كأس العالم تحت الـ20: من مارادونا إلى ميسي مواهب تتحسّس النجومية
غالباً ما يبدأ العالم تحسس نجومية المواهب الصاعدة في بطولات العالم للفئات العمرية التي تعد مسابقة دون العشرين منها، أبرزها.
زاهر الحلو
غالباً ما يبدأ العالم تحسّس نجومية المواهب الصاعدة في بطولات العالم للفئات العمرية التي تعد مسابقة تحت 20 منها، أبرزها في تقديم أسماء جديدة ما وهي في مرحلة التماس مع النضج الكروي والنجومية الحقيقية.
إذا كأس العالم تحت الـ20، هي المسابقة الي تستقطب الأنظار العالمية كون الكرة تدور خلالها بين أقدام ثلّة من المواهب الاستثنائية التي ستكون حديث الشارع العالمي فيما بعد لسنوات طوال.
من مارادونا تبدأ الحكاية
ولعلّ رمق تاريخ البطولة سريعاً يؤكد هذا الكلام فعام 1979 مازال ماثلاً في أذهان متيّمي الأسطورة الحية مارادونا، وهو تاريخ تقديمه للعالم كنجم واعد صال وجال في الأراضي اليابانية التي استضافت النسخة الثانية من البطولة وقتذاك حين نال اللقب وجائزة أفضل لاعب.
سنتان بعد ذلك، نظمت نسخة 1981 في أستراليا حيث لم تقدم غنىً بالأسماء الرنانة لعل من أبرزها الأرجنتينيان خورخي بوروتشاغا الذي قاد الأرجنتين بتسجيله هدف الفوز إلى لقب مونديال 1986 مع مارادونا، وكذلك الحارس غويوكوتشيا، بخلاف بطولة 1983 التي تعرفنا خلالها على البرازيليين جيوفاني الهداف وبيبيتو ودونغا، والهولندي ماركو فان باستن
وبعد كوكبة ثقيلة الوزن في النسخ التالية، مثل زفونيمير بوبان ودافور سوكر ومواهب أخرى قادت يوغوسلافيا إلى لقب 1987، أتى الدور على البرتغال التي قدمت لنا عام 1991 جيلها الذهبي آنذاك الذي عمّر سنوات طوال أمثال لويس فيغو وروي كوستا وجواو بينتو ونجحوا مع اميليو بيكسي، أفضل لاعب حينها، في الاحتفاظ باللقب بعد تتويج 1989 في السعودية.
في السنوات التي تلت، عرفنا جيلاً حجز مكانه على الخريطة العالمية لاحقاً من أشهرهم البرازيلي أدريانو عام 1993 والإسباني راوول (1995)، ليأتي الدور بعد ذلك على رهط أرجنتيني قادها للقب عام 1997 بقيادة خوان ريكيلمي واستيبان كامبياسو، علماً ان هذه النسخة قدمت لنا تيري هنري ودافيد تريزيغيه اللذين عرفت معهما فرنسا مجدا عالمياً وقارياً لا ينسى عامي 1998 و2000.
6 لاعبين فقط نجحوا في الفوز بجائزتي الهداف وأفضل لاعب في نسخة واحدة منهم ثلاثة أرجنتينيين وهم: البرازيلي جيوفاني (1983)، الأرجنتينيون: خافيير سافيولا (2001)، ميسي (2005)، سيرخيو أغويرو (2007)، الغاني دومينيك أديياه (2009) والبرازيلي هنريك ألمايدا (2011).
واستمرت حكاية بروز النشء الواعد عام 1999 حيث كان للبرازيلي رونالدينيو، أحد أمهر من أنجبتهم ملاعب كرة القدم صولات أسرت قلوب الملايين لاحقاً، بالإضافة للرائع دييغو فورلان رغم أنه كان احتياطياً وقتذاك، قبل أن يصبح هداف كأس العالم 2010 في حقبة الجيل الذهبي لمنتخب أوروغواي.
ورغم وجود هذين الاسمين وغيرهما الكثير، إلا أن جائزة الحذاء الذهبي آلت لابن القارة السمراء المالي سيدو كيتا الذي شق طريق النجومية من هناك ليرتدي قميص برشلونة ويتوج بلقب دوري أبطال أوروبا معه مرتين.
وبعد ان شاهدنا كاكا وخافيير سافياولا عام 2001، وما فعلاه في مسيرتهما الكروية في مرحلة النضج، جاء الدور على إسبانيا التي كانت مع اندريس انييستا على مشارف خطف اللقب لولا تألق البرازيل بأسماء "عادية" أبرزها جونينيو، لكن رغم وجود "رسام برشلونة" السابق إلا أن جائزة أفضل لاعب خطفها الإماراتي إسماعيل مطر في البطولة التي استضافتها بلاده.
..ومع ميسي تستمر
سنتان بعد انييستا، انطلق مالئ الدنيا وشاغل الناس، ليونيل ميسي، الذي قاد الأرجنتين للقب على حساب نيجيريا في النهائي بالفوز 2-1 وتسجيله الثنائية ليحرز أيضاً جائزتي أفضل لاعب، وهداف البطولة بـ 6 أهداف، ومنذ ذلك التاريخ لم يمل "البرغوث" من تدمير المنظومات الدفاعية أينما حل، وهو أمر ما زال لم يبلغ فيه نهمه حد الإشباع حتى اليوم.
يعد ميسي، لم تختلف الحكاية، تداولت نجوم كثر بالإبداع على الميادين الخضراء، إلا أن أيا منها لم يبلغ قيمة الأرجنتيني، ولعلّ، لم يفعل أحد قبله أيضاً، ومن أهم من نستحضر، سيرخيو اغويرو هداف وأفضل لاعب 2007، وبول بوغبا الذي اختير الأفضل عام 2013 حين قاد فرنسا للقبها الأول في هذه الفئة في تاريخا.
كما قدم لنا العراق في هذه النسخة منتخباً رائعاً مع نجمه علي عدنان، وقد نجحت هذه الكوكبة في الحلول بالمركز الرابع بعد خسارتها مباراة الترتيب أمام غانا.
طبعاً هي عينة من لائحة عشرات كان لأصحابها صولات وجولات، منهم من فقد لمسته في سن النضج بعد البروز في فئة الشباب، ومنهم من أدرك نجوميته بعد الرشد الكروي، ومنهم، -وهم الفئة الأبرز- من تفجرت عبقريته من اللمسة الأولى واستمرت، ولعل من أبرزهم معجزتا الأرجنتين وكرة القدم مارادونا وميسي.