ريو 2016: جمهور "ناري" بمدرجات نصف ممتلئة
كان الجمهور البرازيلي "الناري" على الموعد في الأيام الأولى من الألعاب الأولمبية المقامة في ريو حتى 21 أب/أغسطس الحالي، لكن صخب المدرجات لا يعني بأنها ممتلئة بتاتاً.
في أولمبياد لندن 2012، بيعت جميع تذاكر مباريات كرة المضرب في "معبد" ويمبلدون الشهير لكن الأحد في ألعاب ريو 2016 كانت 25% من المدرجات التي تتسع لـ10 آلاف متفرج فارغة في المباراة التي خسرها الصربي نوفاك دجوكوفيتش المصنف أول عالمياً أمام الأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو.
لكن تشجيع الجمهور كان صاخباً كما لو أنّ المباراة كانت في مسابقة كأس ديفيس للمنتخبات.
ورغم خيبة الخروج من الدور الأول أشاد دجوكوفيتش بالجمهور، قائلاً بعد المباراة: "كان الأمر وكأني برازيلي!".
وأبدى أسطورة السباحة الأميركي مايكل فيلبس الإعجاب ذاته بالجمهور البرازيلي: "كانت (الأجواء) مجنونة! نسبة الحماس، التشجيع خلال السباق، لا أعلم إذا كنت سمعت أمراً مماثلاً في السابق!".
لكن وفي أمسية كبيرة لمنافسات السباحة التي شهدت سقوط ثلاثة أرقام قياسية، لم تكن المدرجات ممتلئة أيضاً بل وصلت النسبة بين 80 و90% بحسب مراسل وكالة فرانس برس، لكن السباحين، كما الحال بالنسبة للاعبي كرة المضرب، لم يتذمروا بسبب معرفتهم المسبقة بشعبية كرة القدم.
وفي منافسات القوس والنشاب التي أقيمت في "سامبودروم" حيث تستعرض مدارس السامبا مواهبها خلال كرنفال ريو الشهير، أقيمت مسابقة منتخبات الرجال أمام مدرجات شبه خالية ولم تصل نسبة الجمهور لـ80 أو 90% من قدرة استيعاب المدرجات إلا في الدور النهائي للمسابقة.
والوضع أسوأ بكثير بالنسبة للركبي لأنّ مباريات منتخبات السيدات من 7 لاعبات أقيمت في ملاعب لم يصل فيها الحضور الجماهيري إلى نصف سعة المدرجات، وفي أفضل الأحوال كانت نصف ممتلئة.
وفي الفروسية، هذه الرياضة التي تمارسها النخب المجتمعية في البرازيل ولا مكان فيها للفقراء، فشتان بين ألعاب لندن 2012 وريو 2016 لأن مسابقات هذه الرياضة أقيمت قبل 4 أعوام أمام حشد جماهيري كبير، في حين أنّ مدرجات "ديودورو" كانت شبه مهجورة.
وحتى في رياضة شعبية جداً في البرازيل مثل الكرة الطائرة حيث يبدو المنتخب الوطني مرشحاً بقوة للذهب، فالحضور الجماهيري لم يصل إلى 75%، والأمر ذاته ينطبق على لعبة كرة السلة.
بولت يناشد البرازيليين
ناشد العداء الجامايكي بولت مشجعيه أن يأتوا لمشاهدته يصنع التاريخ وذلك عبر صفحته على موقع تويتر حيث كتب الأحد: "خمسة أيام تفصلنا عن بداية مسابقات المضمار والميدان، احصلوا على تذاكركم" وأرفق التغريدة بمقطع فيديو قال فيه: "أنا هنا في ريو استعد لصناعة التاريخ، احصلوا على تذاكركم وتعالوا لمشاهدتي أصنع التاريخ، سيكون الأمر رائعاً".
وما يثير القلق بالنسبة للجنة المنظمة والمسؤولين البرازيليين أنّه لا تزال توجد بطاقات للسباقين المهمين في ألعاب القوى 100 و200 م، وهذا الأمر نادر جداً في الألعاب الأولمبية.
مشكلة قابلة للحل
لكن المسؤولين أكدوا الإثنين أن نسبة بيع التذاكر ارتفعت إلى 84%، وذلك بحسب مسؤول المبيعات في اللجنة المنظمة لألعاب ريو 2016 دونوفان فيريتي الذي قال: "الأحد كان أفضل يوم حتى الآن. لقد بعنا 495 ألف تذكرة، صباح اليوم (الإثنين) بعنا 287 ألف تذكرة والنسبة الأكبر منها لمشجعين من أميركا الجنوبية، خصوصاً من الأرجنتين وتشيلي".