"الملك" توتي لم يفقد سحره رغم وصوله إلى الأربعين
يحتفل توتي الثلاثاء بعيد ميلاده الأربعين ورغم ذلك ما زال لاعب الفريق الواحد الذي يخوض موسمه الخامس والعشرين مع روما والاخير على الارجح، يتمتع بالقدرة على امتاع الجماهير عندما تسنح له الفرصة.
ومكانة توتي في تاريخ الكرة الإيطالية والأوروبية يعترف بها "الاعداء" قبل الاصدقاء ومن بينهم مدرب تورينو الصربي سينيسا ميهايلوفيتش الذي اسقط "الملك" ورفاقه الأحد في الدوري المحلي (1-3).
وتحدث مهايلوفيتش عن توتي الذي سجّل هدف فريقه الوحيد في لقاء الاحد، قائلاً: "بالنسبة لي انه افضل لاعب في إيطاليا خلال الأعوام الـ25 الأخيرة. انه احد أفضل اللاعبين في التاريخ. من المذهل رؤية ما باستطاعته القيام به مع الكرة حتى الآن".
الفتى الذي أضحى ملكاً
وبعدما عرف بـ"الفتى الذهبي" خلال بداياته الكروية، اكتسب توتي لقب "ملك روما" عن جدارة بفضل ما قدمه خلال الأعوام الطويلة رغم فشل فريقه في المنافسة على الألقاب بالقدر الذي يتمناه.
مضت 23 سنة على المباراة الأولى لتوتي بقميص روما حين دخل في الدقائق الأخيرة من المباراة ضد بريشيا (2-0) في آذار/مارس 1993، لكن شيئاً لم يتغير بالنسبة لهذا اللاعب الذي ما زال بإمكانه تحقيق الفارق رغم التقدم في العمر.
الهدف الذي سجّله توتي من ركلة جزاء يوم الاحد يظهر مقدرة هذا اللاعب على التطور والتأقلم مع التحديات المتغيرة في اللعبة ويؤكد أنه "امثولة بالنسبة لنا جميعاً وشخص نتطلع اليه جميعنا" بحسب نجم البرتغال وريال مدريد الإسباني كريستيانو رونالدو الذي أشاد بتوتي في شباط/فبراير الماضي عشية لقاء النادي الملكي وممثل العاصمة الايطالية في مسابقة دوري أبطال أوروبا.
وتابع رونالدو: "اذا تمكن المرء من اللعب بالمستوى الذي يلعب به، فهذا أمر جيد له، لكرة القدم وللأطفال أيضاً لأننا نظهر لهم بانه لا حدود لكرة القدم".
قائد تاريخي ولقب مفقود
عندما ورث توتي شارة قائد الفريق من المدافع البرازيلي الداير بقيادة المدرب التشيكي زدينيك زيمان عام 1998، كان يبحث عن تحدي الارتقاء بالفريق وقد نجح في الوصول الى هدفه لأنه تمكن بعدها بعامين من قيادته الى لقب الدوري (2001).
صحيح ان روما لم يفز باللقب منذ حينها، لكن توتي واصل خطف انفاس المشجعين والفرق المنافسة على حد سواء بمهاراته الرائعة واهدافه التي وصلت الاحد الى الرقم 250 في الدوري بعدما سجّل ركلة الجزاء في مرمى الحارس الانكليزي لتورينو جو هارت.
توتي الذي أصبح قبل عامين وبعد 3 ايام من احتفاله بعيد ميلاده الـ38 اكبر لاعب يسجل هدفا في مسابقة دوري ابطال اوروبا، ليس بالقائد العادي على الاطلاق انه ايقونة ورمز روما وسيكون من الصعب على مشجعي "جالوروسي" التأقلم مع فكرة عدم رؤيته في الملعب وحتى على مقاعد البدلاء.
آلة زمان
وحتى ان سباليتي الذي اصر في اكثر من مناسبة على ان توتي هو "واحد من بين العديد من لاعبي روما"، اضطر الاسبوع الماضي الى الاعتراف بقيمة "الملك" الذي دخل الاسبوع كبديل في المباراة امام سمبدوريا وساهم بفوز فريقه بتمريره كرة حاسمة للبوسني ادين دزيكو قبل ان يسجّل بنفسه أيضاً (3-2).
وقالت سباليتي بعد المباراة: "أريد اربعة او خمسة توتي في هذا الفريق. اذا لم اشركه يغضب الناس مني لكني اريد انتاج لاعب اخر مثله. لاعب كبير واحد لا يكفي".
وكعادته، ركض توتي بعد التسجيل ضد سمبدوريا من ركلة جزاء نحو المنصة الجنوبية "كورفا سود" حيث يتواجد دائما اشد المشجعين تعصباً لنادي العاصمة واحتفل مع زملائه ثم اعترف بعد المباراة بانها "المرة الاولى التي اشعر فيها بالخوف خلال تنفيذي ركلة جزاء"، مضيفاً: "لا يمكنك ابداً ان تخفق تحت كورفا".
وفي ما يتحضر زملاء توتي للاحتفال بميلاده الأربعين، سيبقى "الملك" الذي خاض الاربعاء الماضي ضد كروتوني (4-0) مباراته الاولى في الدوري كأساسي منذ ايلول/سبتمبر 2015، يذكر جمهور فريق العاصمة والفرق المنافسة ايضا بالإرث الذي تركه في عالم الكرة المستديرة.
وسيحضر سباليتي الاحتفال بعيد ميلاد توتي لكنه لن يمكث طويلاً لأن "باقي الفريق لن يكون سعيداً بقدومي"، مؤكداً بخصوص القائد: "ليس باستطاعتي شراء آلة لإعادة الزمان الى الوراء لكن هذا (التفكير بهذه المسألة) يظهر رأيي به".
لن يكون توتي اللاعب الأربعيني الوحيد في تاريخ الدوري الإيطالي، فالقائد الاسطوري الاخر باولو مالديني خاض مباراته الاخيرة مع ميلان في الحادية والاربعين بعد ربع قرن مع الفريق اللومباردي.
وبقي اليساندرو كوستاكورتا (ميلان) حتى الحادية والاربعين أيضاً والارجنتيني خافيير زانيتي حتى الاربعين (19 موسماً مع انتر)، على غرار الحارس دينو زوف وبييترو فييركوود.