كيف غيّرت المواي تاي حياة المقاتل الداغستاني ألافيردي رامازانوف؟
غداً الجمعة، ينطلق أول عروض بطولة "ون" للفنون القتالية في حلبة لومبيني الأسطورية تحت إسم ONE Friday Fights 1 وذلك عند الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر.
الحدث الرئيسي للعرض سيجمع بين الداغستاني ألافيردي رامازانوف والأسطورة التيلاندية بطل العالم في المواي تاي لوزن الديك نونغو غايانغاداو على لقب الأخير.
رامازانوف، الذي فاز في نزاليه الأخيرين على بطلين تايلانديين، كافح لسنوات طويلة قبل أن يرسخ نفسه كواحد من أكثر المهاجمين إثارة على الحلبة، وعاش طفولة متواضعة في داغستان قبل أن تقفز به رياضة المواي تاي إلى القمة.
رامازانوف: الطفولة في داغستان
وُلد رامازانوف في كيزليار في داغستان، روسيا، حيث نشأ جنبا إلى جنب مع شقيقاته الأربع وعاش طفولة خالية من الهموم.
كان والده صارماً للغاية بخصوص تعليمه. حلم أن يصبح ابنه طبيب أعصاب أو أسنان، لكن افتقار رمازانوف إلى التركيز في المدرسة بدد كل تلك الأحلام والتوقعات.
الرياضة كانت خياراً آخر للفتى الداغستاني. في سنّ التاسعة، دخل نادي ملاكمة بهدف تعلّم القليل من الانضباط، لكنه سرعان ما ترك النادي. أراد الفتى تجربة المصارعة بدلاً من الملاكمة، لكن والده منعه من ممارستها.
شرح رمازانوف سبب عدم ممارسته للملاكمة: "قال المدرب إنني كنت صغيراً جداً على الملاكمة ونصح والدي بأن يضعني في كرة سلة أو نادٍ لكرة القدم حتى أبلغ 12 عاماً".
كان يكره لعب كرة السلة مثلما أكد في تصريح له: "كنت أفعل ذلك من أجل والدي. لم أتقن لعب كرة السلة، كنت أكرهها".
انتظر ابن مدينة كيزليار العمر المناسب لارتداء قفازات الملاكمة لأول مرة، لكن الأمر لم يتحقق: "بلغت الثانية عشرة من عمري، لكنني لم أنضم إلى أي مدرسة مصارعة أو ملاكمة".
انجذاب رامازانوف نحو المواي تاي
خاض رامازانوف تجربة ممارسة الملاكمة التايلاندية (المواي تاي) ليقع على الفور في عشق هذه الرياضة، ويقول: "أحضرني صديقي إلى أحد الفصول. أصبحت أرتاد صالة الألعاب الرياضية بشكل يومي".
أعجب ألافيردي بمدرب سابق يدعى إبراهيم حيديروف، لأنه كان يعلمهم إلى جانب مهارات القتال بعض القيم المهمة في الحياة.
أشاد البطل الداغستاني بالمدرب: "كان أكثر من مدرب رائع، كان والدنا الثاني..غرس فينا الانضباط، وكان يردد أننا يجب أن نكون أبطالا داخل وخارج الحلبة. ساعدتني الرياضة على النمو والمبادرة والبقاء إيجابيا".
في البداية، دخل رامازانوف الحلبة كمقاتل هاوٍ، لكنه لم يحقق نجاحا يذكر، ويعترف بذلك دون خجل: "تعرضت لهزائم كثيرة في معاركي الأولى، ربما خسرت ست أو سبع نزالات للهواة على التوالي".
على الرغم من نكساته، لم يستسلم بل استمر في تطوير آدائه حتى فاز بالميدالية الذهبية في بطولة إقليمية. ثم توج في سن 16 عاما ببطولة روسيا، ما جعله ينضمم إلى المنتخب الوطني. هناك، فاز بثلاث بطولات عالمية للاتحاد الدولي للمواي تاي (IFMA).
أوقات عصيبة في تايلاند
أصبح رامازانوف محترفًا في سن 18 عاماً واستمر في نجاحه، لكنه تطلع إلى طريقة للارتقاء بمهاراته إلى مستوى أعلى حتى يتمكن من التنافس مع أفضل الرياضيين على هذا الكوكب.
لتحقيق رغبته تلك، كان عليه أن يسافر إلى تايلاند معقل "فن الأطراف الثمانية" ويتدرب هناك. لم يكن الأمر هيّن في البداية لأنه واجه صعوبات في العثور على ناد جيد ومدربين أكفاء.
يقول: "لم تكن لدي خارطة طريق مهنية، ولم أكن أعرف ما هي الأبواب التي يجب أن أطرقها. تجولت في معسكرات مختلفة، في محاولة للعثور على فريق مثالي ومدربين جيدين".
عاش الروسي وقتا عصيبا، قبل أن يقوده صديقه ذات يوم إلى فريق "فينوم" في باتايا. هناك في ناديه الجديد، تدرب بجد أكثر من أي وقت مضى ليثبت نفسه.
قطف رامازانوف، الذي بات يُطلق عليه "بايبي فايس كيلر"، ثمار عمله الجاد وفاز بنزالات كبيرة مانحا نفسه الفرصة لمواجهة أفضل المقاتلين.
مغامرته في بطولة "ون"
أدرج إسم رامازانوف في قائمة ONE Super Series في أكتوبر 2018، وواجه رامازانوف تحديا مهيبا عندما اضطر لمواجهة بطل وزن الريشة في الملاكمة التايلاندية، بيتشموراكوت بيتشيندي.
على الرغم من مواجهة النجم التايلاندي في مسقط رأسه بانكوك، نجح الروسي بشق الأنفس في انتزاع قرار بالإجماع وإسكات الجمهور التايلاندي.
يقول المقاتل البالغ من العمر 28 عاما: "فخور جدا أن أكون جزءا من ONE. عندما أنظر حولي، أرى مقاتلين عظماء، أبطال العالم عدة مرات، أساطير. أن أقاتل في نفس المنظمة تعدّ خطوة كبيرة في مسيرتي".
في ديسمبر 2019، اختير رمازانوف للتنافس على لقب "ون" العالمي للكيك بوكسينغ ضد الصيني جانغ شينغلونغ الملقب بـ "مواي تاي بوي".
بعد خمس جولات من القتال، رفعت يد الداغستاني عالياً معلنة فوزه بأكبر جائزة في فنون القتال. ويقول البطل عن تلك اللحظة: "بفضل هذا الحزام لمع اسمي وقفزت إلى نخبة الرياضيين. لقد غيّر هذا اللقب مسيرتي الرياضية".
لم تكن محاولته الأولى للدفاع عن اللقب موفقة ، الذي انهار أمام التايلاندي كابيتان بيتشيندي بالضربة القاضية في الدقيقة 1:56 من زمن الجولة الثانية.
نهض رامازانوف من كبوته سريعا، وحقق انتصارين متتالين على بونغسيري بي كي سينتشاي بالضربة القاضية، وكابيتان بيتشيندي بقرار منقسم ليرفع سجله إلى ثلاث انتصارات متتالية في المواي تاي، وانتقل إلى المركز الثاني في الفئة.