فيروس كورونا يرسم ملامح موسم الانتقالات الحالي
أثرت جائحة "كوفيد 19" على إمكانيات الأندية المالية بشكل عام وهو ما سينعكس على تطلعاتها في موسم الانتقالات الصيفي الحالي.
أحمد النفيلي
أجبر فيروس كورونا المستجد أندية كرة القدم وخاصة العملاقة منها على تغيير سياساتها المالية بعد الضربات القاسية التي تلقتها على مدار قرابة ثلاثة أشهر جراء توقف النشاط الكروي بشكل عام الأمر الذي أثر على مداخيل هذه الأندية وأرباحها التي كانت تستمد بشكل أساسي من عوائد البث من جانب أو من المداخيل المباشرة جراء حضور الجماهير للمباريات من جانب آخر.
وعلى الرغم من عودة النشاط الكروي واستئناف معظم الدوريات الكبرى فيما عدا الدوري الفرنسي إضافة إلى الدوري الهولندي أحد الدوريات المعروفة أوروبياً، فإن الأندية لازالت تعاني من الآثار المالية السلبية الناجمة عن جائحة كوفيد 19، ولعل أبرز ما تأثر حالياً هو موسم الانتقالات، فيمكننا القول إن الفرق العالمية ابتعدت بشكل كبير عن الصفقات الكبرى أو البراقة ولجأت إلى استقدام اللاعبين الصاعدين أو أصحاب الأسعار الأقل في "سوق الميركاتو".
ولعل ما صرح به مدرب أرسنال ميكايل أرتيتا خير مثال على ذلك إذ قال إن فريقه الذي يبدو متحفظاً إلى حد كبير في تحركاته في سوق الانتقالات الصيفية الحالي ربما يضم المزيد من اللاعبين على سبيل الإعارة في ظل القيود المالية التي فرضتها تداعيات أزمة فيروس كورونا.
اتجاهات كاشفة لدورتموند في الميركاتو
ميكايل تسورك المدير الرياضي لبوروسيا دورتموند تحدث من جانبه أيضاً عن القيود الجديدة التي فرضتها الظروف الحالية على الأندية فالنادي الألماني تحديداً يبدو من أكثر الأندية التي قررت إعادة رسم خططها في موسم الانتقالات، وأول ما قامت به هو عدم محاولة ضم الظهير الدولي المغربي أشرف حكيمي بشكل نهائي بعد انتهاء مدة إعارته من ريال مدريد بعد موسمين رائعين قضاهما في النادي الأصفر والأسود.
تسورك أكد أن حكيمي البالغ من العمر 21 عاماً ارتفعت قيمته السوقية من 5 ملايين إلى 54 مليون يورو ما جعل من الصعب على دورتموند وصيف بطل البوندسليغا الاحتفاظ به، علماً بأن مبلغ 54 مليون يورو لم يكن مبلغاً مغالياً فيه قبل الجائحة، والمثير والذي يؤكد أن اسعار اللاعبين تتجه إلى الانخفاض بشكل كبير أن حكيمي انتقل إلى إنتر ميلان بشكل دائم من ريال مدريد ووقع عقداً يستمر حتى 30 يونيو 2025" بمقابل قدرته وسائل الإعلام بنحو 40 مليون يورو.
دورتموند لم يتوقف عند هذا الحد فقط بل يستعد للاستغناء عن جناحه الإنكليزي المتميز جادون سانشو الذي يبدو كالورقة الرابحة في الميركاتو الحالي فالجميع وخاصة مانشستر يونايتد يسعى لضمه باعتباره من أفضل الأجنحة الصاعدة حالياً، والمثير أن دورتموند وبحسب صحيفة بيلد الألمانية طالب من مسؤولي يونايتد أن ينهوا الصفقة إذا كانوا جادين للمضي قدماً فيها قبل العاشر من آب/أغسطس القادم، فيما يتريث مسؤولو الشياطين الحمر والذين أبرموا أفضل وأهم صفقات الشتاء الماضي بالتعاقد مع البرتغالي برونو فيرنانديز، قبل اتخاذ أي قرار بحثاً عن الوصول لأفضل الحلول التي تتوافق مع سياسات النادي المالية الجديدة وأبرز دليل على ذلك هو ما قالته صحيفة دايلي ستار الإنكليزية من أن إدارة يونايتد تضع آداما تراوري نجم وولفرهاميلتون كبديل محتمل للتعاقد مع سانشو بسبب تألقه هذا الموسم إضافة إلى انخفاض سعره عن قيمة الجناح الإنكليزي السوقية حالياً العامل الأهم الذي أصبح يلعب دوراً هاماً في اتخاذ الأندية لقراراتها حالياً وليس مانشستر يونايتد فقط.
