أبطال أوروبا - هل أثبت زيدان نجاحه مع ريال مدريد؟
واصل زين الدين زيدان نجاحه في اختباراته التكتيكية مع ريال مدريد ليؤكد مجدداً أنّه أحد المدربين الكبار القادرين على جلب البطولات، لكن ماذا يخبئ له المستقبل؟
مازن الريس
واستطاع الفرنسي زيدان بعد أقل من ستة أشهر تغيير شكل ريال مدريد الإسباني بطريقة ملفتة، حيث حوّله من فريق غير واضح الأسلوب ومنهك بالخلافات الداخلية في عهد رافاييل بينيتيز إلى نادٍ منظم يمكنه الفوز على أيّ فريق بالعالم.
وعوّض ريال مدريد بقيادة زيزو خيبة البداية السيئة مع مدرب نيوكاسل الإنكليزي الحالي باحتلاله وصافة الليغا والتتويج بلقب الأبطال أمس السبت على حساب أتلتيكو مدريد بركلات الترجيح 5-3 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي 1-1.
لمسات واضحة في الأبطال
ظهرت لمسات زيدان (43 عاماً) واضحة في نهائي أبطال أوروبا، فبالرغم من عدم وجود مفاجآت في تشكيلته الأساسية إلا أنّ الأدوار التكتيكية التي قام بها بايل ورونالدو بمساندة الدفاع وكروس بالتحرر في الوسط كانت مؤثرة على نتيجة اللقاء ككل، بالإضافة إلى العديد من التفاصيل الأخرى من اعتماد على الكرات الثابتة وعدم السماح لأتلتيكو باللعب كما يريد (المرتدات).
ومع أنّ بعض الأصوات تبدو محقة في الإشارة إلى خطأ تبديل كروس بإيسكو (72) وخسارة تبديلاته في الدقيقة 77 عندما زجّ بفازكيز مكان بنزيمة، لكن إهدار ريال لهدفين محققين في تلك الفترة قبل تعديل أتلتيكو للنتيجة (79) كان من الممكن أن يثبت صحة رهان زيدان، علماً أنّ دخول فازكيز كان ضرورياً لمساندة المنهك دانييلو.
ليس سيميوني ولا غوارديولا
منذ استلام مدرب الفريق الثاني لريال مدريد لمهامه الجديدة وهناك من يتحدث عن مقارنته بالفيلسوف بيب غوارديولا والملهم دييغو سيميوني، لكن الأشهر الفائتة أثبتت أنّ زيدان هو زيدان، ولا يمكن أن يتقمّص شخصية محددة للسير على نهجها.
زيدان يبدو شخصية أخرى، فهو تعلّم من الإيطالي كارلو أنشيلوتي جزءاً من فلسفته الدفاعية، ومن مورينيو القرارات الجريئة بالإضافة إلى قربه من اللاعبين كحال سيميوني وبيب، لكن الظروف التي أتيحت للأخيرين (نوعية اللاعبين مع بيب وعدم وجود ضغوط لدى دييغو) تجعله يبتعد عن التشبّه بهما.
تجربة دي ماتيو الخطر الأكبر
كان لافتاً يوم أمس ما تمّ تداوله في الاستديو التحليلي على قنواتنا عن الإيطالي دي ماتيو الفائز مع تشيلسي بلقب الأبطال 2012 واختفاؤه من الواجهة التدريبية سريعاً، ومنطقياً تبقى هذه النظرية واردة لأنّ فشل زيدان في الموسم المقبل قد يسهم في خروجه من الباب الضيق لريال مدريد.
زيدان يملك فرصة مثالية لدخول عالم المدربين العالميين من أوسع أبوابه، وذلك لأنّه سيعدّ فريقه من بداية الموسم ويختار اللاعبين القادرين على جلب البطولات إلى قلعة ريال مدريد في المستقبل، والوقت وحده فقط القادر على الإجابة عن التساؤل المطروح.