ناشئو البرازيل لم يتأهلوا إلى المونديال وفازوا به
قبل أشهر فقط لم تكن جماهير الكرة في البرازيل مهتمة بمونديال الناشئين، لأن منتخبها لم يستطع حتى بلوغ دور المجموعات، لكن مع قرب نهاية خريف 2019 فخرَ البرازيليون بأولادهم فقد غدوا أبطالاً للعالم.
هُمام كدر
انتزع ناشئو البرازيل فجر اليوم الاثنين الفوز من ضيوفهم المكسيكيين في المباراة النهائية 2-1 بعد تأخرهم 1-0. في قصة ملحمية رسموها بعد تأخرهم بهدف في الدقيقة 66، حين عدلوا النتيجة في الدقيقة 84 بركلة جزاء احتاجت الفار لتأكيدها ثم ارتمى إليها حارس المكسيك وكاد أن يبعدها، لكن البرازيليون الصغار قتلوا كل أمل لمنافسهم بعدما سجلوا هدف الفوز الأغلى في الدقيقة 90+4، ليفجروا أفراح الجماهير الكروية.
ولم تكن مباراة الأمس هو المرة الأولى التي يقلب فيها ناشئو البرازيل تأخرهم فقد فعل ذلك في نصف النهائي أمام فرنسا حين استمروا بالتأخر 2-0 حتى الدقيقة 62، قبل أن يظفروا بفوز 3-2. وقبلها بدور الـ16 تأخروا أمام تشيلي 2-1 ثم فازوا 3-2، معلنين عن ولادة عقلية مكافحة أخرى في بلاد تسعى للولادة من جديد في منصات تتويج مونديال الرجال.
ولادةٌ لم تكن متوقعة إطلاقاً قبل أشهر، لأن البرازيل أصلاً لم تتأهل إلى كأس العالم للناشئين.
بدأت القصة في شهر شباط/ فبراير عندما قرر الفيفا سحب تنظيم كأس العالم لتحت 17 عاماً، من البيرو لعدم اكتمال البنى التحتية للبطولة وإسناد المهمة للبرازيل وذلك بعد مخاطبة الاتحاد البرازيلي حول إمكانية استضافته للبطولة.
بالفعل وفي منتصف شهر آذار/مارس تم تأكيد استضافة البرازيل للمونديال وبالتالي مشاركة منتخب البلاد بشكل أتوماتيكي بدلاً من البيرو.
وكان المنتخب البرازيلي قد خاض بطولة أميركا الجنوبية لهذه الفئة العمرية ولم يحقق مركزاً يؤهله للمشاركة في المونديال.
وهذا اللقب الرابع للبرازيل في البطولة وأصبحت في المركز الثاني من حيث عدد مرات الفوز بعد نيجيريا 5 مرات.
وتكمن القيمة الكبيرة لهذه الكأس بالنسبة لصناعة كرة القدم في البرازيل، كونه الأول بعد غياب منذ 2003 عن منصة تتويج هذه البطولة، ربما هذا ما يفسر فشل الكرة البرازيلية بعد 2002 بتحقيق كأس العالم على مستوى الرجال. ذلك هو تاريخ مواليد أبطال العالم الحاليين لتحت 17 عاماً.
حقق منتخب البرازيل للناشئين في عام 2019 ما عجز عنه الرجال عام 1950 و2014 حين خاضوا كأس العالم على أرضهم ولم يظفروا بها.
واللافت أن البرازيل التي تفوقت في 2003 لم تستفد من جيلها ذاك لاحقاً إذ لم يطرق أغلبهم باب النجومية، وهذا ربما يعطي إشارات على عدم استمرارية العمل مع المواهب الناشئة.
وفي نسخة 2019 بالبرازيل أنجبت البطولة لبلاد بيليه ورونالدو نزاريو، الهداف كايو خورخي الذي سجل 5 أهداف للبرازيل وقدم تمريرة حاسمة ومواطنه غابرييل فيرون أفضل لاعب في البطولة وأفضل حارس ماثويس دونيلي.
وسلم كأس البطولة للاعبين الصغار كل من كافو ورونالدو أبطال العالم السابقين وقال هنري كابتن منتخب البرازيل الذي تسلم الكأس مباشرة منهما متحدثاً عن شعوره "كافو كان يقف بجانبي مباشرة، لقد كان ذلك مجنوناً، ورونالدو أيضاً! كان هذان اللاعبان دائماً مصدر إلهام لي، عندما رأيت كافو لأول مرة، اتسعت عيناي وبدأ قلبي يدق بسرعة".
بدوره يعتقد فيرون أنه بإمكانه الذهاب بعيداً في منتخبات القميص الأصفر ليصبح مثل رونالدو وبيبيتو وروماريو.
وهناك لاعب آخر يتطلع إلى نجوم سيليساو الكبار هو دونيلي حين قال عن أليسون بطل كوبا أميركا 2019 "أليسون هو حارس مرمى رائع يلعب على أعلى مستوى في أوروبا والبرازيل، ولعب في كأس العالم الأخيرة، إنه بالتأكيد لاعب يلهمني، إنه نموذج يُحتذى به بالنسبة لي بينما أستمر في التطور كحارس مرمى".
أما بالنسبة لكايو خورخي، فيمكن رؤيته على أرض الملعب وهو يلوح بعلم ولاية بيرنامبوكو، وهي المنطقة التي أنجبت ريفالدو، وقال خورخي أنا سعيد للغاية لأننا فزنا بالكأس، كان ريفالدو لاعباً رائعاً، ويسعدني أنني أتيت من نفس المكان".
تواصل الأجيال في البرازيل أمر مهم للغاية لكن وإن يعطي إشارات إيجابية أحياناً على قدرة البلادة في توليد المواهب دائماً إلا أنه قد يكون مؤشراً سلبية على عدم استغلالها في الشكل الصحيح على مستوى الرجال.