فوريست غرين روفرز: أول ناد صديق للبيئة في العالم
مقاطعة غلوستيرشر- سامي سهمود
لا تحفل وسائل الأعلام الدولية عادة بأندية الدرجة الرابعة لكرة القدم في انكلترا، لكن فريق فوريست غرين روفرز - الذي يحتل مركزا متقدما في ترتيب الدوري- كسر هذه القاعدة وتحول في العامين الماضيين إلى مركز اهتمام عالمي دولي قل نظيره لكن لأسباب غير مرتبطة بكرة القدم حصريا.
طعام نباتي
بدأت القصة عندما قرر النادي - الواقع في مقاطعة غلوستيرشر في شمال غرب انكلترا- تغيير قائمة الطعام المقدمة للمشجعين في أيام المباريات إلى قائمة تقدم أطعمة نباتية بشكل حصري، وأزال النادي كل منتجات اللحوم والأسماك ومنتجات الالبان والحليب من أطعمته في سعيه ليصبح أول نادي نباتي في العالم.
أثارت الخطوة عند بداية تطبيقها قبل أربع سنوات استهجانا واسعا في أوساط المشجعين المحليين ومشجعي الفرق الزائرة، لا بل إنها اصبحت مادة للتندر في هتافات المشجعين.
لكن إدارة النادي قررت المضي في سياستها، فتغيير قائمة الطعام لم يكن سوى خطوة واحدة من خطوات عدة كانت تهدف لتحويل نادي فوريست غرين روفرز إلى ناد صديق للبيئة.
رؤية استراتيجية
ويعود الفضل في هذه الرؤية الى مالك النادي ديل فينس الذي يملك شركة لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة، وقد قرر الاستفادة من خبراته في هذا المجال لمساعدة ناديه المحلي الذي أنقذه من الإفلاس في العام ألفين وعشرة.
ولم يكن الأمر مخططا له على هذا النحو كما شرح فينس لـ beIN SPORTS "لم نقم بتلك العملية وفق خطة موضوعة آنذاك، لكن بمجرد ان وصلنا الى هنا أدركنا أن يمقدورنا ان نجلب مبادئنا للنادي، ورأينا الفرصة الكامنة في التحدث لجمهور لم يسبق له التعرض لهذا النوع من الرسائل المتعلقة بالاستدامة سابقا".
طاقة الشمس والرياح
وتعمل شركة فينس " ايكو اليكتريسيتي" في مجالات الطاقة والطعام والمواصلات وهي النطاقات الثلاث التي يشار اليها باعتبارها تحمل ثمانين بالمئة من بصمة الانسان البيئية.
وبناء على هذه الرؤية بدأ النادي يستخدم الألواح الشمسية المولدة للطاقة في توليد نحو 20 بالمئة من طاقة الملعب إضافة إلى واحدة من توربينات الرياح التي تزود النادي بطاقة نظيفة عبر ارتباطها بشبكة واسعة من التوربينات المولدة لطاقة الرياح.
ويوفر النادي أيضا محطات شحن كهربائية للسيارات التي تستخدم الطاقة الكهربائية بهدف تشجيع الأنصار على استخدام طاقة مستدامة.
تحدي اقناع المشجعين
كان تغيير قائمة الطعام إلى نباتية صادما للبعض، وهو ما فرض تحديا من نوع مختلف على الطاهية الرئيسية للنادي جايد كراوفورد التي قررت وفريقها تقديم أنواع مختلفة من الأطعمة النباتية بما يشمل "شطائر البرغر النباتية" و"البيتزا" و"قطع أشبه بالدجاج المقلي" لكنها مصنوعة بالكامل من طحين الذرة النباتية.
وتقول كراوفورد " في بداية الأمر وجد الناس صعوبة في تقبل الأمر، لكنهم الآن يحبون الطعام".
ومنح النادي الخيار للمشجعين الراغبين في جلب طعامهم الخاص، لكنه شجعهم على تجربة الطعام النباتي والحكم بانفسهم على جودته.
وجاءت ردود فعل المشجعين إيجابيه فكثير منهم أشار إلى المذاق الرائع للأطعمة المقدمة وهو ما شجعهم على شراء منتجات النادي النبايتة في ايام المباريات.
تأثير ايجابي على اللاعبين
وقبل أن يبدأ النادي في تغيير العادات الغذائية لمشجعيه ، كان قد فرض الوجبات النباتية على لاعبيه أثناء التدريبات وأيام المباريات.
ورغم عدم وجود دراسة مستقلة تثبت ذلك إلا أن أخصائي التغذية واللياقة البدنية في النادي توم هالين تحدث لـ beIN SPORTS عن ملاحظات إيجابية للغاية "وجدنا أن الوجبات النباتية التي يتناولونها او تقليل كميات اللحوم ومنتجات الحليب، كانت لها انعكاسات إيجابية على أكثر من صعيد بدءا من الصحة العامة، وفوائد في عملية التعافي ، وقد وجدنا انه بعد خوض عدة مباريات فإنهم اكثر نشاطا واستعدادا للمباراة المقبلة وهو أمر مهم في الدوري الذي نلعب فيه بشكل مستمر".
أرضية ملعب "عضوية"
وإن كان النادي قد أولى اهتماما خاصا بالعادات الغذائية للاعبيه ومشجعي الفريق على حد سواء، فإنه لم يغفل أرضية الملعب من الأهتمام، فملعب نادي فوريست غرين روفرز يحظى بعناية خاصة قلما تشاهدها في الملاعب الأنكليزية.
ويقول أدم ويتشل المسؤول عن ارضية الملعب "هي الأولى من نوعها على مستوى العالم فهي نباتية وعضوية ولا تستخدم مواد كيماوية على الاطلاق في رعايتها ، ونستخدم وسائل تقليدية كالسكين في اقتلاع النباتات الضارة، وطريقة تغذيتها تعتمد على مواد بيولوجية ونباتية، ونحن نعمل على تغذية أرضية الملعب كما نعمل على تغذية اجسادنا" .
روبوت "بيئي" لقص الاعشاب
ويستفيد النادي من الطاقة التي تولدها الألواح الشمسية في تشغيل روبوت خاص يعمل على قص الأعشاب دون تدخل بشري وبالاستفادة من نظام تحديد المواقع المعرف بجي بي أس.
ملعب مستقبلي من الاخشاب
ويخطط نادي فوريست غرين روفرز للتوسع مستقبلا، وقد قدم خططا لبناء ملعب جديد بسعة تقدر بخمسة آلاف مقعد، وقد أخذ المصصمون بعين الاعتبار الجوانب البيئية والطاقة المستدامة في المشروع وفي حال إكماله سيكون أول ملعب لكرة القدم يتم بنائه من الأخشاب بالكامل وهو ما سيقلل من حجم الانبعاثات الضارة بالبيئة مستقبلا.