لماذا يتعنت المدربون... يتركون هذا ويصرون على ذاك؟
هل تفهم أكثر من المدرب؟ هل يجب أن يرضي المدرب كل طلبات الجماهير، ثم أننا في بلدنا لدينا ملايين المدربين ولكل واحد منهم رأي مختلف.
هُمام كدر
تلك عيّنة من الأجوبة التي تأتيك ما إن تحاول الدفاع عن لاعب مُعيّن امتنع مدربه عن اصطحابه معه إلى بطولة مهمة تنتظرها الجماهير.
لكن مقابل آلاف يدافعون عن خيار المدرب باعتباره صاحب الرأي الأعلى في أي فريق كرة القدم، هناك الملايين ممن يُسمّون إبعاد نجم عن منتخب بحاجته، عنادً أو تعنتّاً...
روماريو.. رئيس البلاد يتدخل
لنبدأ بالأمثلة فوراً ولننطلق من قصة لا يزال من عاصرها يتذكر تفاصيلها بدقة، فمن تابع مونديال 1998 في فرنسا لابد أنه عاش استبعاد المدرب البرازيلي ماريو زاغالو لنجم مونديال 1994 روماريو، عن منتخب السامبا، والإبقاء على شريكه بيبتو مع أن الأخير كان يكبر الأول بعامين.
وقتها كان ابن ريو دي جانيرو مصاباً وهذا سبب استبعاده المُعلن، ولكن اللاعب أكد أنه يستجيب للعلاج وأنه سيكون لائقاً قبل أول مباراة ضد اسكتلندا.
تمسّك العجوز البرازيلي برأيه؛ رافضاً حتى مناشدة رئيس البرازيل آنذاك كارودزو بضم روماريو، الذي لم يستطع منع دموعه من التساقط في مؤتمر صحفي شهير. مع العلم أن صورة زاغالو ومساعده كارلوس البيرتو بيريرا رسمت على بابين من أبواب دورات المياه في مطعم يملكه روماريو.
أما نتيجة البرازيل في مونديال فرنسا فمعروفة للجميع.
أرجنتين ماردونا "الغُر" كمدرب
من البرازيل إلى جارتها وخصمتها اللدودة الأرجنتين ففي مونديال 2010، قرر دييغو مارادونا وفي ثالث تجربة تدريبية له وقتذاك عدم اصطحاب كامبياسو، خافيير زانيتي، وغاغو، أسماء كان لها وزنها قبل 9 سنوات.
مارادونا كان يعوّل على ميسي فأسلمه شارة الكابتن التي لا يزال البعض يعتبرها أكبر من نجم برشلونة حتى اليوم.
لكن أعظم لاعب في تاريخ الأرجنتين وربما في تاريخ كرة القدم لم تكفيه أسحار ميسي ولا مكانته التاريخية في كرة القدم فخرج يجر أذيال الخيبة على يد ألمانيا – مولر بالخسارة 4-0 في ربع النهائي.
"أسلوب" سامباولي
ونبقى في بلاد ليو، فقبل أشهر، ومع إعلان سامباولي خلو تشكيلة المنتخب المتوجه إلى روسيا 2018، من إيكاردي نجم إنتر وهداف الدوري الإيطالي موسم 2017-2018، اتجهت أصابع الاتهام لميسي فقد همس البعض أن نجم برشلونة لا يتفق مع نجم إنتر، لكن سامباولي الذي فشل بتقديم منتخب محترم في روسيا برر استبعاد إيكاردي بجملة واحدة هي"لا يناسب أسلوبنا"!!. أسلوب سامباولي الذي أدخل الأرجنتين في نفق مظلم ...لا زالت أثر ظلماته حتى اليوم في نفوس مشجعي المنتخب.
لوف العنيد وسانيه المنقذ
أليست دعوة يواخيم لوف لليروي سانيه بعد مونديال 2018 مباشرةً لينقذ ما يمكن إنقاذه في منتخب ألمانيا؛ هي إثبات ذاتي من لوف نفسه بعدم صوابيّة استبعاد نجم سيتي من الذاهبين إلى روسيا؟
ألم يكن المانشافت في روسيا بأمس الحاجة للاعب مهاري، هجومي، صانع أهداف وفرص وهداف مثل سانيه؟
ثم تأتي حجة لوف بالقول إن اللاعب غير منضبط في معسكرات المانشافت المعروفة بصرامتها.
سانيه بالأمس كان مفتاح الفوز أمام هولندا 3-2 في أمستردام وإذا ما لملمت ألمانيا صفوفها ورأب ربانها الخلل فإنه سيكون لابن شالكه أدواراً بطولية في المراحل القادمة.
رينار يدير ظهره ليوسف
أبلى منتخب المغرب بلاءً حسناً في مونديال روسيا، لكن مهاجماً فذاً بقي اسمه يتردد بين المغاربة حتى صافرة نهاية مباراة إسبانيا الثالثة والأخيرة لأسود الأطلس في المونديال.
26 هدفاً في الدوري القطري لم تكن كافية لإقناع هيرفي رينار مدرب المغرب بضم يوسف العربي بحجة أن لاعب الدحيل لا يقوم بأكثر من انتظار الكرة في منطقة جزاء المنافس.
خرج منتخب المغرب بعد تمثيل "مشرف" مللنا منه في المنطقة العربية ولا أحد يعرف ما إذا كانت نتائج أسود الأطلس ستتغير لو كان مهاجماً بقيمة يوسف متواجداً ضد إيران أو البرتغال أو حتى إسبانيا.
من يرفض فراس الخطيب في فريقه؟
من المنطقة العربية نختم بقصة فراس الخطيب مع مدرب منتخب سوريا السابق الألماني شتانغه فالجميع يعلم أن المدرب أراد فرض شخصيته باستبعاد واحد من أفضل لاعبي كرة القدم بتاريخ سوريا متذرعاً بإصابته وكبر سنه (مواليد 1983).
خسرت سوريا بالتعادل مع فلسطين ثم خسرت أداء ونتيجة مع الأردن، وبعد أن أقيل شتانغه لم يكن بإمكان المدرب البديل فجر إبراهيم أن يستدعي المحلل في قنوات beIN SPORTS، وقتذاك لمباراة أستراليا الأخيرة في مشاركة نسور قاسيون (3-2 لأستراليا) ضمن كأس آسيا 2019، لكن مع خروج سوريا من الكأس القارية بصورة مخيبة للغاية أعاد المدرب الوطني إبراهيم خطيب سوريا إلى مكانه الطبيعي فسجل في مباراته الثانية فقط ضد الأردن ودياً وقاده للفوز 1-0، بعد أن خسر مع المنتخب نفسه في الإمارات.
لن تنتهي الأمثل ولن ينتهي الجدل، ولكن سيبقى عصي على الفهم ترك أسماء رنانة دون الاستفادة منها.