خمسة أسباب ترجح كفة محمد صلاح على مانيه في ريال مدريد
تداولت الصحف العالمية الثلاثاء احتمالية انتقال مانيه إلى ريال مدريد، لكن هناك أسباب حقيقية قد تدفع زيدان للتوقيع مع محمد صلاح وليس النجم السنغالي.
مازن الريس
زيدان يريد مانيه في ريال مدريد، عنوان نشرته "فرانس فوتبول" وانتشر كالنار في الهشيم لدى الصحف العالمية المختصة، إلا أنّ جميع الدلائل الموضوعية تقول: "إن ريال مدريد يحتاج إلى محمد صلاح وليس مانيه في الموسم المقبل".
ويدرك من يحلّل طريقة زيدان مدرب ريال مدريد في إبرام التعاقدات توازنه الملفت في التفكير، فهو رفض جلب حارس كبير لثقته بالكوستاريكي كيلور نافاس وآمن بقدرات كروس ومودريتش وكاسيمرو متجاهلاً قدرة بيريز على جلب أهم لاعبي الوسط في العالم باتصال هاتفي.
علينا التسليم بأنّ زيدان يرفض سياسة "تكديس النجوم" ويبحث عن حاجته الفنية بعيداً عن الأسماء، ولذلك يبدو محمد صلاح خياراً أكثر منطقية من مانيه لخمسة أسباب واضحة لعشاق ريال مدريد:
الأول: أين سيلعب فينيسيوس؟
عدة أسابيع قدمها البرازيلي الواعد فينيسيوس جونيور (18 عاماً) كانت كفيلة بخلط أوراق بيريز التسويقية وزيدان الفنية، فالسؤال المطروح بشدة الآن أين سيلعب فينيسيوس في حال التوقيع مع مانيه أو نيمار أو حتى هازارد؟
فينيسيوس الذي ترك انطباعاً جيداً لدى المدريديستا قبل إصابة ستبعده لنهاية الموسم دخل فعلياً في جدلية أهداف ريال مدريد، فأصبح الرأي المتداول "لماذا لا يتمّ إعداد فينيسيوس بدلاً من صرف أكثر من مئة مليون يورو على جلب لاعب بمركزه".
ومن الجيد والسيء بذات الوقت أنّ فينيسيوس لا يتقن اللعب سوى في مركز الجناح الهجومي الأيسر (مركز رونالدو سابقاً)، مما يعني صعوبة جلب نجم بمركزه ولهذا يتم الحديث فعلياً على أن قدوم نيمار أو هازارد سيكون لوضع أحدهما في مركز صانع الألعاب أو المهاجم الوهمي وليس كجناح هجومي إلا في حال الهبوط الحاد لمستوى فينيسيوس.
الثاني: كثرة النجوم
خيارات زيدان في مركز مانيه كثيرة جداً سواء كانت داخل النادي أو خارجه فهو يمكنه استخدام الويلزي بيل أو أسينسيو أو حتى إيسكو كجناح هجومي بدلاً من صرف مبلغ طائل يُحسب عليه دون الاستفادة المثلى.
أما خارج أسوار ريال مدريد فهازارد الأقرب ونيمار أو مبابي الأكثر أهمية فنياً وتسويقياً، كما أنّ تصريحات هازارد المستمرة عن ريال وعلاقة بيريز الطيبة بنادي باريس سان جيرمان ترجح كفة واحد من الثلاثة على حساب مفاوضات معقدة مع كلوب وإدارة ليفربول.
الثالث: بيل علامة الاستفهام
منذ قدوم زيدان إلى تدريب ريال مدريد في فترته الأولى وهو يعاني من الضغوط التي فرضت عليها بسبب الويلزي غاريث بيل، ومع أنّ الأمور متجهة إلى التهدئة حتى نهاية الموسم لكن علاقته لم تكن يوماً مثالية مع اللاعب الويلزي ووكيل أعماله.
وسجّل بيل في اختباره الجديد الأول مع زيدان وكان جيداً بالمجمل، لكن زيدان نفسه غيّر مركز بيل أكثر من مرة خلال المباراة وأعطى لاعبيه مهاماً إضافية لإيجاد حلول فعّالة للاستفادة من إمكانيات بيل.
في مركز بيل على الجهة المقابلة لفينيسيوس لا يوجد سوى لاعب واحد يمكنه إغلاق الثغرة (فاسكيز) لكن المشكلة الأكبر أنّ حتى في معظم أندية العالم لا يوجد نجوم بمستويات مميزة لشغل هذا المكان وبكل تأكيد محمد صلاح أحد القلائل المميزين في الموضع المذكور بالوقت الحالي.
الرابع: ليفربول لا يفرّط بنجومه بسهولة
يقدّم مانيه أعلى مستوياته حالياً فقد أصبح أيقونة ليفربول الأولى بالتزامن مع تراجع مستوى صلاح تهديفياً، وفي تصريح ملفت للأخير قال صراحة: "الفوز في دوري أبطال أوروبا هو حلمي وفي ليفربول يريدون الدوري"، وشخصياً أجزم بعدم وجود فريق يمكنه تحقيق حلم صلاح بالأبطال أهم من ريال مدريد في السنوات الأخيرة.
التخلي عن صلاح رغم دعمه اللامحدود من قبل كلوب ورفاقه أسهل قليلاً من مانيه وخاصة إذا بقيت الأمور الفنية على حالها حتى نهاية الموسم.
الخامس: زيدان وحل مشكلة راموس وصلاح
انزعاج صلاح من طريقة إصابته التي تسبب بها قائد ريال مدريد سيرجيو راموس في نهائي أبطال أوروبا أكبر عائق أمام احتمالية انضمامه للملكي لكن هدوء زيدان في التعامل مع القضية قد يساعد على إنهائها مستقبلاً.
زيدان نفسه أصبح أحد مغريات الانضمام إلى ريال مدريد بعيداً عن اسم هذا الفريق وعراقته، وهو أمر طبيعي يحدث في برشلونة عندما يعرض على أحد النجوم اللعب بجوار ميسي أو يوفنتوس الذي أصبح رونالدو أحد نجومه بسرعة قياسية.