- الرئيسية >
- السلسلة الأولمبية 24-الدورة الرابعة والعشرون 1988- عودة العملاقين وسقوط بن جونسون وروماريو
السلسلة الأولمبية 24-الدورة الرابعة والعشرون 1988- عودة العملاقين وسقوط بن جونسون وروماريو
للمرة الثانية بعد اولمبياد طوكيو 1964 حطت الألعاب الأولمبية رحالها في القارة الآسيوية حين استضافت مدينة سيول الكورية الجنوبية النسخة 24 عام 1988 من 17 أيلول/سبتمبر حتى الثاني من تشرين الأول/أكتوبر.
زاهر الحلو
إقرأ أيضاً
السلسلة الأولمبية -مقاطعة سوفياتية وتميز أميركي
السلسلة الأولمبية-سوء تخطيط كندي ومقاطعة أفريقية
السلسلة الأولمبية-أميركا ترفض السقوط في نسخة أمنية
السلسلة الأولمبية-المكسيك تطلق بايمون والفوسبري
السلسلة الأولمبية-اهتزاز عرش القوى الأميركية
السلسلة الأولمبية: المقاطعات تعصف بدورة ملبورن
السلسلة الأولمبية – العملاق السوفياتي يسجل حضوره
السلسلة الأولمبية - لندن تخرج العالم من أتون الحرب
السلسلة الأولمبية- عظمة ألمانيا في نسخة عنصرية
السلسلة الأولمبية- أميركا تبهر وترفع السقف عالياً
السلسلة الأولمبية-هولندا تنال حظوتها وكوبرتان يغيب
ثلاثة عناوين بارزة دمغت الدورة؛ الأول والأهم طرد العداء الكندي بن جونسون بسبب المنشطات، والثاني عودة العملاقين السوفياتي والأميركي للمواجهة المباشرة بعد غياب لدورتين متتاليتين بسبب المقاطعات علماً أن هذه الدورة شكلت الظهور الأخير للاتحاد السوفياتي، والثالث استمرار المقاطعات السياسية للدورة الرابعة على التوالي إذ غابت كوريا الشمالية العدو اللدود للجنوبية سياسياً بسبب عدم منحها المشاركة في استضافة الألعاب مع جارتها وتضامنت معها دول اثيوبيا وكوبا ونيكاراغوا.
افتتح الألعاب الرئيس الكوري الجنوبي رو تاي وو، وردد القسم الاولمبي للرياضيين لاعب كرة السلة الكوري هور جاي ومواطنه الملاكم سون مي-نا، وردد القسم الرسمي لاعب الجودو الكوري أيضاً لي هاك-راي، وأضاء الشعلة الاولمبية لاعبو ألعاب القوى الكوريون شونغ سون مان وكيم وان تاك وسون مي جونغ. واختار المنظمون النمر "هودوري" تعويذة للبطولة انطلاقاً من حضوره القوي في الأساطير الكورية القديمة، وقد أراد مختاروه اعطاءه وجهاً محبباً للصداقة.
هودوري
طموح بعيد
لم تكن طموحات كوريا الجنوبية باستضافة ألعاب 1988 مجرد تطلعات رياضية بل أراد مسؤولو البلاد من خلال تلك الألعاب تسليط ضوء المجتمع الدولي عليها ونيل دعمه في سبيل النهوض بدولة ديموقراطية وهي التي كانت فكرت بتنظيم الألعاب عام 1970 عبر رئيسها بارك شونغ حين ما كانت دولة نامية تسعى لكيان مستقل حر وآمن في ظل صراع ضروس مع جارتها الشمالية. ولم تتبلور هذه الفكرة جدياً إلا بعد اغتيال الرئيس الكوري شون دو هوان العام 1979، فقام حينها خلفه بالتقدم رسمياً لتنظيم ألعاب 1988 آملاً الاستفادة من دعم دولي لإرخاء الأمن والديموقراطية. وإظهار التطور الاقتصادي المتصاعد لدولة نامية.
وبعد سعي دؤوب وطموحات مقنعة اختارت اللجنة الأولمبية الدولية مدينة سيول لاحتضان الأولمبياد بنسخته الرابعة والعشرين في مؤتمرها الرابع والثمانين بتاريخ الثلاثين من أيلول/سبتمبر من العام 1981 في مدينة بادن بادن الألمانية الغربية.
وكانت مدينة ناغويا اليابانية المنافسة الوحيدة لسيول، وقد نالت سيول 52 صوتاً مقابل 27 للمدينة اليابانية. وقد باتت سيول ثاني مدينة في بلد نام اختيرت لاستضافة الألعاب بعد مكسيكو 1964.
