مواجهات أفريقية خالدة في تاريخ المونديال – 1
تاريخ طويل وناصع من المشاركات الأفريقية المتميزة في نهائيات كأس العالم نستكشف أهم ملامحه في السطور التالية.
أحمد النفيلي
منذ أن حمل المنتخب المصري على عاتقه تمثيل قارة أفريقيا للمرة الأولى في نهائيات كأس العالم عام 1934 في إيطالياً وحتى النسخة الأخيرة للمونديال عام 2014 التي شهدت مشاركة منتخبات الجزائر ونيجيريا والكاميرون وغانا وكوت ديفوار، حفلت بطولات كأس العالم في نسخها العشرين الماضية بالعديد من المواجهات التاريخية للمنتخبات الأفريقية التي شهدت مفاجآت كبرى أذهلت العالم وقتها.
127 مباراة خاضتها المنتخبات الأفريقية في المونديال منذ مباراة مصر والمجر التي أقيمت في الدور الأول من نهائيات إيطاليا عام 1934 والتي انتهت بفوز المنتخب المجري بأربعة أهداف مقابل هدفين وحتى مباراة الجزائر الرائعة أمام ألمانيا في نهائيات كأس العالم عام 2014 والتي انتهت بفوز الماكينات الألمانية (2-1)، مشوار طويل قطعته المنتخبات الأفريقية في نهائيات كأس العالم أثمر عن مواجهات لا تنسى ونتائج سُطرت بأحرف من نور في تاريخ المونديال نتحدث عنها فيما يلي.
- أكثر منتخب أفريقي خاض مباريات في نهائيات كأس العالم هو المنتخب الكاميروني برصيد 23 مباراة.
- أكثر منتخب أفريقي حقق انتصارات في نهائيات كأس العالم هو المنتخب النيجيري برصيد 5 انتصارات.
- المنتخب الكاميروني هو أكثر المنتخبات الأفريقية تأهلاً لنهائيات كأس العالم حيث تواجد في 7 نهائيات.
1 بلغاريا – المغرب (المجموعة الرابعة في نهائيات كأس العالم 1970)
أهمية هذا المباراة أنها شهدت حصد القارة الأفريقية لأول نقطة في تاريخها المونديالي على الإطلاق وذلك عقب تعادل منتخب أسود الأطلس مع نظيره البلغاري في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الرابعة (1-1)، وقتها تقدم المنتخب البلغاري بهدف في الدقيقة 40 قبل أن يتعادل موهوب الغزواني للمنتخب المغربي في الدقيقة 60.
2 تونس – المكسيك (المجموعة الثانية في نهائيات كأس العالم 1978)
هي مواجهة تاريخية بكل معنى الكلمة ليس لتونس فقط بل للمنتخبات العربية والأفريقية على حد سواء، إذ أن نسور قرطاج وقتها حققوا الفوز العربي والأفريقي الأول بتغلبهم على المنتخب المكسيكي (3-1) ضمن المجموعة الثانية أحرز أهداف تونس في هذا اللقاء التاريخي علي كعبي ونجيب غميض والمختار ذويب، وحصد المنتخب التونس أول نقطتين في تاريخه المونديالي.
3 الجزائر – ألمانيا الغربية ( المجموعة الثانية في نهائيات كأس العالم 1982)
كانت المشاركة الأولى في تاريخ محاربي الصحراء، فيما دخل منتخب ألمانيا الغربية المونديال الإسباني مدججاً بأسلحته القوية كأحد أبرز المنتخبات المرشحة للقب البطولة، إلا أن النتيجة كان لها وقع الصدمة على الماكينات بعد أن تمكن المنتخب الجزائري من الفوز بالمباراة بهدفين مقابل هدف، في واحدة من أقوى وأروع مباريات المنتخبات الأفريقية في المونديال يومها افتتح مدرب المنتخب الجزائري الحالي رابح مادجر التسجيل للجزائر في الدقيقة 54 قبل أن تتعادل ألمانيا عن طريق نجمها كارل هاينز رومينيغه في الدقيقة 68، وبعد دقيقة واحدة فقط أعاد لخضر بلومي أسطورة الكرة الجزائرية بلاده إلى المقدمة بإحرازه الهدف الثاني.
4 البرتغال – المغرب ( المجموعة السادسة في نهائيات كأس العالم 1986)
سيظل التاريخ شاهداً على واحدة من أهم مباريات المنتخبات الأفريقية على مدار تاريخ نهائيات كأس العالم تلك التي أقيمت بين البرتغال والمغرب في الحادي عشر من حزيران/يونيو عام 1986 والتي انتهت بفوز أسود الأطلس بثلاثة أهداف مقابل هدف، أحرز أهداف المغرب، عبد الرازق خيري في الدقيقتين 19 و28 فيما سجل كاريمو الهدف الثالث في الدقيقة 62.
قيمة الانتصار وقتها أنه صعد بالمنتخب المغربي إلى صدارة المجموعة برصيد 4 نقاط "على كل من إنكلترا وبولندا والبرتغال) فكانت المرة الأولى في تاريخ أي منتخب أفريقي التي يتصدر فيها مجموعته في المونديال والمرة الأولى أيضاً التي ينجح فيها أبناء القارة السمراء في الولوج إلى الدور ثمن النهائي.
