق مغامرته في دوري الأبطال؟!.

قد يكون العبور إلى نصف النهائي أمراً ممكناً لرجال الإمارة عقب التغلب خارج ملعبهم على دورتموند 3-2 ولكن مع الأداء الدفاعي المهتز جداً للفريق والذي جعله يتلقى 15 هدفاً في 9 مباريات بمتوسط 1.6 هدف في المباراة الواحدة فأصبح بذلك الفريق صاحب أضعف دفاع من بين الفرق المتأهلة إلى ربع نهائي البطولة، وكان موناكو قد انهار أمام باريس سان جيرمان في نهائي كأس الرابطة الفرنسي عندما سقط 4-1 وهذا معناه أن رجال المدرب البرتغالي جارديم الذي يتألقون هجومياً سيواجهون مخاطر جمة في المباريات المقبلة بسبب الضعف الدفاعي الواضح خاصة على صعيد التمركز في الكرات العرضية وهو الضعف الذي كلف فريق الإمارة تلقي هدفين أمام دورتموند فبقي هناك بصيص من الأمل للفريق الألماني سيجعله يقاتل بشراسة في لقاء الإياب الأسبوع القادم.

 4 - رونالدو خارج المنافسة .. مجدداً يثبت كريستيانو رونالدو أنه الأهم في ريال مدريد، فعلى الرغم من أن بايرن ميونيخ كان هو الأفضل في الشوط الأول والأكثر سيطرة والمتقدم، كما أن مهاجم ريال في اللقاء الفرنسي كريم بنزيمة كان في أسوأ حالاته بعد أن أخطأ التصرف في العديد من الفرص التي سنحت له داخل منطقة جزاء البايرن .. رونالدو وبنجاعة تهديفية واضحة مكنته من استغلال الفرصتين اللتين سنحتا له على المرمى تمكن من قلب النتيجة تماماً واقتناص فوز وضع ريال على أعتاب نصف النهائي.

رونالدو بهدفيه في بايرن أصبح أول لاعب في التاريخ يحرز 100 هدف في جميع المسابقات الأوروبية للأندية بما في ذلك أهدافه في الأدوار التأهيلية للبطولات الأوروبية المختلفة.

"CR7" في البطولة الحالية خاض جميع مباريات ريال مدريد بمجموع دقائق بلغ 810 دقيقة سجل خلالها 4 أهداف وقام بـ 47 محاولة هجومية على المرمى وأهدى 6 تمريرات حاسمة لزملائه. 

5 - دوري الأبطال يحتاج إلى الإعادة التلفزيونية .. يوماً بعد الآخر تثبت أخطاء الحكام في دوري أبطال أوروبا المسابقة الأهم على صعيد بطولات الأندية في العالم أجمع أن بطولة بهذا الحجم أصبحت تحتاج إلى اعتماد الإعادة التلفزيونية لتعديل العديد من القرارات الخاطئة والمؤثرة في نتائج مباريات هامة ومصيرية.

مساء الأربعاء احتسب الحكم الإيطالي نيكولا ريزولي ركلة جزاء لا وجود لها بعد أن اعتقد أن تصويبة ريبيري اصطدمت بيد كارباخال مدافع الريال في الوقت التي كانت الكرة قد ارتدت من صدر اللاعب بشكل واضح، وفي إطار مباريات اليوم ذاته أثبتت الإعادة التلفزيونية أن ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم السويدي جوناس إريكسون على لاعب وسط ليستر ألبرايتون لصالح مهاجم أتلتيكو غريزمان مشكوك في صحتها، إذ أن المهاجم الفرنسي تمت عرقلته خارج منطقة الجزاء، وهي الركلة التي أحرز منها هدف المباراة الوحيد.

وفي النهاية شهد ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال تسجيل 12 هدفاً أحرزت من خلال 105 محاولة على المرمى قام بها لاعبوا الفرق الثمانية، وكانت مباراة بايرن وريال هي الأغزر من حيث عدد المحاولات على المرميين بواقع 33 محاولة هجومية فيما كان لقاء أتلتيكو وليستر هو الأقل في عدد المحاولات على المرميين بواقع 21، علماً بأن مواجهة العملاق البافاري والملكي شهدت 15 تسديدة على المرميين أحرزت منها الأهداف الثلاثة في اللقاء فيما شهدت مواجهة ليستر 4 تسديدات بين القائمين والعارضة فقط.