الأبرز في هذه الألعاب كما سلف إيقاف العداء الكندي الشهير لسنتين وطرده من الألعاب عقب ثبوت تناوله المنشطات وذلك بعد يومين فقط من فوزه في ملكة الرياضات العاب القوى بسباق الجري مئة متر محققا رقما عالمياً جديداً بلغ 9،79 ث ومتغلباً في الوقت عينه على الأميركي الشهير كارل لويس صاحب أربع ذهبيات في أولمبياد 1984.
لكن بعد الاختبارات ظهرت نتائج فحص عينة من بول جونسون إيجابية إذ ظهر فيها مادة ستيروييد من نوع ستانوزولول، وقد أكد حينها الفحص المضاد للعينة "ب" النتيجة الإيجابية.
شارك في أولمبياد سيول 159 دولة في رقم هو الأعلى منذ انطلاق الألعاب الحديثة العام 1896، وقد سجل الظهور الأول لدول جديدة هي جزر كوك وغوام والمالديف وساموا الأميركية وفانتوا وجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية، وتواصل استبعاد جنوب أفريقيا عن المشاركة بسبب انتهاجها سياسة عنصرية، أما عربياً فشاركت دول الجزائر وجيبوتي ومصر والمغرب والسودان والسعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والأردن والكويت ولبنان وقطر وسوريا واليمن الشمالي واليمن الجنوبي.
مثل تلك الدول 8391 لاعباً ولاعبة، بينهم 2194 رياضية، نافسوا في 237 مسابقة من 23 رياضة منها رياضتان جديدتان الأولى كرة المضرب التي عادت للظهور بعد غياب 64 عاماً والثانية كرة الطاولة التي سجلت أول ظهور لها. أما باقي الرياضات فهي ألعاب قوى، الشراع، كرة سلة، ملاكمة، كانوي كاياك، دراجات، فروسية، سلاح، كرة قدم، جمباز، ألعاب قوى، كرة يد، هوكي على الحشيش، مصارعة، جودو، الخماسي الحديث، ألعاب ماء، رماية، القوس والنشاب، التجذيف، الكرة الطائرة. وقد تصدر السوفيات في النهاية جدول الميداليات أمام ألمانيا الشرقية والولايات المتحدة الأميركية. شارك في تغطية المنافسات 11331 إعلامي وإعلامية بين صحافة مكتوبة وتلفزيونية ومسموعة.
المسابقات الرياضية
بن جونسون وفرحة لم تدم
إذا اعتبرت قضية بن جونسون قنبلة دورة 1988، لكن نتائج أخرى سرقت الأضواء بدورها مثل الألمانية الشرقية كريستا لودنغ-روثنبرغر التي باتت أول من يحرز ميدالية في الأولمبياد الشتوي وأخرى في الصيفي في نفس العام إذ فازت بفضية في الدراجات وذهبية بالتزحلق السريع، كما برزت الفتاة الذهبية الألمانية الغربية وقتذاك شتيفي غراف التي توجت موسماً مميزاً كامل النجاح في الغران شلام بذهبية كرة المضرب، ونجح غريغ لوغانيس في تكرار فوزه في الغطس، فيما حظيت الأميركية فلورانس غريفث-جوينر (1959-1998) بلقب نجمة المضمار بفوزها بميداليتي السبرنت المئة والمئتي متر وبأربع ميداليات عموما بينها ثلاث ذهبيات رغم انها اتهمت بالمنشطات في التسعينات دون إثبات ذلك. ولمع السوفياتي فلاديمير ارتيموف في الجمباز حاصداً أربع ذهبيات فيما فازت الرومانية دنييلا سيفيلاس بثلاث.
النجمة الأميركية الراحلة فلورانس غريفث-جوينر
وكالعادة في أم الألعاب احتدم الصراع الغربي-الشرقي بين الأميركيين والسوفيات وقد دانت في النهاية السيطرة لأبناء العم سام بثلاث عشرة ذهبية مقابل عشر لمنافسيهم والملفت غياب الأرقام القياسية العالمية رجالاً واقتصارها على خمس أولمبية فيما لدى السيدات سجلت ثلاث أرقام عالمية ومثلها أولمبية، وقد سجلت الأولى في مسابقات المئتي متر عبر فلورانس غريفث-جوينر التي حققت 21،34ث، والبدل 4×400م عبر السوفياتيات اللواتي سجلن 3،15،17د، والسباعية عبر الاميركية جاكي جوينر كيرسي التي سجلت 7291 نقطة.
