كوبا أميركا: الأرقام تتحدث عن تشيلي والأرجنتين وميسي
فيما فرغت المدرجات في سانتياغو واكتظت الشوارع للاحتفال بكوبا-تشيلي ينشغل محبو الكرة بالآثار الرقمية لما دار رحاه في النسخة 44 من بطولة أميركا الجنوبية.
أسدل الستار على بطولة كوبا أميركا بتتويج مستحق لأحمر تشيلي بعد مشوار صاخب بالزخم الفني والجماهيري والقتالي وصل لذروته في النهائي حين كان المشهد مهيباً حتى لاحت الارجنتين ونجومها ظل عملاق لا أثر له.
ثالث أكثر البطولات أهمية في العالم، أسفرت عن ظواهر عديدة قد لا تعرفها بطولة اخرى عالية المستوى نظراً للخصوصية اللاتينية الكروية حيث تحترق الملايين في العنفوان الكروي الجنوبي فيتساوى فيها الكبير والصغير من حيث القيمة الفنية والمادية وقطعاً ليس الإنسانية.
كثيرة إذا معطيات كوبا، الإشارة إلى بعضها قد تعكس واقع حال النسخة الـ44 لأقدم واعرق بطولة عالمية حية ليومنا هذا.
التهديف والكرات الحاسمة والمساهمات
جاء التشيلي ادواردو فارغاس والبيروفي باولو غيريرو في المركز الاول برصيد 4 أهداف لكل منهما امام ارتورو فيدال ولوكاس باريوس وسيرخيو أغويرو مع 3 هداف لكل منهم أيضاً.
أما في التمريرات الحاسمة فحل ليو ميسي وخورخي فالديفيا في المركز الأول برصيد 3 تمريرات لكل منهما أمام آنخل دي ماريا وداني الفيش بتمريرتين لكل من اللاعبين.
أما من حيث المساهمة التهديفية فحقق كل من غيريرو (4 اهداف من 8 للفريق) ولوكاس باريوس (3 من 6 ) والإكوادوري ميلر بولانوس (2 من 4) ومواطنه اينر فالنسيا (2 من 4) نسب المساهمة الأفضل مع 50% لكل منهم، فيما بلغت نسبة مساهمة فارغاس (4 من 13) 31 % واغويرو (3 من 10) 30%.
الاستحواذ والتمرير
لم يكن فوز تشيلي بركلات الترجيح ليلغي معادلة أن الأجدر هو من استحق الفوز ولعل نسبة الاستحواذ العالية للفريق تشير إلى ذلك أمام منتخبات لها باعها وتملك المعادن النفيسة كروياً.
تشيلي حلت أولى بنسبة 68.4% متقدمة الأرجنتين الثانية بنسبة 62.2% والبرازيل الثالثة بسيطرة بلغت 58.9%، فيما حلت الإكوادور رابعة (53.7%) وكولومبيا خامسة (49%).
أكثر مباريات تشيلي سيطرة كانت أمام أوروغواي بنسبة 80% وأقلها في النهائي بنسبة 57%. حال لم يعهدها البرغوث "ليو ميسي".
تسديدات المنتخبات
خاضت تشيلي جميع مبارياتها بحماس منقطع النظير انعكس واقعاً فنياً عالياً، ففي لغة التسديدات والمحاولات حل "لا روخا" أمام الارجنتين مرة اخرى عموماً مع اختلافات في التفاصيل.
بلغ معدل الإكوادور في المباراة الواحدة 16.7 تسديدات وتشيلي 15.8 تسديدة مقابل 14.8 للأرجنتين رغم ان للأخيرة نجوم لا يعرف عددهم أي منتخب آخر في العالم. وجاءت بيرو رابعة بـ12.7 تسديدة ثم البرازيل وكولومبيا بالتساوي بمعدل 12 تسديدة.
المحاولات من خارج المنطقة جاءت كالتالي: الإكوادور 8.3 بالمباراة الواحدة وتشيلي 6.8 والبيرو 6 وباراغواي 6 والبرازيل 5.8 وحلت فنزويلا اخيرة بـ3 محاولات.
أما المحاولات من داخل المنطقة فجاءت كالتالي: الأرجنتين 8.7 والإكوادور 7.7 وتشيلي 7.5 وكولومبيا 7.3 والبيرو 6.2، وحلت بوليفيا اخيرة بـ2.5 محاولة بالمباراة الواحدة.
دقة المحاولات بين الخشبات تصدرتها الأرجنتين بـ6 في المباراة الواحدة أمام الإكوادور 5.7 وتشيلي 5.5 والبارزيل 4.3 وباراغواي 3.8، أما جامايكا فحلت أخيرة برضيد 0.7 بنسبة ضعيفة للغاية.
التمريرات الناجحة
كنتيجة طبيعية للسيطرة حلت تشيلي أولى بنسبة نجاح 86.2% أمام الأرجنتين الثنية بنسبة بلغت 85% والبرازيل ثالثة بنسبة 84.5% والبيرو رابعة بنسبة 78.9% وكولومبيا خامسة ونجاح بلغ 76.3%.
وتصدرت تشيلي عدد التمريرات القصيرة (542) والطويلة (62) أمام الارجنتين (482 -47) والبرازيل (480 -51) والإكوادور (348-53) وكولومبيا (317-56).
