من يكون "الفتى الذهبي" الجديد للمان سيتي؟
إيهياناتشو يصنع مجد الفوز في ثوان، بعد أن عجز عن تحصيله نجوم بيليغريني في ساعة ونصف؟
باسم السالمي
لفت تألق النيجيري كيليشي إيهياناتشو، في مباراة كريستال بالاس أمس السبت جميع الملاحظين، حين منح هدفه الحاسم الفوز الخامس توالياً للسيتي في هذا الموسم، فاستحقّ أن نضيء مساحة من الاهتمام حوله، تجيب عن سؤال: من يكون إيهياناتشو؟
سمعته سبقته إلى مانشستر
قد يكون إيهياناتشو في حكم "النّكرة" لأغلب جماهير الـ"بريميرليغ"، ولكنّه ليس كذلك لمن تابع كأس العالم لما دون 17 عاماً في عام 2013 التي استضافتها أراضي الإمارات العربية المتحدة، حين أبدع النيجيري الصغير مع منتخب "النسور الخضر" المتوّج بتلك البطولة بعد سلسلة من العروض الرائعة.
مساهمة إيهياناتشو في مونديال 2013 كانت بارزة أكثر من عين الشمس في كبد السماء، بتدوينه 6 أهداف وتقديمه 7 تمريرات حاسمة ليساهم بشكل فعال في صنع 13 هدفاً من جملة 26 وقّعها يافعو نيجيريا في مرمى منافسيهم، وهو ما أهّل صاحب الرقم 10 للتتويج بجائز الكرة الذهبية كأفضل لاعب في البطولة.
كلّ هذا الألق أدار الرقاب لفتى "سوبر غرين إغلز" لا سيما بعد تتويجه بجائزة أفضل لاعب واعد في القارة الأفريقية، حيث أبدت عدد من أندية أوروبا الشهيرة رغبتها الشديدة في الفوز بخدماته، من أهمّها أرسنال الإنكليزي وبورتو وسبورتنغ لشبونة البرتغاليان، غير أنّ عين إيهياناتشو استقرّت عند حدود اللون السماوي ليوقّع معه عقداً مبدئياً مع مان سيتي في كانون الأول/ديسمبر، قبل أن يوقّع أول عقد له كمحترف في صفوفه في تشرين الأول/أكتوبر 2014.
سر الدقيقة الـ89؟
كانت مفارقة غريبة للفتى النيجيري أن تكون أول مشاركتين له في منافسات الدوري الإنكليزي الممتاز في الدقيقة 89، حيث دخل في مباراة واتفورد ضمن الأسبوع الرابع بديلاً لرحيم ستيرلينغ في المباراة التي حسمها سيتي على أرضه (2-0)، وأعيد المشهد بحذافيره في مواجهة أمس أمام كريستال بالاس حين حسم نتيجة اللقاء بهدفه القاتل.
لا ندري إن كانت لهذه المفارقة أي مقصد من المدرب التشيلي مانويل بيليغريني، خصوصاً مع تصريحه الذي أعقب الفوز في "سيلهرست بارك"حين سئل عن فحوى ما قاله لإيهياناتشو قبل إقحامه في الدقيقة الأخيرة فردّ: "قلت له اذهب وسجّل هدف الفوز".
ولكن لا أحد قادر على تأويل ما يجول في خاطر مدرب السيتيزنس، حيث أنّ جوابه يتأرجح بين الثقة الكاملة في إمكانات مهاجمه الواعد وعدم الثقة في المراهنة عليه للعب عدد أكبر من الدقائق.
مهدِّدٌ حقيقي لهؤلاء؟
دقائق قليلة وفوائد كبيرة.. خلطة سحرية يعتمدها أصيل مدينة "إيمو ستايت" النيجيرية، في جلب اهتمام أكبر من مدرب السيتي، الذي يبدو وأنّه بدأ يقتنع بإمكانية إيجاد مكان للصغير الأفريقي ضمن زخم النجوم.
وليس هذا فحسب، فنجاعة إيهياناتشو إذا ما تواصلت على حالها قد تضع بعض نجوم الفريق في مأزق ومنهم الثلاثي، دافيد سيلفا ورحيم ستيرلينغ وكيفن دي بروين، لا سيما وأنّ هؤلاء يتكلّفون بملايين اليوروهات التي تثقل كاهل "المواطنين".
"انتهازي" من الطراز الأول
من أهم مميّزات إيهياناتشو، أنّه مهاجم قنّاص من طراز فريد وذلك ليس بغريب عن الكرة النيجيرية التي لطالما أتحفتنا بمهاجمين أفذاذ على غرار الراحل رشيدي ياكيني ودانيال أموكاشي وأوبافيمي مارتينس وغيرهم.
من الناحية الفنية أيضاً، هو لاعب فنّان في المراوغة وقارئ مميّز للعب الهجومي، الأمر الذي يسمح له بجمع حاسّة التهديف القاتلة مع التمريرات الحاسمة، وهو ما يندر توفّره في مهاجمي هذا العصر.
كما يتّسم هذا اللاعب الواعد بقوّته الذهنية العالية، فهو "انتهازي" من الطراز الأول ولا يحتاج للكثير من الوقت لاستثمار الفرص، وليس أدلّ على ذلك إلاّ الدقائق القليلة التي لعبها في جولة مان سيتي الأسترالية ومشاركته في كأس الأبطال، ورغم شحّ الدقائق تمكّن من توقيع هدفين في مباراتين، الأولى أمام سبورتنغ كانساس سيتي الأميركي (4-1) والثانية أمام ميلان الإيطالي (5-1).
حرب التمثيل الدولي
بروز نجم سيتي الجديد، صاحب الـ18 عاماً (3 تشرين الأول/أكتوبر 1993)، قد يفتح أبواباً أخرى من الصراع تتعلّق بمسألة التمثيل الدولي للاعب في قادم الأيام، حيث يمنحه القانون أن يلعب لأي منتخب آخر ما دام لم يمثل المنتخب الأول لبلاده في مباراة رسمية، أمر قد يحفّز منتخب "الأسود الثلاثة" لاستقطاب الواعد النيجيري، الذي لعب في المنتخبات السنية النيجيرية لما دون 17 عاماً (2013 مونديال الإمارات العريبة المتحدة) و20 عاماً (2015 مونديال نيوزيلندا).