5 الكاميرون – الأرجنتين ( المجموعة الثانية في نهائيات كأس العالم عام 1990)
يوم أفريقي خالد في تاريخ المونديال عندما شهد افتتاح نسخة عام 1990 في إيطاليا مفاجأة زلزلت عالم الساحرة المستديرة وقتها عندما تمكن المنتخب الكاميروني المغمور من الفوز على الأرجنتين في المواجهة الافتتاحية لكأس العالم بهدف دون رد في حضور جميع نجوم المنتخب الأرجنتيني حامل اللقب يتقدمهم الأسطورة دييغو مارادونا، وأحرز هدف اللقاء التاريخي، المهاجم الصاعد وقتها فرانسوا أومام-بييك من ضربة رأس أسكنها الشباك فانفجرت الفرحة في ربوع القارة السمراء.
6 الكاميرون – رومانيا (المجموعة الثانية في نهائيات كأس العالم عام 1990)
زأرت الأسود الكاميرونية بقوة في مونديال إيطاليا، فبعد فوزها على حامل اللقب، تجرأت على إحدى القوى الأوروبية في ذاك الوقت وهو المنتخب الروماني حيث قاد الأسد الكاميروني العجوز روجيه ميلا (38 عاماً آنذاك ) منتخب بلاده للفوز الثاني على التوالي بإحرازه هدفين في الدقيقتين 76 و86 فيما سجل الرومانيون هدفاً في الدقيقة 88.
أهمية فوز المنتخب الكاميروني وقتها أنه كان أول منتخب أفريقي يحقق فوزين متتاليين في تاريخ المونديال كما كان ميلا ثالث لاعب أفريقي يسجل ثنائية في مباراة واحدة بعد المصري عبد الرحمن فوزي والمغربي عبد الرزاق خيري، كما أنها كانت المرة الثانية بعد المغرب التي يتصدر فيها منتخب أفريقي مجموعته في المونديال.
7 الكاميرون – كولومبيا (ثمن نهائي كأس العالم عام 1990)
واصل المنتخب الكاميروني تسطيره للمفاجآت المذهلة في مونديال 1990 فمجدداً تعملق الفريق بشكل مذهل ومثير للإعجاب وكانت هذه المرة أمام كولومبيا في ثمن نهائي البطولة ويومها مالت كفة الترشيحات لصالح المنتخب الأميركي الجنوبي الذي كان يعج بالنجوم أبرزهم ساحر أميركا الجنوبية وأبرز لاعبيها في ذاك الوقت كارلوس فالديراما، إلا أن قطار الانتصارات الأفريقية كان قد انطلق دون توقف فتمكن المحنك ميلا مجدداً من تسجيل هدفين مباغتين في شباك الحارس الشهير رينيه هيغيتا في الدقيقتين 106 و109 لتفوز الكاميرون (2-1) وتحلق إلى ربع النهائي محققة أرقام قياسية لم تمحى حتى الآن.
إذ كان المنتخب الكاميروني هو أول منتخب أفريقي يتأهل إلى ربع النهائي كما أصبح ميلا وقتها هو هداف اللاعبين الأفارقة في مونديال واحد برصيد 4 أهداف، كما كان هداف الأفارقة بشكل عام، قبل أن يكسر هذا الرقم جيان أساموا في مونديال 2014 بعد أن وصل إلى رقم 6 أهداف، والأهم من ذلك فقد أصبح المنتخب الكاميروني هو أول منتخب أفريقي يحقق 3 انتصارات في مونديال واحد وهو رقم لم يمحى حتى الآن.
8 نيجيريا – بلغاريا ( المجموعة الرابعة في مونديال 1994)
حلقت النسور النيجيرية بقوة في مونديال أميركا عام 1994 وضربت بشراسة في المباراة الأولى لها في المجموعة بالفوز على بلغاريا التي كانت قد أطاحت بالديكة الفرنسية من التصفيات بثلاثة أهداف دون رد تناوب على إحرازها كل من رشيدي ياكيني في الدقيقة 21 ودانييل أموكاشي في الدقيقة 43 وإيمانويل أمونيكي في الدقيقة 55، وأهمية هذا الفوز أنه منح ثقة كبيرة للمنتخب النيجيري ففاز على اليونان في الجولة الثالثة (2-0) وتصدر النسور مجموعتهم في طريقهم إلى ثمن النهائي.
9 نيجيريا – إسبانيا ( المجموعة الرابعة مونديال 1998)
سجل المنتخب النيجيري كعادته انطلاقة رائعة في كأس العالم عندما تمكن من دك حصون المنتخب الإسباني في افتتاح مباريات المجموعة الرابعة بثلاثة أهداف مقابل هدفين وقلب وقتها النيجيريون تخلفهم بهدف في الدقيقة 21 إلى تعادل سريع عن طريق موتيو أديبوجو في الدقيقة 24 ثم تقدم المنتخب الإسباني مرة أخرى عن طريق راؤول في الدقيقة 47 قبل أن يعادل غاربا لاوال النتيجة في الدقيقة 73 ثم أطلق صنداي أوليسيه صاروخاً مزق الشباك الإسبانية في الدقيقة 78، وهي المرة الأولى في تاريخ المنتخبات الأفريقية التي ينجح فيها منتخب أفريقي في التعادل مرتين في مباراة واحدة ثم يخرج فائزاً.
وموعدنا غداً مع الحلقة الثانية لنتعرف على مفاجأة السنغال المدوية في نهائيات كأس العالم عام 2002 وكيف أذهل المنتخب الغاني العالم في مونديال 2010 قبل أن نتعرض للمشاركة التاريخية لمحاربي الصحراء في مونديال 2014.