يورو 2016: لقاء خاص مع روبير بيريس بطل يورو 2000

beIN SPORTS

حاوره في باريس إيلي المندلق

تصوير: سامر الرجال

 

لم تكن فرنسا لتفوز بكأس أمم أوروبا لولا دخول روبير بيريس قبل نهاية المباراة وصناعته هدف الفوز الذهبي لدافيد تريزيغيه في مرمى إيطاليا في نهائي يورو 2000.

بيريس لاعب مرسيليا وأرسنال وفياريال السابق والذي فاز بكأس العالم 1998 أيضاً أجاب على أسئلتنا في مقابلة خاصة تطرقنا في خلالها للحديث عن المنتخب الفرنسي ومواجهته المقبلة مع جمهورية إيرلندا بالإضافة لرأيه بالنظام الجديد للبطولة والمنتخبات المشاركة وأمور أخرى هامة تجدونها في السطور التالية.

 

خلال مسيرتك لعبت في خط الوسط وعلى الجناحين سواء في المنتخب الفرنسي أو الأندية التي دافعت عن ألوانها، هل ترى أن ثمة مشكلة في خط وسط المنتخب الفرنسي الذي كان أحد نقاط قوته قبل بداية اليورو خصوصاً أن المدرب ديدييه ديشان غيّر خطته من 3-3-4 إلى 4-2-3-1 في مباراته الثانية؟

بالنسبة لي شخصياً، الخطة ليس مهمة، إن اعتمد ديشان خطة 4-2-3-1 أو 4-3-3 التقليدية. ما يهم هو قدرة اللاعبين على التأقلم مع جميع الخطط التي من الممكن أن يعتمدها المدرب في مختلف المباريات. فرنسا لديها لاعبين أذكياء يمثلون أندية كبيرة والآن ما يهم هو الذهنية. إن كان لدينا ذهنية الفوز سنفوز في مباراتنا المقبلة أمام إيرلندا الشمالية وعلى ديشان الآن القيام بالخيارات الصحيحة.

لعبت مع ديشان في كأس العالم 98 ويورو 2000 عندما كان قائداً للمنتخب، هل تثق بخياراته وخصوصاً التكتيكية التي اعتمدها في الدور الأول؟

بالطبع.. إنه يستعد لهذه البطولة منذ عامين ويحاول تكوين منتخب منافس، كانت لديه خيارات معينة وأخرى جريئة مثل استبعاد ماتيو فالبوينا وكريم بنزيمة. الآن قرر المضي قدماً في خط مستقيم رسمه وأرى أنه نجح في ذلك.

عندما أعلن ديشان قائمته لليورو دافع عن خياراته باستبعاد بعض اللاعبين موضحاً أنه اختار "مجموعة من أفضل اللاعبين" وليس أفضل اللاعبين. هل تعتقد أن المنتخب الحالي يشكّل مجموعة منسجمة قادرة على الذهاب بعيداً؟

المنتخب الحالي لديه نقاط إيجابية وأخرى سلبية. من أجل بناء فريق متجانس يجب على اللاعبين أن يعملوا سوياً لمدة طويلة من الوقت فالأمر لا يحصل بين يوم وآخر. أرى أن ديشان عمل جيداً على هذا الامر ونجح في ذلك.

من المعلوم أن أسلوب لعب المنتخب الإيرلندي قريب جداً من جاره الإنكليزي، هل تتوقع مباراة صعبة على المنتخب الفرنسي؟

بالتأكيد أتوقعها مباراة صعبة. سنفوز، ولكن الأمور ستكون معقدة لأننا رأينا المنتخب الإيرلندي فهو جريء ومغامر ويقاتل في الميدان، وخير دليل على ذلك مهاجمه شاين لونغ. لن أتوقعها مباراة سهلة على الإطلاق.

ما هي مفاتيح فوز فرنسا أمام جمهورية إيرلندا؟

اللاعبون هم مفتاح الفوز، إذا خاضوا اللقاء بجدية وتركيز واحترافية، سنفوز في المباراة. الأمر يتعلق باللاعبين فقط.

مار رأيك بديميتري باييت؟ هل فرض نفسه قائداً بعد الأداء الكبير الذي قدمه في الدور الأول؟

أداء باييت يرتقي باستمرار. في مرسيليا كان جيداً ثم تألق في ويست هام وهو يسير اليوم في الطريق الصحيح وبات أحد أعمدة المنتخب الفرنسي الذي يستفيد حالياً من مستواه العالي.

إنه يسجل الأهداف ويصنعها ونسبة نجاح تمريراته مرتفعة جداً وهذا كله يصب في مصلحة المنتخب. ما أحبه في ديميتري باييت قدرته على جعل الفريق بأكمله يلعب للأمام، وهو حاسم عندما يحتاج فريقه لحسم النتيجة.

إنه صانع ألعاب مثل الذين يحملون الرقم 10، فدورهم الرئيسي هو جعل زملائهم يلعبون ويتألقون، وعندما تسنح له فرصة للتسجيل، فهو يسجل!

