ملايين الدوري الصيني تغري النجوم في أوروبا
تفتقد الأندية الصينية إلى مكانة وهيبة وتاريخ الكثير من الأندية الأوروبية، لكنها بملايينها تغري لاعبين موهوبين من أميركا الجنوبية ضمن مسعاها لجعل الصين قوة كروية عظمى.
وفي الوقت الذي ينعم فيه الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار بأمجاد وأموال برشلونة، فهناك "فيلق" لاتيني أقل شهرة يلبي النداء القادم من الشرق حيث تعقد الصفقات الخيالية التي تبعد هؤلاء اللاعبين عن شبح الفقر.
"كلاعبين محترفين، يجب أن نرى فيها فرصة عمل. مسيرتنا قصيرة ويجب أن نفكر بالاستقرار الاقتصادي لعائلاتنا"، هذا ما قاله لاعب الوسط الكولومبي ماوريسيو مولينا الذي لعب في كوريا الجنوبية لمدة ستة أعوام.
ويرى لويس باولو روزنبورغ، الخبير الاقتصادي ونائب رئيس نادي كورنثيانز البرازيلي سابقاً، بأن لاعبين من هذا النوع هم "فاعلون اقتصاديون"، مضيفاً: "طالما إنهم يحصلون على هذه الملايين، فالأمر سيان بالنسبة لهم إذا كانت الصين تملك كرة قدم جيدة أو سيئة".
نجوم في عز عطائهم
وخلافاً للأندية الأميركية التي تستقطب نجوما كبار في أواخر مشوارهم الكروي مثل الإنكليزيين ديفيد بيكهام وستيفن جيرارد، فإن الأندية الآسيوية تريد نجوماً في قمة عطائهم.
وتدفع الأندية الصينية بشكل خاص أموالاً طائلة للحصول على هؤلاء النجوم في صفقات تضاهي من الناحية المادية تلك التي تحصل في البطولات الأوروبية الكبرى التي بدأت تخسر أيضاً بعض نجومها اللاتينيين لمصلحة الدوري الصيني مثل البرازيلي راميريش الذي انتقل من تشيلسي الى غيانغسو سونينغ مقابل 31 مليون دولار ثم لحق به مواطنه أليكس تيكسيرا بعدما تفوق الفريق الصيني في معركته مع ليفربول الإنكليزي من أجل الحصول على خدمات هذا اللاعب من شاختار دانييتسك الأوكراني مقابل 56 مليون دولار.
وفي أوائل كانون الثاني/يناير، انتقل الكولومبي جاكسون مارتينيز من أتلتيكو مدريد الإسباني إلى غوانغجو ايفرغراند مقابل حوالي 46 مليون دولار.
كما انتقل الدولي الإيفواري جيرفينيو من روما الإيطالي إلى هيبي تشاينا فورتشون مقابل 18 مليون يورو، في حين تعاقد شانغهاي شينهوا مع الدولي الكولومبي فريدي غوارين مقابل 13 مليون يورو قادما من إنتر الايطالي.
نكهة برازيلية
وتطغى النكهة البرازيلية على الدوري الصيني الذي يضم 26 لاعباً من بلاد "السامبا" التي تزود دوري الدرجة الثانية الصيني بـ12 لاعباً آخر، فيما كشفت وسائل الاعلام البرازيلية أن 134 لاعباً من بلادها مروا في الصين بين 2003 و2010.
ويحلل روزنبرغ هذه الظاهرة قائلا: "اللاعب البرازيلي لا يبدأ مسيرته وهو يهدف إلى اللعب مع المنتخب الوطني أو التوقيع مع برشلونة، بل يبدأها وهو يفكر بإيجاد حل لمشاكله الاقتصادية الناجمة عن خلفيته المتواضعة. العديد منهم لديهم الكثير من الأقارب والأصدقاء الذين بحاجة إلى مساندتهم وبالتالي سيسعون إلى الحصول على أكبر عائدات ممكنة".
تضخم مؤذٍ
إن ظاهرة شراء اللاعبين البرازيليين كانت محط تشكيك عند آري روكو، خبير التسويق الرياضي في جامعة ساو باولو، الذي قال: "ظهور الصين إلى الساحة يؤذي الكرة البرازيلية لأنه يتسبب بتضخم السوق دون استمرارية. لا ندري إلى متى سيدوم هذا الاستثمار. يبدو انه بمثابة فقاعة مؤقتة".
ووصل الأمر بأندية الدوري السوبر الصيني إلى إنفاق 314 مليون دولار خلال فترة الانتقالات الحالية.
وقد وضع الرئيس الصيني الحالي شي جينبينغ الذي يعتبر من أشد أنصار اللعبة، استضافة المونديال والفوز به هدفا له، وهو يريد "تحويل الصين الى قوة رياضية عظمى كجزء من الحلم الصيني".
ومن أبرز النقاط في مشروع الرئيس لتطوير كرة القدم في الصين إنشاء 50 الف مدرسة كروية خلال السنوات العشر القادمة، وإجبار بعض التلامذة على ممارسة كرة القدم.
"في الصين، أرادوا نمو كرة القدم لكنهم تساءلوا عن السبب الذي منعهم من تحقيق أي تقدم"، هذا ما قاله سيرخيو غارسيا الذي تولى الاشراف على مدارس لتدريب اللاعبين الصينيين الشبان في بلده الأم الأرجنتين.
وواصل: "المشكلة كانت أن اللاعبين الشبان لا يمكنهم بدء اللعب وهم في السادسة عشرة من عمرهم لانهم مضطرون إلى التواجد في المدرسة طيلة اليوم. الان، قرروا تعليم كرة القدم في المدارس الابتدائية والثانوية. لكني أعتقد بأن استثمار الأموال بهذا الشكل الكبير يحمل طابعاً تسويقياً أكثر من المساعدة على نمو اللعبة".