ريو 2016: صربيا، حاجز أخير أمام عمالقة الـ"NBA"
عمالقة الولايات المتحدة أمام موعد ختامي ضد الصرب لإحراز الميدالية الأولمبية الخامسة عشرة في تاريخهم.
سيكون المنتخب الأميركي أمام فرصة إحراز ذهبية مسابقة كرة السلة للرجال للمرة الثالثة على التوالي والخامسة عشرة في تاريخه من أصل 18 مشاركة أولمبية، وذلك بعدما جدد تفوقه على نظيره الإسباني بالفوز عليه 82-76 الجمعة في الدور نصف النهائي لأولمبياد ريو 2016.
وكان المنتخب الأميركي وقف حائلاً بين نظيره الإسباني والذهبية الأولى له في مسابقة كرة السلة بعد أن تفوّق عليه في نهائي 1984 ثم 2008 و2012، وبالتالي كان بطل أوروبا يحلم بتحقيق ثأره وبلوغ النهائي للمرة الثالثة على التوالي إلاّ أنه سقط للمرة الـ12 من أصل 12 مواجهة جمعته بالأميركيين في هذه الألعاب.
وسيكتفي بطل العالم لعام 2006 بمحاولة الحصول على البرونزية وخوض مباراة المركز الثالث التي تجمعه بأستراليا التي منيت بهزيمة نكراء وخلافاً تماماً للتوقعات أمام صربيا بفارق 26 نقطة 61-87.
وسيحاول الأميركيون تجديد فوزهم على الصرب بعد أن تغلبوا عليهم 94-91 في الدور الأول، ورفع عدد انتصاراتهم إلى 43 على التوالي في البطولات وتحديداً منذ خسارتهم في الدور نصف النهائي لمونديال 2006 امام اليونان، من أجل الظفر باللقب للمرة الخامسة عشرة في تاريخهم.
أداء رائع لغاسول وتومسون
ومن المؤكد أنّ غاسول كان يمنّي النفس بتحقيق ثأره من أجل الوصول للنهائي ومحاولة الفوز بالميدالية الذهبية التي كانت ستشكل أفضل وداع له لأنّه في السادسة والثلاثين حالياً ومن المتوقع أن يسدل الستار على مسيرته الدولية.
وقدّم غاسول الذي يخوض الأولمبياد الرابع في مسيرته الرائعة التي قادته إلى لقب الدوري الأميركي مرتين مع لوس أنجليس ليكرز عامي 2009 و2010، أداءً رائعاً أمام الأميركيين بتسجيله 23 نقطة مع 8 متابعات وذلك في حين لم يتجاوز سوى واحد من زملائه حاجز العشر نقاط وهو سيرخيو رودريغيز الذي سجل 11 نقطة مع 5 تمريرات حاسمة.
ومن جهة المنتخب الأميركي الذي تبقى له مباراة واحدة قبل أن يودع مدربه الأسطوري مايك كرشيشفسكي، فتألق مجدداً كلاي تومسون بتسجيله 22 نقطة وأضاف كيفن دورانت 14 مع 8 متابعات وكايري إيرفينغ 13 مع 5 متابعات، فيما تألق دياندري جوردن بمتابعاته الـ16 التي أضاف إليها 9 نقاط.
تفوق أميركي محدود
وخلافاً لمعظم المباريات التي خاضتها في ريو، بدأت الولايات المتحدة اللقاء بطريقة جيدة وتقدمت 7-2 لكن باو غاسول قلصه إلى نقطتين 5-7 بتسجيله جميع النقاط الأولى لمنتخب بلاده ثم سجل رودي هرنانديز سلة استعراضية أبقى من خلالها الفارق نقطتين 7-9 قبل أن يبتعد حاملو اللقب مجدداً 14-7 و16-9.
واختتم كايل لاوري الربع بسلة ثلاثية في آخر 5 ثوان ليضع بلاده في المقدمة 26-17 بعد 10 دقائق تألق فيها غاسول بتسجيله 12 من نقاط بلاده الـ17.
ووسع الأميركيون الفارق إلى 10 نقاط في بداية الربع الثاني 30-20 مستفيدين من معاناة الإسبان في التسديد من خارج القوس إذ نجحوا في محاولة فقط وكانت من لاعب الارتكاز غاسول من أصل 9 محاولات.