بين أوليفييه جيرو وأندريه بيار جينياك، من تفضل أن يشغل مركز رأس الحربة في مقدمة المنتخب؟

في المنتخب الفرنسي هنالك هرمية دائمة إن أعجبنا الأمر أو لم يعجبنا. اليوم، أوليفييه جيرو يأتي في المرتبة الأولى بالنسبة للمدرب وسيلعب أساسياً بالتأكيد أمام جمهورية إيرلندا بحسب رأيي. أنا كنت لاعباً سابقاً في المنتخب وكنت أعرف أن الهرمية في المنتخب الفرنسي نظام يتم العمل به. قبل استبعاد بنزيمة كان جيرو الخيار الثاني للمدرب، وبما أن كريم ليس هنا فحكماً جيرو هو الأساسي الآن.

ما هو المنتخب الذي تخشى أن تواجهه فرنسا بعد إيرلندا، في حال التأهل؟

الإنكليزي.. أرى أن فرنسا لا تبلي حسناً أمام إنكلترا خصوصاً أننا خسرنا أمم الإنكليز بهدفين نظيفين منذ بضعة أشهر، أتمنى مشاهدة مباراة فرنسا-إسبانيا في نصف النهائي.

لعبت في كأس أمم أوروبا مرتين وفزت ببطولة 2000  في هولندا وبلجيكا. في ذلك الوقت تنافس في النهائيات 16 منتخباً وبلغ عدد المباريات 36، أما في البطولة الحالية فالوضع اختلف مع 24 منتخب و51 مباراة، أيهما تفضل؟

أفضل النسخة القديمة من كأس أوروبا التي يتنافس فيها 16 منتخباً، لأن عدد المباريات ازداد كثيراً وعلى المنتخبات لعب مباريات أكثر وبالتالي سيتسبب ذلك في إرهاق اللاعبين خصوصاً أن معظمهم خاضوا موسماً طويلاً مع أنديتهم في الدوريات الأوروبية.

أصبحت كأس أوروبا مثل كأس العالم تتطلب من اللاعبين جاهزية أكثر وبذل مجهود بدني إضافي من أجل الاستمرار في البطولة، ولكن إتاحة المجال أمام المنتخبات الصغيرة للمنافسة مثل إيسلندا وبلاد الغال يعتبر فرصة لها للتنافس مع الكبار.

أي من المنتخبات الـ24 المشاركة شد انتباهك وأعجبك أسلوبه؟

المنتخب الكرواتي الذي يملك وسطاً قوياً جداً بوجود راكيتيتش ومودريتش وبروزوفيتش. كرواتيا ليست اكتشافاً جديداً، دائماً ما يشاركون بمنتخبات قوية في البطولات، والفريق الحالي يلعب بطريقة رائعة خصوصاً أنه نجح في الفوز على إسبانيا البطلة منذ عدة أيام، وليس من السهل أن نهزم إسبانيا وهذا يؤكد صحة كلامي عن مستوى هذا الفريق.

ما رأيك بأداء إيطاليا وهل يقلق الفرنسيون من مواجهتها في حال تأهل الاثنان إلى نصف النهائي؟

إيطاليا هي دائماً إيطاليا. هل أنت متفاجئ من أدائهم؟ (يضحك) لا نتحدث أبداً عن إيطاليا ولا نرشحها عادة للفوز ولكن عندما يلعبون في البطولات الكبيرة، العقلية تتغير، إنها العقلية الإيطالية. الفوز دائماً في ذهنهم، ولدوا للفوز وللذهاب بعيداً وهم دائماً يكافحون في الملعب. إنهم يعرفون أنهم لا يلعبون بشكل جيد ولكنهم يفوزون في النهاية. لقد فازوا بكأس العالم أربع مرات ويجب الاعتراف أن إيطاليا من العملاقة في عالم كرة القدم.

أليس هذا ما ينقص المنتخب الفرنسي؟

عندما فزنا بكأس العالم وكأس أوروبا تكون المنتخب في تلك الفترة من عدة لاعبين كان يلعبون في الدوري الإيطالي عندما كان ه1ا الدوري الأقوى في أوروبا. وهؤلاء اللاعبين نقلوا معهم هذه الذهنية إلى المنتخب وكان هذا العامل إيجابياً جداً في النتائج التي تحققت.

أعلم أنك من أصول برتغالية،هل تشجع البرتغال في اليورو؟

(يضحك) بالطبع، في كل بطولة أعلق آمالي عليهم من أجل تحقيق نتيجة طيبة والآن تأهلوا من دون تحقيق أي فوز يذكر. آمل أن يتمكنوا من الفوز على كرواتيا خصوصاً من أجل والدي ولكن أعلم أن الأمر سيكون صعباً جداً. يجب ألا يعتمدوا فقط على رونالدو، لأن الفريق يضم عدة لاعبين بارزين أيضاً مثل ناني وكورايسما وموتينيو الذين عليهم أن يتحملوا جزءً من المسؤولية أيضاً. بالطبع رونالدو هو النجم القادر على تغيير مجريات المباراة ولكن إن كان في حالة لا تسمح له بذلك، ماذا تفعل البرتغال؟


>