حين صفقت الجماهير لصاحب المركز الرابع
الرياضة ليست مضماراً للتنافس فقط، بل هي تربة خصبة للإلهام المديد، إلهام لا ينتهي عند منصات التتويج ولا يبدأ بطلقة بداية السباق الخلبية.
هُمام كدر
انطلق سباق 5 آلاف متر جري لفئة (T20 الخاصة بالمدارك العقلية والفكرية)، أمس الجمعة في اليوم قبل الأخير من منافسات بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الإعاقة بقطر، بمشاركة أربع متسابقين فقط وصلوا إلى القِتال من أجل المعادن النفيسة، كان العداء السعودي تامر أحمد يؤدي بشكل جيد حتى النصف الثاني من السباق، حين نال التعب منه فتأخر لدورة كاملة عن منافسيه الثلاثة.
ومع وصول المتصدرين إلى الـ400 متر الخِتامية؛ كان العداء السعودي إلى جانبهم لكنه في الحقيقة كان يتأخر عنهم دورة كاملة، وكان اليأس مسيطراً عليه لأنه أصبح خارج المنافسة على أي من الميداليات الثلاث، فقرر عدم إكمال السباق، في هذه الأثناء قام العداء البرتغالي جوزيه أزفيدو صاحب المركز الثالث بتشجيع زميله السعودي ليكمل ما بقي عليه من أمتار ولو وحيداً.
انطلق تامر في دورته الأخيرة على ملعب سحيم بن حمد... دورةٌ لا فائدة منها عملياً إلا في توثيق مشاركته كعداء أكمل السباق، وما إن بدأ بالعدو، حتى وقفت الجماهير مصفقةً ومشجعةً له في مشهد مؤثر، فزاد العدّاء السعودي من سرعته وبدا أكثر نشاطاً وحيويةً في نهاية السباق.
لم يحرز العداء السعودي ميدالية يرصّع فيها أرشيفه الرياضي الخاص، ولكنه سيعود إلى بلاده محملّاً بأفضل أنواع التحفيز من جماهير الدوحة، هو يقول في تصريح خاص لـbeIN SPORTS بأنه تأثّر للغاية بتشجيع الجماهير له، وبإنه سيسافر في نهاية البطولة ومعه أفضل صورة يحملها الرياضي من عمله ألا وهي محبة الجماهير.
ويضيف تامر أنه لاقى صعوبات كبيرة في منافسة متسابقين خبراء كما وصفهم "أنا جديد في هذه الرياضة عمري 21 عاماً، لكني سأحمل الكثير من الخِبرات، سأعود يوماً ما لأقاتل من أجل الذهب، تذكروا اسمي جيداً...".
يُذكر أن الياباني دايسوكي ناكاغوا فاز بذهبية السباق مُسجلاً زمناً وقدره 15.39.43 دقيقة، وجاء خلفه الأميركي ميشيال برانغان 15.50.99 ثم البرتغالي أزفيدو 16.21.28، أما تامر فأكمل السباق بزمن 18.10.90.