هيغواين-ديبالا..صراع أرجنتيني في قمّة إيطالية
ستكون النكهة الأرجنتينية طاغية على الموقعة المرتقبة بين يوفنتوس بطل المواسم الأربعة الأخيرة وضيفه نابولي الحالم بلقبه الأول منذ 1990، وذلك عندما يتواجهان اليوم السبت في المرحلة الخامسة والعشرين من الدوري الإيطالي لكرة القدم.
وتتجه الأنظار في هذه الموقعة التي سيسعى من خلالها يوفنتوس إلى الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور لكي يزيح نابولي عن الصدارة، إلى المواجهة بين نجمي الدوري لهذا الموسم الأرجنتينيين باولو ديبالا وغونزالو هيغواين.
وقد يكون ديبالا (22 عاماً) بعيداً بأهدافه الـ13 عن مواطنه هيغواين الذي يسير بثبات نحو تحطيم الرقم القياسي من حيث عدد الأهداف في موسم واحد (35) والمسجل باسم مهاجم ميلان السويدي غونار نوردال عام 1950 بعد أن رفع رصيده إلى 24 هدفاً في 24 مباراة حتى الآن ما ساهم بشكل أساسي بتواجد نابولي في الصدارة، لكن التأثير الذي تركه المهاجم الشاب على حملة يوفنتوس لا يقل أهمية على الإطلاق.
ولعب ديبالا، القادم هذا الموسم من باليرمو، دوراً حاسماً في انتفاضة يوفنتوس الذي استهل الموسم بشكل مخيب للغاية لكنه انتفض بعدها وحقق 14 انتصاراً متتالياً وأصبح على بعد 3 انتصارات من الرقم القياسي المسجل باسم إنتر، ما سمح له بالعودة من بعيد والتواجد حالياً على بعد نقطتين من نابولي.
وترتدي مواجهة السبت أهمية كبرى للفريقين لأنها قد تكون مفصلية في الصراع على اللقب، وبالتالي سيسعى كل من يوفنتوس ونابولي، القادم من 8 انتصارات متتالية للمرة الأولى في تاريخه، إلى تجنب الهزيمة على أقله وهذا ما ألمح اليه القائد جانلويجي بوفون قائلاً: "التعادل سيكون نتيجة مرحباً بها".
ما هو مؤكد أنه وبعمر الثانية والعشرين فقط أنسى ديبالا وفي غضون ستة أشهر جماهير فريق "السيدة العجوز" هدافه السابق مواطنه كارلوس تيفيز.
لقد أثبت ديبالا أنه خير خلف لتيفيز، العائد إلى بلاده الصيف الماضي بعد موسمين في "سيري أ" سجل خلالهما 19 و20 هدفاً على التوالي.
وبعد نحو سبعة أشهر بألوان "بيانكونيري"، فرض ديبالا نفسه من أبرز لاعبي الدوري الإيطالي رغم أنه لم يستهل الموسم أساسياً، إذ انتظر أسابيع ليحصل على ثقة المدرب ماسيميليانو أليغري الذي لم يعتبره جاهزاً للعب دوره.
تأسف ماوريتسيو تسامباريني، الرئيس الجدلي لباليرمو، من رؤية ديبالا احتياطياً، فقال غاضباً: "ديبالا هو كرة القدم، وليس أليغري".
لكن مدرب حامل لقب الدوري الإيطالي قاد سفينته بهدوء وصبر قبل الدفع بنجمه القادم بمبلغ كبير بلغ 40 مليون يورو.
أقر ديبالا مؤخراً بأن حاجته لوقت كي يتأقلم كانت ضرورية: "لقد غيرت طباعي، لقد نضجت من ناحية شخصية وذهنية. في يوفنتوس، لا تجد سوى أسود جائعة تريد استعادة الكرة فور فقدانها، ولا تمنح خصومها فرصة التقاط أنفاسها".
وتابع: "يجب أن أتحسن بعد، لكن على الأقل لم نعد نتكلم الآن عن سعري وبات بإمكاني اللعب أكثر بهدوء".
