فقير بين نداء القلب وخطاب العقل
يبدو أنّ "مسلسل" نبيل فقير لا يزال طويلاً...
محمد أنور قلمامي
شغلت "قضية" نبيل فقير الشارع الرياضي الفرنسي والجزائري على حد سواء كما أسالت الكثير من الحبر خصوصاً في ظلّ التطوّرات الأخيرة التي تلت دعوته لتدعيم صفوف "الخضر".
وورد اسم مهاجم نادي أولمبيك ليون، الشاب الفرنسي الجزائري نبيل فقير، ضمن قائمة موسّعة لمنتخب الجزائر لكرة القدم كشف عنها المدرب كريستيان غوركوف الجمعة.
[[{"uri": "/media/39568", "style": ""}]]
وكانت دعوة فقير نجم ليون للمشاركة في معسكر تحضيري، مقرّر بالعاصمة القطرية الدوحة من 23 إلى 31 مارس الجاري، وتتخلله مباراتان وديتان أمام كل من منتخبي قطر وسلطنة عمان، بمثابة المفاجأة المدوية إذ كانت الآمال معلقةً على المهاجم صاحب الـ21 ربيعاً لحمل راية "الديوك" بعد أن تقمّص زي المنتخب الأولمبي الفرنسي.
بيد أنّ اللاعب الموهوب سرعان ما عاد ليكذّب جميع الأخبار التي ادعت قبوله دعوة غوركوف واتخاذه قرار تمثيل منتخب "محاربي الصحراء" لتأخذ الأمور منحى جديد.
من هو فقير؟
[[{"uri": "/media/39570", "style": ""}]]
ولد نبيل فقير يوم 18 تموز/يوليو 1993 في مدينة ليون جنوب شرق فرنسا وتعلّم أبجديات كرة القدم في فريق "اف سي فو أون فولان" الذي ينشط بقسم الهواة.
وانتقل المهاجم المميز إلى نادي "اي اس سانت بريست" (قسم الهواة) أين تألق وجلب أنظار الكشافين ليحطّ الرحال في الأخير في نادي أولمبيك ليون.
وأدار فقير الرقاب إليه موسم 2011-2012 مع الفريق الثاني لأولمبيك ليون إذ خاض 19 مباراةً وسجّل 5 أهداف ليوقّع على عقد جديد مع الفريق العريق بامتيازات محترمة.
ومن مزايا المهاجم الشاب إجادته للعب بالرجل اليسرى وقدرته على المراوغة في المساحات الضيقة والتسديد القوي والدقيق على المرمى.
الوضعية الراهنة
[[{"uri": "/media/39571", "style": ""}]]
بعد الدعوة الأخيرة التي تلقاها فقير من مدرب "الخضر" الفرنسي كريستيان غوركوف وتأكيد وسائل إعلام جزائرية على قبوله اللعب لمصلحة "محاربي الصحراء" خرج المهاجم الشاب عن صمته ونفى ما راج من أخبار حول هذه المسألة.
وقال فقير: " "لا أخفي أنني تأثرت كثيرًا باستدعائي للمنتخب الجزائري، لكنني لم أعلن عن قراري النهائي بعد. تحدّثت مع غوركوف، وشرحت له أنني لن أكشف عن خياري إلاّ مع موفّى الشهر الحالي".
وأردف لاعب ليون: "من المبكر جدًا أن يتحدّث الناس عن قبولي الانضمام للجزائر. حاليًا، لا أفكّر سوى في فريقي أولمبيك ليون، وبالتحديد في مباراة مونبلييه التي ستُلعب يوم الأحد".
وعلى الرغم من تصريحات "الموهبة الصاعدة" في الليغ 1 فإن بعض التقارير الإعلامية تشير إلى أن تعزيز فقير لصفوف منتخب الجزائر لا يعدو إلاّ أن يكون مسألة وقت.
فضلاً عن ذلك فإنّ المتعارف عليه أنّ أي مدرب وطني، وقبل أن يعلن عن قائمة اللاعبين المعنيين بالمعسكرات أو المباريات، يقوم بالاتصال بهم لمعرفة مدى استعدادهم لتلبية الدعوة ولا نظنّ أن غوركوف الخبير (59 عاماً) قد يدعو لاعباً دون استشارته وجس نبضه للتعرف على مدى استعداده لحمل الراية الوطنية.
وبناءً على هذه المعطيات يبدو أن ضغوطات تسلّط على "جوهرة" ليون لإثنائه عن اللعب لمصلحة الجزائر وأن وعوداً فرنسية قد قدّمت للاعب بتقمّص زي "الديوك" لكن هل يستجيب المهاجم الواعد لنداء القلب أم يترك ذلك جانباً ويفكّر في مستقبله الكروي الأمثل؟.
بين المطرقة والسندان
[[{"uri": "/media/39572", "style": ""}]]
سيفكّر فقير جيداً قبل اتخاذه قراراً نهائياً بخصوص المنتخب الذي سيحمل قميصه الجزائر أم فرنسا.
وربما سيستأنس المهاجم الشاب بالتجارب السابقة قبل إعلان موقفه الرسمي آخر الشهر الحالي.
ولن يكون القرار يسيراً بالمرّة في ظلّ تباين مصير مغامرات اللاعبين من أصول مغاربية (جزائرية ومغربية وتونسية) السابقة مع المنتخب الفرنسي.
ولعلّ تجارب على غرار زين الدين زيدان وكريمة بن زيمة (من أصول جزائرية) تشجّع اللاعب على خوض المغامرة مع "الديوك" وتفتح أمامه أبواب العالمية.
في المقابل فشلت تجارب أخرى فشلاً ذريعاً على غرار ما حصل مع صبري اللموشي التونسي الأصل الذي لم يلعب سوى 12 مباراة فقط مع المنتخب الأول والجزائري الأصل سمير نصري الذي اعتزل اللعب دولياً عن سن تناهز 27 عاماً بعد مشاكل جمّة مع المدرب ديدييه ديشان ومعاناة طويلة.
[[{"uri": "/media/39573", "style": ""}]]
أخبار متعلقة