هُمام كدر

كثيرة هي القصص المضيئة التي تنجبها ملاعب وصالات الرياضة حول العالم، فبخلاف المنافسة على الميداليات والألقاب، يعثر الصحفيون على حكايات أشخاص، تستحق إلقاء الضوء عليها، لتكون ملهمة الأجيال الصاعدة، الباحثة عن أسطورتها الذاتية في ميادين الألعاب.

حكاية الأميركي بوريس بيريان تصلح لتكون فيلماً سينمائياً، فالعدّاء الأميركي البالغ من العمر 23 عاماً حالياَ تحوّلت حياته كلياً في غضون عام واحد فقط، بعد أن كان عاملاً في مطعم ماكدونالدز حتى نهاية عام 2014.

وكان بوريس ابن ولاية كولورادو قد توقّف عن الدراسة الجامعية واتنقل للعمل في مطعم، لكنه بقي يتدرّب في الفترة الصباحية وحصل على بطولات عديدة قبل الاحتراف، منها المركز الأول في سباق الـ 400 متر في ولاية كولورادو عندما كان في المدرسة الثانوية.

رسالة على الفيسبوك

بعد أعوام من الانجازات المحلية في سباقات ضمن المدارس والجامعات، تلقّى الفتى الأسمر رسالة على الفيسبوك من دانيل غوريرو عضو نادي "Big Bear Track" طلب منه الانضمام إلى النادي في تشرين الأول/ اكتوبر من عام 2014.

تلك الرسالة غيّرت مسار الشاب الأميركي كلياً، وعندما سَئل بوريس مستضيفه عن الشروط اللازمة للانضمام في نادي ألعاب القوى المحترف قال: "لا شيء سوى العمل الجاد والمثابرة في التمارين".

مباشرةً بعد انتظامه في التدريبات بدوام كامل، حسّن زمنه، ثم في سباق الـ800 وفي منافسات الدوري الماسي في نيويورك، حلَّ ثانياً خلف صاحب الرقم القياسي ديفيد روديشا بفارق ثلاثة أعشار من الثانية فقط كان ذلك صيف عام 2015.

لم يمر سوى أشهر حتى صعد العداء الأميركي إلى المنصة الأعلى، وذلك حين فاز بذهبية سباق 800 م عند الرجال في بطولة العالم داخل قاعة، التي اختتمت فجر اليوم نسختها 16 في مجمع "اوريغون كونفينشن سنتر" بأميركا.

وسيطر عداء المسافات المتوسطة بشكل تام على سباق السبت حيث سجل 1.45.83 دقيقة، متقدماً على أنطوان غيكيمه من بوروندي ومواطنه ايريك سوفينسكي.

وبدا الأميركي الشاب متحمساً جداً لتمثيل الولايات المتحدة في هذا المحفل وقد قال بعد أن أوتيت جهوده وعرقه بالثمار: "بالعمل الشاق فقط حصلت على الثمار".

وعلى الرغم من احترافه الكامل للعبة إلا أن بيريان الذي فاز بجائزة مالية قدرها 40 ألف دولار يوم السبت بعد نيله الذهب، لا يزال يفتقد لبعض مفاصل الاحتراف في هذا المجال؛ فعلى سبيل المثال حتى الآن لم يوقع أي عقد رعاية مع شركة أحذية، كما أنه لا يريد التكهن بمستقبله في الجري "أريد فقط مواصلة السباق".