النتيجة مذهلة، فمنذ تشرين الثاني/نوفمبر صعد ديبالا بسرعة صاروخية وبات أسلوب المهاجم الكامل وغير المتوقع يشكل مزيجاً بين مواطنيه تيفيز وسيرخيو أغويرو ويلحق ضرراً بالغاً في دفاعات الدوري الإيطالي، كما تسبب بتهميش الإسباني ألفارو موراتا بسبب مهاراته ومراوغاته.
"يتميز باولو بتعطشه الكبير لتحقيق الأهداف التي يضعها لنفسه"، هذا ما قاله أليغري عن نجمه الأرجنتيني الذي أثار اعجاب المدافع الدولي السابق والمدرب الحالي فابيو كانافارو، اللاعب الذي دافع عن ألوان نابولي ويوفنتوس، إذ قال الخميس في حديث لصحيفة "غازيتا ديلو سبورت": "نابولي في قلبي لكن هناك عدد قليل من اللاعبين الذين يرقصون أمام منطقة الجزاء بالقدر الذي يفعله ديبالا. إنه يعرف كيف يؤذي الفرق الأخرى".
وواصل: "عندما يركض في المساحات، سيعاني (لاعب وسط نابولي) جورجينيو المطالب بالحذر الشديد".
ويبقى على ديبالا أن يسحب تألقه إلى الساحة الأوروبية، إذ لم يسجل بعد في دوري أبطال أوروبا وستكون الفرصة سانحة أمامه لافتتاح باكورته في 23 الحالي عندما يتواجه يوفنتوس على أرضه مع بايرن ميونيخ الألماني في ذهاب الدور الثاني.
هيغواين.. ماكينة هجومية
وفي المعسكر الأزرق، يعيش هيغواين الذي صنفه مدربه ماوريتسيو ساري بـ"أفضل قلب هجوم في العالم"، أفضل مواسمه على الإطلاق وقد جعل أنصار نابولي يحلمون بإحراز السكوديتو للمرة الثالثة في التاريخ والأولى منذ 26 عاماً عندما قاد أرجنتيني آخر هو دييغو أرماندو مارادونا الفريق الجنوبي إلى لقب الدوري الإيطالي.
ويتصدر هيغواين ترتيب الهدافين برصيد 24 هدفاً من 24 مباراة وبفارق 11 هدفاً أمام ديبالا، ما يجعله مرشحاً لتحطيم رقم نوردال والتفوق على ما حققه لوكا طوني الذي كان اللاعب الأقرب في الموسم الأخيرة للوصول إلى رقم مهاجم ميلان السابق لكن عداده توقف عند 31 هدفاً عام 2006.
لكن الأهم من الأهداف التي يسجلها هيغواين بالنسبة إلى أنصار النادي الجنوبي أنهم بدأوا يحلمون برفع اللقب للمرة الأولى منذ عام 1990 عندما منحهم مارادونا اللقب الثاني في تاريخ النادي بعد الأول عام 1987.
وكان هناك إمكانية أن تكون الأهداف التي سجلها هيغواين هذا الموسم في مرمى الأندية الانكليزي عوضاً عن الإيطالية لأن علاقة الحب التي تربطه بنابولي كادت أن تنتهي في آواخر الموسم الماضي بعد إضاعته ركلة جزاء في المرحلة الأخيرة ضد لاتسيو حرمت فريقه من بلوغ دوري أبطال أوروبا، فصب الجمهور جام غضبه عليه.
بيد أن قدوم المدرب الجديد ماوريتسيو ساري بدلاً من الإسباني رافايل بينيتيز، ساهم في اعادة الثقة إلى المهاجم الدولي الارجنتيني الذي تخطى عدد الأهداف التي سجلها في موسمين كاملين (17 و18 هدفاً في الموسمين الأخرين) وهو يعترف بذلك بقوله "أدين بالكثير إلى ساري بفضل النجاحات التي أحققها مؤخراً على أرضية الملعب".
ولا يفوت المدرب فرصة للإشادة بمهاجمه: "سيفوز بالكرة الذهبية في المستقبل، في الوقت الحالي هو أفضل قلب هجوم في العالم".