لام ... "السيد 100%" يقرر هجر معشوقته
يعد قائد بايرن ميونيخ الألماني فيليب لام الذي أعلن الثلاثاء اعتزاله كرة القدم في نهاية الموسم الجاري، من أبرز المدافعين في جيله. وأحد رموز ناديه وألمانيا ككل.
صنع لام اسمه كقائد لا يعرف الخوف، لكنه هادئ في الوقت عينه، يمكن الاعتماد عليه وقابل للتكيف على أرض الملعب.
وبعد مسيرة طويلة في الملاعب، سيخلد لام إلى الراحة في حزيران/يونيو عندما يكون على أبواب الرابعة والثلاثين، وربما يحتفل مع فريقه البافاري بلقب خامس على التوالي في البوندسليغا.
إلا أن ذروة أيام مجده كانت قبل نحو ثلاثة أعوام، عندما قاد "ناسيونال مانشافت" إلى لقب كأس العالم في البرازيل.
آنذاك سحقت ألمانيا مضيفتها البرازيل 7-1 في نصف النهائي، قبل أن تخطف لقبها العالمي الرابع على حساب الأرجنتين في الوقت الاضافي من المباراة النهائية.
وكان لام استهل مشواره في كأس العالم 2014 لاعباً في خط الوسط، لكن بعد دور المجموعات أعاده المدرب يواكيم لوف إلى مكانه الاعتيادي في مركز الظهير.
في ملعب ماراكانا الأسطوري في ريو دي جانيرو، انضم لام إلى لائحة من 20 قائداً حملوا الكاس الغالية، على غرار الأرجنتيني دييغو مارادونا، ومواطنه فرانتس بكنباور والإنكليزي بوبي مور.
مسيرة لم تكن مفروشة بالورود دائماً فقد واجه لام الاصابة مرات عدة والهرمية في بايرن الذي حمل ألوانه معظم مسيرته.
وقال لام بمناسبة إعلان الاعتزال "قبل اكثر من سنة، بدأت أفحص وأستجوب نفسي من يوم ليوم ومن أسبوع لأسبوع. أنا واثق من الحفاظ على قمة مستواي حتى نهاية الموسم.. لكن ليس أبعد من ذلك".
وعن إمكانية لعبه أحد الأدوار الادارية في بايرن، أضاف لام الذي ينتهي عقده في 30 حزيران/يونيو 2018 "حصلت محادثات، وفي النهاية قررت أنه ليس الوقت المناسب كي أتولى منصباً جديداً في بايرن".
"الذكي الهادئ"
( عُرف عن لام التزامه التدريبي الكامل مع مختلف المدربين الذين مروا عليه سواء في المنتخب أو في النادي البافاري، ولكنه لم يتوان في عديد من المرات عن انتقاد سياسة ناديه أو مدربه في بايرن إذا ما رأى خللاً في أحد المفاصل - الصورة تجمع مع مدربه السابق في المانشافت يورغن كلينسمان عام 2006)
وصفه مدربه السابق الإسباني بيب غوارديولا بأنه "أذكى لاعب كرة قدم دربته في حياتي"، وأعاد تمركزه من الظهير الأيمن الى خط الوسط.
أضاف غوارديولا "فيليب يمكنه اللعب أينما كان. بمقدوره اللعب في الهجوم إذا طلبنا منه ذلك".
انضم لام الذي حمل ألوان بلاده في 113 مباراة دولية على مدى عقد من الزمن، عام 1995 إلى بايرن عندما كان في الحادية عشرة.
رأى نفسه آنذاك لاعب وسط مهاجم، على شكل محمد شول، أحد ركائز الفريق في التسعينيات ومطلع الألفية الثالثة.
لكن عندما قرر النادي أن مركزه الأفضل في خط الدفاع، أصبح الإيطالي الأسطوري باولو مالديني قدوة له.
في إحدى المرات، وصفته الصحف المحلية بأنه "السيد 100%"، بعد أداء رائع ضد هيرتا برلين (3-1) في اذار/مارس 2014 وقتها حقق لام رقماً قياسياً مع 134 تمريرة بنسبة نجاح بلغت 100%.