أما في السباحة فقالت ألمانيا الشرقية كلمتها بقوة بتصدرها الترتيب العام بـ11 ذهبية مقابل 8 للولايات المتحدة الأميركية وأربع للمجر، وقد جاء تألق الألمان بشكل خاص في فئة السيدات بفوز سباحاتها بالخمسين متر حرة والمئة متر حرة وظهر وصدر، والمئتي متر حرة وصدر ومتنوع، بالإضافة إلى سباقي البدل. وكان السوفياتي فلاديمير سالنيكوف بطل أولمبياد موسكو وأول من نزل عن حاجز الـ15د في الـ1500م حرة، نجماً بفوزه بذهبية السباق المذكور بعد غياب ثماني سنوات رغم معاناته من تراجع في مستواه تلك الفترة، وهو كان استعد لسيول بالتدرب بإشراف زوجته.
وبرز أيضاً السباح الأميركي الشهير مات بيوندي الذي توج نفسه نجماً فوق العادة بفوزه بخمس ذهبيات، اثنتان منها في الفردي وثلاث في البدل، إذ فاز بذهبية 50 متر حرة مسجلاً 22،14 ث أمام مواطنه توم ياغر، وفاز بالـ100 متر حرة مسجلاً 48،63 ث أمام مواطنه كريس جاكوبس، وبالبدل 4×100م وقد سجل فريقه 3،16،53د أمام السوفيات، والبدل 4×200م حرة بوقت 7،12،51د أمام الفريق الألماني الشرقي، والبدل 4×200م متنوع بتوقيت 3،36،93د. كما نال فضية المئة متر فراشة علماً انه خسر بفارق 0،01ث فقط أمام السورينامي أنطوني نستي وبرونزية الـ200م حرة.
نجومية السوفيات وداساييف
منتخب الاتحاد السوفياتي الأولمبي وحارسه الشهير داساييف
وتألق السوفيات في كرة القدم قيادة حارسهم الشهير رينات داساييف أحد أفضل من حمى الخشبات الثلاث في العالم وقد استطاع الفريق الأوروبي الفوز بعدما هزم البرازيل بقيادة النجم روماريو وقتها 2-1 في الوقت الإضافي. وكانوا أي السوفيات أخرجوا إيطاليا في نصف النهائي بعد تفوقهم عليها 3-2، مسجلين عقدة للأزرق وقتها كون السوفيات أخرجوا إيطاليا في العام نفسه من نصف نهائي أمم أوروبا التي جرت حينها في ألمانيا الغربية بنتيجة 2-0. ونالت ألمانيا الغربية البرونزية الأولمبية بعدما فازت على إيطاليا 3-0. وشارك عن العرب المنتخب العراقي في المجموعة الثانية وخرج بعدما جاء ثالثاً من فوز على غواتيمالا 3-0، وتعادل مع زامبيا 2-2 وخسارة من إيطاليا 0-2.
عربياً نال المغربي ابراهيم بو الطيب ذهبية العشرة آلاف متر ومواطنه سعيد عويطة برونزية الـ800م والمغربي الآخر عبد الحق عشيق برونزية الملاكمة والجيبوتي احمد صالح برونزية الماراتون. أما في رياضات أخرى أحرزت الولايات المتحدة ذهبية الطائرة على حساب الاتحاد السوفياتي فيما نالت سيدات الأخير ذهبية السيدات أمام البيرو، وفي كرة المضرب أحرز التشيكوسلوفاكي ميروشلاف ميشير ذهبية فردي الرجال فيما نالت الألمانية الغربية شتيفي غراف ذهبية فردي السيدات متفوقة على الأرجنتينية الشهيرة غابرييلا ساباتيني، ونال الاتحاد السوفياتي ذهبية كرة اليد أمام كوريا الجنوبية التي نالت سيداتها ذهبية فئتهن أمام النروج، واكتسح السوفيات الجمباز بـ12 ذهبية أمام رومانيا بثلاث. كما أحرز السوفيات ذهبية السلة والولايات المتحدة ذهبية السيدات وفي كلتي الفئتين نالت يوغوسلافيا البرونزية.
نوادر
تسونامي الحوض
مات بيوندي
سباح أميركي طبع اسمه في التاريخ الأولمبي إذ نجح في الفوز بسبع ميداليات في دورة واحدة و11 ميدالية في عموماً، شأن تألق مواطنه مارك سبيتز نجم أولمبياد 1972 في ميونيخ ومايكل فيلبس الأسطورة الأعرق والمستمرة لحينه. بدأ بيوندي مسيرته مع الذهب في أولمبياد 1984 لكن تألقه الكبير تم في أولمبياد 1988، كما ذاق الذهب في برشلونة 1992. عندما حل ثانياً في سباق المئة متر فراشة في سيول بزمن 53،01 ث بعد السورينامي أنطوني نستي الذي سجل 53،00ث قال بيوندي "جزء بالمئة من الثانية، ماذا لو كان أصبعي الوسطي اطول". حقق في سيول أربعة أرقام عالمية في خمس سباقات فاز بها.
