أومارا دوراند.. الرقم الكوبي الصعب على أرض الدوحة
غابت قصراً عن النسخة الماضية، وارتفع صوتها في الدوحة على منصة الذهب.. الكوبية دوراند توجّه إنذاراً للجميع قبل الدخول في معترك "ريو 2016".
باسم السالمي – ملعب سحيم بن حمد بنادي قطر الرياضي
برغم وجود 1400 رياضي من 100 دولة، تمكّنت النجمة الكوبية أومارا دوراند من خطف أنظار متابعي بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الإعاقة في نسختها السابعة، التي تستضيفها حالياً العاصمة القطرية الدوحة، وذلك بسطوتها على ذهب مضمار السرعة في المسافات القصيرة، وتحطيمها لعدد من الأرقام القياسية، ما أدار إليها الرقاب كأحد الأرقام الصعبة في النسخة الحالية للمنافسة.
وتعتبر العداءة اليافعة، صاحبة الـ24 عاماً (26 تشرين الثاني/نوفمبر 1991)، أبرز عداءات المسافات القصيرة في سباقات الـ100 و200 و400 متر، حيث حصدت قبل بطولة الدوحة الحالية عدداً من الميداليات الذهبية والأرقام القياسية، ما جعلها تنصّب نفسها كأحد العلامات الفارقة في المنافسة، علاوة على فوزها بلقب "أسرع عدّاءة بارالمبية في العالم عام 2015".
هيمنة مطلقة على مضامير السرعة
على الرغم من احتجابها عن نسخة عام 2013 في ليون الفرنسية بسبب ولادة طفلتها إريكا، فإنّ دوراند عادت بقوة على أرض الدوحة، لتعيد إلى الأذهان إنجازاتها في أولمبياد لندن 2012، حيث دوّنت في رصيدها حتى الآن ميداليتين ذهبيتين باحتكارها المعدن النفيس لسباقي الـ200 و400 متر ضمن فئة (T12)، وهي الفئة المندرجة تحت لواء الإعاقة البصرية العميقة.
حضور أومارا لم يكن مقتصراً على استمالة المعدن الأصفر فحسب، بل وتحدّت نفسها وكل منافسيها لتفرض عليهم رفع سقف طموحاتهم وقدراتهم التنافسية، بأرقام قياسية جديدة، قد يعاد تحيينها في أولمبياد ريو 2016 القادم أيضاً، كتسجيلها الرقم العالمي في سباق 400 متر (53.05 ثانية) ضمن فئة (T12) ورقم عالمي جديد أيضاً في سباق 200 متر ضمن نفس الفئة (23.03 ثانية)، إضافة إلى رقم قياسي آخر في بطولات العالم سجّلته في سباق 100 متر دوماً ضمن الفئة ذاتها بتوقيت (11.66 ثانية).
سمعتها سبقتها
نبوغة دوراند وطاقاتها الاستثنائية على مضامير العدو، برزت مبكراً وتحديداً منذ سن التاسعة عشرة، عندما سجّلت أول مشاركاتها في بطولات العالم عام 2011 بمدينة كريستشيرش النيوزيلندية، حين أبهرت العالم بحيازتها ذهبيتي سباقي الـ200 و400 متر ضمن فئة (T13، صنف الإعاقة البصرية غير العميقة)، محقّقة في الوقت عينه رقمين قياسيين عالميين جديدين.
بعد العالمية في 2011، كان الوقت قد حان أمام النجمة الكوبية لتذوق طعم الذهب الأولمبي، التي نالته في لندن 2012 على مناسبتين، في سباقي الـ100 و400 متر ضمن فئة (T13) أيضاً.
بعد سلسلة وردية من النجاحات، قرّرت أومارا الركون للراحة لمدة 3 سنوات تقريباً تاركة المجال لميلاد ابنتها إريكا ومفضّلة الاعتناء بها على حساب صولاتها وجولاتها في مضامير السرعة، قبل أن تسجّل العودة إلى المنافسة في 2015 من بوابة الألعاب الأميركية "بارابان 2015" التي أقيمت في تورونتو الكندية، وعلى الرغم من أنّ عودة الكوبية كانت بهدف جس نبض استعداداتها لبطولة العالم بالدوحة لا أكثر، فإنها نجحت في إبهار الجميع مجدداً، حاصدة المعدن الذهبي في 3 اختصاصات هي سباقات الـ100 و200 و400 متر ضمن فئة (T12)، لتكون جاهزة لمعترك الدوحة التي تعتبره "الأهم بالنسبة لها" في العام الحالي الذي يسبق موعد الأولمبياد.
عن كل هذه النجاحات، تلخّص أومارا أحاسيسها في التصريح التالي: "لطالما كنت أنافس حباً في رياضتي التي تمدّني بالقوة للمواصلة والتقدم، ولكن منذ ولادة ابنتي إريكا فقد تغيّر الأمر، فقد أصبحت هي الملهم الأبرز لي في مسيرتي".
ما سر هذا التحوير المفاجئ؟
في مختلف السباقات التي دخلت غمارها في الأعوام الماضية، كانت أومارا دوماً تنافس ضمن الفئة (T13)، ولكن منذ ولادة ابنتها فإنّ بصرها ضعف كثيراً، وهو ما أجبرها على الخروج من تلك الفئة ودخول المنافسة ضمن فئة (T12) التي تناسب وضعيتها الحالية.
هذا التحوير أثار تساؤل المتابعين، لا سيما أن البطلة الكوبية لم تراهن على هذا التغير إلا في عام 2015 أي في الألعاب الأميركية ومن ثم بطولة العالم في الدوحة.
قادمة بقوة نحو ريو
يبدو أنّ نجمة ألعاب القوى العالمية، عازمة على المضي قدماً لتحقيق المزيد من الألقاب والميداليات النفيسة، وهو ما يبرز بجلاء من خلال حالة من النشوة التي تغمرها قبل دخول غمار أولمبياد ريو 2016، حيث صرّحت: "لا أستطيع الانتظار حتى ذلك الموعد، أنا متأكدة من أنها ستكون نسخة أولمبية رائعة. أحب البرازيل وشعبها وثقافتها. أشعر بإثارة لا حدود لها لخوض غمار مشاركتي الثالثة ضمن الألعاب البارالمبية".