التسديدات والمراوغات والأخطاء الفردية
رغم تسجيله هدفاً واحداً بقي ميسي في طليعة اللاعبين الذين سددوا على مرامي المنافسين لكنه ليس الأوّل.
حل الإكوادوري اينر فالنسيا اولا بـ 4.7 محاولات في المباراة الواحدة امام ليو 4.5 وسانشيز 3.7 وفيدال 3.5 وفارغاس 3.5 وباولو غيريرو 3.2.
أما في المراوغات فحل ميسي أولا بـ7.2 مراوغة في المباراة أمام الكولومبي جيفرسون مونتيرو ـ4.7 والكسيس سانشيز 3.8 والمكسيكي خيسيس مانويل كورونا 3 محاولات والبيروفي أندري كارييو 2.8.
كما تصدر ميسي اللاعبين المتعرضين للأخطاء بمعدل 4.7 خطأ في المباراة أمام باولو غيريرو البيروفي 4.3 واينر فالنسيا 3.7 والتشيلي خورخي فالديفيا 3.5 والكولومبي خوان كوادرادوا 3 أخطاء في المباراة الواحدة.
الاخفاقات في السيطرة
المفاجأة في هذا الإطار المتحدث عن عدد مرات إخفاق اللاعب الواحد في السيطرة على الكرة على نحو مناسب سجلها نجم تشيلي اليكسيس سانشيز إذ اخفق بمعدل 4.3 مرات في المباراة الواحدة محتلاً المركز الثاني خلف اينر فالنسيا الأول أي الأكثر سوءاً بـ6.7 إخفاقات.
الكولومبي جيفرسون مونتيرو أخفق بدوره بمعدل 4.3 مرات والبيروفي باولو غيريرو أيضاً بذات عدد المرات.
اما الأرجنتيني ميسي فحل بالمرتبة 124 بمعدل إخفاق بلغ 2.5 بالمباراة الواحدة. أي أن هنالك 123 لاعباً بمعدلات أفضل منه ! طبعاً دون احتساب النسبة بالمقارنة مع دقائق اللعب وعدد لمسات الكرة..
اما أقل اللاعبين ارتكاباً للأخطاء في السيطرة فهو خافيير ماسكيرانو بمعدل 0.2 بالمباراة الواحدة خلال 587 دقيقة لعب وهو الأفضل قياساً للوقت الذي تواجد فيه على الميدان.
الخيارات التكتيكية
ما بين اليمين واليسار والوسط تنوعت نقاط قوة كل منتخب وفقاً لنوعية لاعبيه وخططه التكتيكية.
فخيارات الهجوم يسرة، تصدرته البرازيل بنسبة 41% من عموم محاولاتها أمام جامايكا (40) وبوليفيا (39) وكولومبيا (38) والمكسيك (37).
أما خيارات الاختراق يمنة، فحلت فنزويلا أولى بها بنسبة تركيز بلغت 45% أمام بوليفيا (43) وتشيلي (42) وجامايكا (41).
نسب الهجوم من الوسط تصدرتها الأرجنتين وبلغت 32% أمام تشيلي الثانية (28) وكولومبيا ثالثة (27) والاكوادور (26) شأن باراغواي.
دقائق اللعب
خاض ليوم ميسي وسيرخيو روميرو أكثر عدداً من الدقائق في البطولة مع 602 دقيقة لكل منهما في 6 مباريات أي لعبا كامل الوقت المتاح.
وجاء المدافع ماركوس روخو ثالثاً بـ601 دقيقة في المباراة أمام خافيير ماسكيرانو 587 دقيقة، ثم جاء لاعبو تشيلي كلاوديو برافو (571) وغاري ميديل (570) وماوريسيو ايسلا (570) شان لاعب باراغواي باولو دا سيلفا
اللعب النظيف
نتيجة لغلبة الطابع البدني على الفني نالت باراغواي 16 بطاقة صفراء وهو الرقم الاعلى أمام الارجنتين 15 بطاقة ومن ثم البيرو بعدد 15 بطاقة صفراء وواحدة حمراء وبوليفيا 12 بطاقة صفراء.
ورغم الحماسة والاندفاع الكبيرين نال لاعبو تشيلي 10 بطاقات صفراء وواحدة حمراء في المركز السادس من حيث ترتيب اللعب النظيف.
الأخطاء
حلت الإكوادور أولى بارتكاب الاخطاء إذ سجلت 19.3 خطأ بالمباراة الواحدة أمام الأرجنتين 18.8 وكولومبيا 18.5 وبوليفيا 17.5 ومن ثم البرازيل 17.3، فيما جاءت باراغواي الأقل ارتكابا للأخطاء في المباراة الواحدة بعدل 12.5 إنما يعيبها أن نوعية أخطائها قاسية للغاية.
السطر الأخير
ما تقدم غيض من فيض إحصائي متوفر عن كوبا أميركا. هذا الغيض يعكس واقع حال البطولة في المسائل الفنية ويؤكّد أحقية تشيلي بالفوز بلقبها الأغلى بتاريخها الكروي على حساب أرجنتينيين يجهلون لماذا كوكبة قيمة بحجم لاعيبهم يتقدمهم ليو عاجزة عن نقش تاريخ التانغو بالذهب.