سوبرغراف
شتيفي
لاعب كرة مضرب ألمانية غنية عن التعريف نالت ذهبية كرة المضرب في أولمبياد 1984 عن عمر 15 عاماً وقد كانت اللعبة استعراضية آنذاك. العام 1987 صنفت المصنفة أولى على العالم. عام 1988 فازت ببطولة أستراليا المفتوحة ثم ويمبلدون فرولان غاروس، وبطولة الولايات المتحدة المفتوحة قبل أسبوع فقط من منافسات الألعاب الأولمبية في سيول، حيث وصلت محققة 35 انتصاراً متتالياً، وفي كوريا نالت "السوبر سلام" بفوزها بالذهبية على حساب الأرجنتينية غابرييلا ساباتيني 6-3 و6-3. حافظت على صدارتها للتصنيف العالمي بشكل متتالي من السابع عشر من آب/أغسطس 1987 لغاية العاشر من آذار/مارس العام 1991. اعتزلت العام 1999 مع سجل تضمن 902 انتصار مقابل 105 خسارات. تحتل المركز الثاني من حيث النسبة المئوية في عدد الانتصارات بعد الأميركية كريس إيفرت، 88،7% مقابل 90،0%. وتحمل 22 لقب غراند سلام الأفضل في التاريخ الحديث مع سيرينا وليامس.
النجمة الشرقية
كريستين أوتو
سباحة ألمانية شرقية فرضت نفسها النجمة الأولى في اولمبياد سيول بفوزها بست ذهبيات في مسافات الخمسين متر حرة والمئة متر حرة والمئة متر فراشة والمئة متر ظهر و4×100م حرة و4×100م متنوع، وهي أول امرأة تفوز بست ذهبيات أولمبية، كما تحمل في رصيدها سبع ذهبيات عالمية، وسبع ألقاب أوروبية. اعتزلت السباحة العام 1989.
إقرأ أيضاً
السلسلة الأولمبية-نسخة طرزان والفنلنديين الطائرين
السلسلة الأولمبية-إعجاز بلجيكي يخلع رداء الحرب
السلسلة الأولمبية – قارات العالم تتآخى في السويد
السلسلة الأولمبية: لندن تسجل نقلة نوعية وقياسية
السلسلة الأولمبية- فوضى وغش وأميركا تكرر خطأ فرنسا
السلسلة الأولمبية- إخفاق فرنسي مدو وحضور لطيف أول
السلسلة الأولمبية- الألعاب الحديثة تشرق من اليونان
السلسلة الأولمبية- كيف أحيا كوبرتان الألعاب مجدداً
السلسلة الأولمبية: ما يجب معرفته عن الحركة الدولية
السلسلة الأولمبية: أساطير الإغريق قيم عابرة للعصور
أيقونة أوكرانيا
سيرغي بوبكا
لاعب وثب بالزانة أوكراني مثل الاتحاد السوفياتي قبل ذلك. عن 19 عاماً أحرز أول ذهبية عالمية له في بطولة العام العالم 1983، ثم نال بعد ذلك اللقب لخمس مرات متتالية، وهو ما زال حتى الآن الرياضي الوحيد الذي حصد ستة ألقاب عالمية في مختلف المسابقات. عام 1988 أحرز ذهبيته الاولمبية الأولى متجاوزاً ارتفاع 5،90م، وفي نفس العام بات أول من اجتاز ارتفاع الستة أمتار. حقق في مسيرته 35 رقماً 18 منها داخل الصالات و17 خارجها.
ابراهيم بو الطيب
عداء مغربي أحرز ذهبية العشرة آلاف متر في أولمبياد سيول 1988 رغم انه دخل الألعاب ولم يكن معروفاً وقتها، وكان أقرب للمنافسة في الخمسة آلاف متر. وقد عاد ليركز على المسافات الأقصر بعد منافسات سيول. حين فضل التدرب على مسافات الـ5 آلاف والـ1500م. في أولمبياد برشلونة 1992 شارك في الـ5 آلاف م وحل رابعاً بفارق 0،75 ث عن الأول الألماني ديتر بومان. في بطولات العام أحرز برونزية الخمسة آلاف متر العام 1991. ترك العاب القوى العام 1993 واتجه لممارسة هوايته في الرالي.