بعد أن عانى بشكل كبير من تراجع نتائجه في الدوري الألماني لكرة القدم "بوندسليغا" هذا الموسم، نجح فولفسبورغ في رسم صورة مختلفة تماماً في ساحة أخرى من خلال مشاركة متميزة في دوري أبطال أوروبا حتى سجّل تأهله الأول إلى دور الثمانية.

وتغلّب فولفسبورغ على خينت البلجيكي في عقر داره 3-2 ذهاباً ثم أثبت جدارته بالتأهل إثر الفوز عليه 1-0 مساء الثلاثاء في إياب دور الستة عشر، حيث صعد إلى دور الثمانية بنتيجة إجمالية 4-2 وذلك في أول تجربة له بالأدوار الإقصائية في دوري الأبطال.

وقال ديتر هيكينغ المدير الفني لفولفسبورغ في تصريحات للصحفيين عقب المباراة: "أقدّم لفريقي تهنئة هائلة، لقد فرض نفسه ليكون المرشح الأوفر حظاً في كلتا المباراتين. بشكل عام، لم تكن المهمة سهلة كما ظن العديد من المتابعين".

وأضاف: "وضعنا الأساس لتأهلنا في خينت (في مباراة الذهاب). وبمجرد تسجيل الهدف أمس، ذهبت الضغوط وباتت الأمور أسهل كثيراً. اللاعبون أدّوا المهمة بشكل رائع".

وأياً كان الفريق الذي سيواجهه في دور الثمانية، سيشكل فولفسبورغ منافساً صعباً خاصة وأنّ أوراقه ليست مكشوفة بشكل كبير أمام منافسيه بدوري الأبطال ولا يمكن التكهن بتغييراته الخططية سعياً لمواصلة المشوار في البطولة الأوروبية.

وفي الموسم الماضي، كان فولفسبورغ المنافس الوحيد لبايرن ميونيخ على المستوى المحلي وانتزع لقب كأس ألمانيا مستغلاً حدّته الهجومية وتوظيف الجناحين بشكل جيد وخبرة دفاعه وكذلك حارس مرماه.

ولكنّ الوضع اختلف كثيراً هذا الموسم حيث تأثّر الفريق بشكل كبير بانتقال كيفن دي بروين إلى مانشستر سيتي حيث أخفق لاعبون آخرون مثل أندري شورله، الذي سجّل هدف الفوز أمس، في تعويض رحيله.

كذلك تأثر الفريق بخلافات نشبت بين هيكينغ وباس دوست، هدّاف الفريق للموسم الماضي، وخرج هذا الموسم من كأس ألمانيا كما تذبذبت نتائجه في البوندسليغا.

كذلك تذبذبت الرؤية بالنسبة للوضع المالي المستقبلي للنادي في ظل فضيحة شركة فولكس فاغن المالكة للنادي.

مع ذلك، انتفض فولفسبورغ في الفترة الأخيرة وحسن نتائجه في البوندسليغا وهو ما عزّز ثقة الفريق خلال منافسته على الساحة الأوروبية وساهم في مساعدته على تجاوز خينت والعبور لدور الثمانية.

كذلك بدأ يوليان دراكسلر، المنضم من شالكه لتعويض رحيل دي بروين، في استعادة أفضل مستوياته كما بدأ تراجع الأخطاء الدفاعية التي أثرت على الفريق كثيراً في وقت سابق هذا الموسم.

وقال دراكسلر عقب مباراة أمس: "إنني سعيد بأننا نشق طريقنا وقد تقدّمنا خطوة هائلة بالنسبة للنادي.. ما تحقق يعني الكثير بالنسبة لنا كفريق، خاصة وأنّ الكثيرين اعتقدوا أنه ليس بإمكاننا الوصول لهذه المرحلة في البطولة. تحقيق هذه الخطوة للمرة الأولى في البطولة الأوروبية يلقي ضوءاً جديداً على النادي".