وانتفض بعدها رجال المدرب الإيطالي سيرجيو سكاريوليو وقلصوا الفارق إلى 3 نقاط 30-33 بعد تسجيلهم 7 نقاط متتالية دون رد من المنافس آخرها رمية حرة لخوان كارلوس نافارو بعد خطأ فني على كيفن دورانت كان الثاني في اللقاء.
ونفذ تومسون رمية حرة مجدداً ثم أضاف ثلاثية اختتم بها الشوط الأول على نتيجة 45-39 لمصلحة بلاده.
غاسول يبقي إسبانيا في الأجواء
وبدأ تومسون الربع الثالث من حيث أنهى الثاني فسجل السلة الأولى لتبتعد الولايات المتحدة بفارق 8 نقاط 47-39 وكان بإمكانها أن توسعه بشكل أكبر لولا معاناتها عن خط الرميات الحرة إذ نجحت في 6 فقط من أصل 13 مع الوصول إلى آخر 6.20 دقائق من الربع.
ولعب غاسول دوراً حاسماً بإبقاء بلاده في أجواء اللقاء بتسجيله النقاط الستة الأولى وجميعها من متابعات هجومية لكن الولايات المتحدة نجحت رغم جهوده في خلق الفارق والابتعاد بفارق 11 نقطة اثر سلة استعراضية رائعة لدياندري جوردن بعد ثلاثية فاشلة لزميله تومسون، لتصبح النتيجة 61-50 قبل 3.44 دقائق على نهاية الربع.
وواصل غاسول تألقه بتسجيله 5 نقاط اضافية رفع بها رصيده إلى 23 مع نهاية الربع الثالث الذي اختتمه الأميركيون بسلة استعراضية أخرى لجوردن لتصبح النتيجة 66-57 ثم ضربوا بقوة في بداية الربع الأخير وابتعدوا بفارق 15 نقطة 72-57 بفضل 4 نقاط لكايل لاوري قبل أن يستفيق الإسبان الذين قلصوا الفارق إلى 9 نقاط 69-78 في اخر 2.38 دقيقة.
لكن رجال كرشيشفسكي عرفوا كيف يتعاملون مع المباراة في الثواني الحاسمة وحافظوا على فارق مريح نسبياً مع دخولهم الدقيقة الأخيرة.
أستراليا تنهار أمام صربيا
وفي المباراة الثانية، جاءت النتيجة مخالفة لجميع التوقعات ليس بسبب فوز صربيا وتأهلها إلى النهائي للمرة الأولى بصيغتها الحالية والثانية بعد 1992 حين خسرت يوغوسلافيا أمام منتخب الأحلام الثاني، بل بسبب انهيار أستراليا التي كانت ثاني أفضل منتخب في المسابقة حتى الآن قبل أن تتلقى خسارة مذلة في لقاء الجمعة حيث خسرت بفارق 26 نقطة.
وحسمت صربيا المباراة منذ الشوط الأول الذي انهته لمصلحتها 35-14 ثم وصل الفارق بين الفريقين إلى 30 نقطة في أوائل الربع الأخير 68-38 ثم 31 نقطة 76-45 مع انتصافه تقريياً، وذلك كان كافياً لأبطال العالم لعامي 1998 و2002 بقيادة مدربهم ألكسندر دجورجيفيتش الذي كان لاعباً في صفوف يوغوسلافيا خلال نهائي أتلانتا 1996، لحسم المباراة وحرمان أستراليا من النهائي الأول في تاريخها.
وتدين صربيا، وصيفة بطلة العالم لعام 2014 حين خسرت أمام منافستها المقبلة الولايات المتحدة، بفوزها الساحق إلى ميلوش تيودوسيتش الذي سجّل 22 نقطة وأضاف ستيفان ماركوفيتش 14 نقطة.
أمّا من ناحية أستراليا التي عانت الأمرين إن كان من خارج القوس حيث اختربت حظها في 31 مناسبها لكنها لم تنجح سوى 4 مرات، أو في المتابعات (30 مقابل 43 لصربيا)، فكان باتي ميلز وبروك موتوم الأفضل بـ13 نقطة لكل منهما.