ريو 2016- قوى: بولت "ابن الريح" يطير بجمايكا
توقفت حركة المواصلات، نزل الناس من سياراتهم وبدأوا بالتجمع في شوارع مليئة بالبرك المائية بعد أمطار غزيرة، لكن ليس مهماً بالنسبة إلى الجامايكيين، فبولت أحرز للتو ذهبية سباق 100 متر في الألعاب الأولمبية
ولم يؤثر الطقس الممطر والرطوبة الشديدة على الأنصار المتحمسين الذين ينتظرون جميعاً انتصار من وضع جامايكا في قلب ألعاب القوى العالمية منذ 8 أعوام.
وتشكلت تجمعات عفوية ملأت الساحات المركزية في مدن كينغستون ومنتيغو باي وفالموث على بعد كليومترات قليلة من المكان الذي توّج فيه بولت عام 2002 كأصغر بطل عالم لفئة الشباب في تاريخ ألعاب القوى.
وتوقفت حركة السير أيضاً في "سام شارب سكوير" في مونتيغو حيث عبرت الجماهير البحيرات الصغيرة المتشكلة من مياه الأمطار من أجل التركيز على شاشات عملاقة وضعت في المكان.
وقال تشارلي الذي كان يتابع السباق على إحدى هذه الشاشات "إنه الأفضل لا يستطيع التوقف عن الجري، عليه أن يستمر".
وغنت صونيا براون بلباس الفندق الذي تعمل فيه والدموع تنهمر على وجنتيها "أوساين، أوساين، أوساين.." مرفقة أغانيها بلحن من آلة فوفوزيلا بلاستيكية حمراء، وهي الآلة التي عرفت بكثرة عندما استضافت جنوب إفريقيا مونديال 2010.
وتعانق الجميع بحرارة رغم أن أكثرهم لا يعرف شيئاً عن الآخر، ولم يستطع أحد التشكيك بقدرة "ملك" سباقات السرعة على إكمال المهمة التي حددها لنفسه وهي أن يصبح أول رجل يحرز 3 ثلاثيات تاريخية في 100 و200 والتتابع 4 مرات 100 متر.
بلد السرعة
بالتأكيد، حبست الأنفاس لفترة وجيزة عندما عانى بولت بقامته الطويلة (1.98 متر) قليلاً بعد صافرة الانطلاق قبل أن تنفرج الأسارير عندما أطلق العنان لقدميه بعد أن قطع نحو 40 متر فتجاوز غريمه الأميركي جاستن غاتلين وأنهى السباق بسهولة في المقدمة.
وغزت صيحات الفرح كامل جامايكا، ويمكن القول بأن العيد قد بدأ.
وأعربت شيلا يول عن فرحتها قائلة "جامايكا بلد السرعة، نحن لدينا الرجل والسيدة الأسرع في العالم" في إشارة إلى بولت وإيلين طومسون التي أحرزت ذهبية 100 متر.
وتابعت "سنفوز أيضاً بسباقي 200 متر والتتابع 4 مرات 100 متر".
لكن البعض كان يريد من بولت أكثر مما حقق أمس، وأسف جويل كلارك الذي يؤكد أنه تنافس مع بولت في الجامعة، للزمن الذي سجل في نهائي 100 متر، فهو ممتاز جداً لكنه ليس ثورياً (9.81 ثوان).
وقال كلارك "أعتقد أنه كان في وسعه الجري بشكل أسرع بيد أن انطلاقته كانت سيئة وحدت من اندفاعته في النهاية. لكن الذهب هو الذهب، وهذا يحلو لي بالتأكيد".
ويرى كلارك أن سباق 200 متر سيكون بالطبع أسهل بالنسبة إلى عداء لم يهزم في سباق 100 متر الذي يتطلب سرعة فائقة. ستكون له الأفضلية في سباق أطول، و"هذا سباقه المفضل، سيكون قوياً ولن يكون تحت الضغط كما هي الحال في هذا السباق فضلاً عن أن المنافسة لن تكون بهذه الشدة".
وصاحت بعض الأصوات أسفاً على العداء الثاني يوهان بلايك الذي أنهى السباق في المركز الرابع وفوت فرصة إحراز برونزية ذهبت إلى الكندي أندريه دي غراس.
وحملت هذه الأصوات على الأميركي غاتلين، وقالت سيدني كلارك "يتعين على غاتلين أن يعتزل في الحال، لا يستطيع أن يهزم بولت، لا يستطيع إلا الكلام".