من جانبه فإن دورتموند وعوضاً عن كل ذلك يوجه كل تركيزه حالياً من أجل ضم جودي بيلينغهام لاعب وسط برمنغهام سيتي والبالغ من العمر 17 عاماً والذي يعد من أبرز الأسماء الصاعدة في سماء الكرة الإنكليزية.
أسماء صاعدة تلعب دور البطولة
الأمر الأهم حالياً والذي يؤكد اختلاف رؤية الأندية عن السابق أن الأخبار المعتادة في عالم الانتقالات تكاد تختفي أو نادراً ما تثار في وسائل الإعلام العالمية فلم تعد قصة انتقال غاريث بايل من ريال مدريد إلى الصين أو إلى أي من الأندية الكبرى خاصة مانشستر يونايتد تتداول مرة أخرى، وتوقفت الأنباء التي تتحدث عن رغبة بوغبا في الرحيل عن مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد، وخفت حدة الأخبار التي تؤكد رغبة برشلونة في استعادة لاعبه السابق ونجم باريس سان جيرمان الحالي البرازيلي نيمار.
بدلاً من كل ذلك وجدنا أسماء مغمورة ولكنها متألقة مع فرقها تستحوذ على اهتمام الأندية الأندية الكبرى، فهناك قلب دفاع نوريتش سيتي بن غودفي لاعب منتخب إنكلترا تحت 21 عاماً الذي تسعى أندية ألمانية عدة للتعاقد معه في مقدمتها بوروسيا دورتموند ولايبزيغ علماً بأن قيمته السوقية لن تتخطى 25 مليون جنيه استرليني.
من أبرز الأسماء في موسم الانتقالات الحالي أيضاً والتي ستحوذ على اهتمام الكثبر من الأندية هو كاي هافيرتز لاعب الوسط المهاجم الشاب في صفوف باير ليفركوزن (21 عاماً) والذي يمكنه اللعب كجناح أيضاً إذ يبدو هدفاً هاماً للعديد من الأندية الكبرى في مقدمتهم تشيلسي الذي يأمل في ضمه لكتيبة البلوز بعد نجاحه في حسم صفقتي حكيم زياش وتيمو فيرنر.
سياسة البايرن الحالية
كارل هاينز رومينيغه رئيس بايرن ميونيخ أكد بدوره أن العملاق البافاري لايفكر في الموهبة الألمانية الشابة ولا يدخل في خططه للموسم الحالي، علماً بأن الفريق حسم صفقة انتقال لوري سانيه من مانشستر سيتي بعقد لمدة خمسة أعوام في خطوة أكدت وسائل الإعلام أن البايرن استفاد خلالها كثيراً من الأزمة الاقتصادية الحالية التي تعاني منها أندية كرة القدم، علماً بأنه كان قد فشل في ضم جناح المنتخب الألماني البالغ من العمر 24 عاماً في الموسم الماضي بسبب تشبث السيتي به آنذاك.
عملاق إيطاليا يوفنتوس والذي يبدو على أعتاب حسم لقب الكالتشيو للموسم التاسع توالياً يسعى هو الآخر لتعزيز قدراته الهجومية ولكن بشكل مختلف هذا الموسم ستجبره عليه عدم الرغبة في إنفاق الكثير من الأموال في موسم الميركاتو الصيفي، فبحسب الإيكيب الفرنسية تبدو هناك مساعي جادة من فريق السيدة العجوز للحصول على خدمات مهاجم أرسنال ألكسندر لاكازيت وينافسه على ذلك بشكل واضح كل من إنتر ميلان وأتلتيكو مدريد.
واستمرارا للاهتمام الكبير بالمواهب الشابة المغمورة أو الغير معروفة على صعيد واسع، يبدو هناك صراعاً محتدماً بين آرسنال ونابولي للفوز بخدمات الجناح الفرنسي الشاب آلان سانت ماكسيمين لاعب نيس السابق ونيوكاسل يونايتد الحالي، آرسنال بدوره قرر أن يستفيد من لاعب وسطه المدافع ماثيو غاندوزي وإدخاله في صفقات تبادلية بعد أن قرر مدرب الفريق أرتيتا إبعاده عن الفريق الأول عقب الخسارة غير المتوقعة أمام باريتون (2-1) في الدوري.
وبشكل عام فإن من الواضح أن الأيام القادمة ستشهد إلى حد كبير انخفاض في أسعار اللاعبين ولجوء الأندية خاصة الكبرى منها إلى حلول تتماشى مع إمكاناتها المالية حالياً مثل الاستثمار في ضم المواهب الشابة وهو ما قد يجعلنا نشاهد بعض الأسماء المغمورة تدافع عن العديد من الأندية الكبرى في الموسم القادم.