بوفون وحلم الأبطال الذي لم يتحقق
لم يكن نهائي كارديف بين يوفنتوس وريال مدريد كغيره من المباريات النهائية في دوري الأبطال خصوصاً بالنسبة لقائد السيدة العجوز جيانلويجي بوفون الخاسر الأكبر والذي ذرف دموعاً غالية أسرت قلوب محبيه.
بوفون والحلم الضائع
كان الطريق المؤدي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في كارديف في شهر حزيران/يونيو الفائت مفروشاً بالورود.. يوفنتوس يحقق الفوز تلو الآخر، سواء في الدوري الإيطالي أو في المسابقة الأوروبية الأمجد حيث تصدر فريق المدرب ماسيميليانو أليغري مجموعته أمام إشبيلية الإسباني من دون أن يخسر أي مباراة. تجاوز بورتو بسهولة في ثمن النهائي بفوزه عليه بمجموع مباراتي الذهاب والإياب 3-صفر وقهر العملاق الكتالوني برشلونة في ربع النهائي بنفس النتيجة قبل أن يهزم موناكو الفرنسي الحصان الأسود للبطولة في المربع الذهبي بفوزه عليه بمجموع 4-1.
الفوز بلقب الدوري والكأس في إيطاليا، منح بوفون ولاعبي السيدة العجوز جرعة إضافية من الثقة وعزيمة لفك العقدة التي لازمت الفريق في المباريات النهائية لدوري الأبطال والتي فاز فيها النادي مرتين فقط من أصل 8،وكان آخر تتويج منذ عشرين عاماً (نسخة 1995-1996)قبل أن يسقط يوفي في نهائي النسختين التاليتين، وثم في نهائي 2002-2003 ونهائي 2014-2015 حيث كان بوفون من مرماه شاهداً على مسلسل الهزائم المستمر.
بوفون بطل العالم مع المنتخب الوطني في 2006، كان قبل نهائي كارديف أكمل مجموعته من الكؤوس والجوائز التي حصدها على مدى عقود، وامتلأت خزائنه بالمعادن الملونة إلا من الكأس ذات الأذنين الكبيرتين التي رفضت الانصياع لنجوميته وحرمته من معانقتها، فكان عازماً أكثر من أي وقت مضى على الظفر بها لعلّها تكون الهدية الأغلى التي يسدل بها الستار على مسيرته الطويلة.
بخطى ثابتة مشى الرجل الذي قارب الأربعين عاماً على عشب ملعب "ميلينيوم ستاديوم" وعيناه شاخصتان إلى الكأس، ولم يرد من هذه المباراة سوى اعتلاء منصة التتويج، وتحقيق حلمه الذي طال انتظاره في مواجهة زميله السابق في يوفي، مدرب ريال مدريد زين الدين زيدان وكوكبة من النجوم يتقدمهم صاروخ ماديرا كريستيانو رونالدو.
السيناريو الذي تمناه بوفون، تلاشى سريعاً أمام عينيه، وتحت وطأة ضربات رونالدو وزملائه، هوى لاعبو يوفي سريعاً وتنكرت الكرة له وأحرقت قفازيه فلم يقو على ترويضها، ومع مرور الدقائق جرت الرياح بما لا تشتهيه سفن جيجي ورجاله، واقتلعت معها أحلامه وحطمتها على صخرة القلعة البيضاء مكرسة عقدة الفريق في المباريات النهائية للمسابقة الأوروبية الأمجد وعقدة بوفون التي لم تنفك للمرة الثالثة.